كابوس الناشط السياسي رشيد نكاز ينتهي.. دخل الجزائر حالما بالرئاسة وخرج منها طامعا في الشفاء

8
كابوس الناشط السياسي رشيد نكاز ينتهي.. دخل الجزائر حالما بالرئاسة وخرج منها طامعا في الشفاء
كابوس الناشط السياسي رشيد نكاز ينتهي.. دخل الجزائر حالما بالرئاسة وخرج منها طامعا في الشفاء

أفريقيا برس – الجزائر. بعد 1200 يوم في السجن والإقامة الجبرية والمنع من مغادرة الجزائر، حصل الناشط السياسي رشيد نكاز أخيرا على رفع الحظر عن السفر الذي سيمكّنه من الالتحاق بعائلته في الولايات المتحدة.

نكاز وعد بأنه سيختفي تماما من المشهد متفرغا فقط للعلاج حال خروجه من الجزائر، وهو الذي دخلها قبل سنوات حالما بالوصول للرئاسة.

أرجعت صفحة رشيد نكاز على فيسبوك الذي أذاعت الخبر مرفقا بالوثيقة التي تؤكد القرار، الفضل فيما حدث للرئيس عبد المجيد تبون، وقالت: “رفع الرئيس تبون حظر المنع من مغادرة الأراضي الوطنية عن المرشح الرئاسي السابق رشيد نكاز بعد منحه ثلاث مرات العفو في غضون عامين”. وأبرزت أن نكاز وعائلته الأمريكية والجزائرية يتقدمون بخالص الشكر للرئيس عبد المجيد تبون على اهتمامه وإنسانيته وتطوعه السياسي الذي جعل من الممكن مواجهة التباطؤ البيروقراطي الموروث من النظام القديم.

وقبل فترة، اختار نكاز الذي تعوّد على الحديث بنبرة نقدية عالية، استراتيجية أخرى في التعامل مع السلطات، فبات يتوجه بشكل مباشر للرئيس عبد المجيد تبون، مفرّقا بينه وبين بعض الأجهزة في الدولة التي يتهمها بحرمانه من حقوقه الأساسية. واتخذ نكاز هذا الأسلوب، بعد أن خيّم عليه شبح السجن الطويل بعد أن رفع مجلس قضاء الجزائر عقوبة محاكمته الأولى من سنة إلى 5 سنوات سجنا نافذا، واشتد عليه المرض. فهو يعاني كما يقول، من سرطان البروستاتا، ومن صمم في إحدى أذنيه، وتضرر في العصب البصري ومشاكل تنفسية، وبات بفعل كل ذلك يائسا من مواصلة العمل السياسي، جاعلا شغله الشاغل السماح له بالسفر للالتحاق بعائلته.

وبدأت محاولات نكاز في طلب عفو تبون، برسالة نشرتها صفحته في كانون الثاني/ يناير الماضي، عندما كان في السجن، حيث أعلن فيها بشكل مفاجئ اعتزاله العمل السياسي. وذكر في الرسالة الموجهة للرئيس، أنه استقال بفعل قهر الظروف من العمل السياسي، مستلهما قراره من تاريخ الأمير عبد القادر الجزائري في مقاومة الاستعمار الفرنسي، على حد قوله. وأشارت الرسالة إلى أن نكاز يرغب حاليا في أن يكرس وقته كليا لمعالجة مشاكله الصحية، وكذلك للكتابة والاعتناء بعائلته التي ذكر أنه تخلى عنها في الولايات المتحدة لمدة 10 سنوات ولم يلتق بها منذ 3 سنوات، بسبب رغبته، وفق ما قال، في المساهمة ببناء دولة ديمقراطية في الجزائر.

وبالفعل، فقد نجح نكاز في الظفر بعفو رئاسي استثنائي، أسابيع بعد ذلك، ليتخلص من كابوس السجن. لكنه عاد مرة أخرى ملتمسا من الرئيس تبون التدخل لتمكينه من الالتحاق بعائلته المقيمة بين فرنسا والولايات المتحدة. وذكر نكاز أنه انتظر بدافع من الأدب والتواضع، تهدئة “قضية أميرة بوراوي” (الناشطة التي غادرت لفرنسا بشكل غير قانوني) ليكتب إلى الرئيس تبون في 14 شباط/ فبراير الجاري، ويطلب منه مرة أخرى رفع هذا الحظر وإصدار جواز سفر في حالة مستعجلة.

وأبرز الناشط السياسي أنه لا يحمل جنسية أخرى: لا فرنسية ولا أمريكية ولا روسية ولا صينية ولا إسرائيلية، في حين تتمنى عائلته نهاية هذا الكابوس المستمر منذ تاريخ 4 كانون الأول/ ديسمبر 2019 أي 38 شهرا. وأرفقت رسالة نكاز المنشورة على صفحته بصورة حديثة له تظهر فيها بشكل واضح ملامح التعب الشديد على وجهه بسبب المرض. وأصابت هذه الصورة الكثيرين بالصدمة وأدت لحملة تعاطف مع الرجل الذي سخّر كل وقته في السنوات الأخيرة للعمل السياسي بالجزائر، وتعرض للكثير من المتاعب بسبب ذلك.

مرة أخرى، لم يحصل نكاز على جواب سريع، ما اضطره للكتابة مجددا للرئيس قبل أسبوع، قائلا إنه بات في وضع خطير إن لم يسافر للعلاج، مستظهرا أوراقا طبية تشرح حالته بدقة، ليأتي الفرج أخيرا بصدور قرار من المحكمة برفع الحظر عن السفر، وهو الخبر الذي أذاعته صفحة نكاز تحت عنوان “ارتياح كبير” بعد 1200 يوم من المعاناة، وسردت معه مقتطفات من محطات نكاز النضالية في الجزائر.

فهو كما قالت الذي “اختار العودة في 4 ديسمبر 2019 الساعة 7 صباحا إلى بلد والديه وتذوق أفراح السجون الجزائرية في 4 سجون مختلفة (القليعة، ولبيض سيدي الشيخ، والشلف، وسجن الحراش)، رافضا حياة المنفى بعد تهديده في فترة الحراك الشعبي بأن مصيره السجن إذا دخل الجزائر؛ وهو من كان في وقت مبكر من عام 2014، وراء “فلسفة المسيرات السلمية” لبدء تغيير لطيف في بلد يعاني من صدمة 10 سنوات من الحرب الأهلية، وقطع بين عامي 2014 و2016 مسافة 3124 كيلومترا سيرا على الأقدام عبر السهول والجبال والصحراء الصحراوية للتواصل مع الشعب الجزائري وإيصال رسالته للسلام والمواطنة النشطة، وهو أسلوب أثمر بعد سنوات، باقتلاع صورة بوتفليقة العملاقة من أمام مقر بلدية خنشلة في 19 فيفري 2019، بحضور 15 ألف من أنصار رشيد نكاز، في حادثة تعتبر من الممهدات لانطلاق الحراك الشعبي يومين بعد ذلك.

لكن نكاز بعيدا عن هذه النظرة المثالية، هو أيضا بالنسبة لمنتقديه، أحد رموز الشعبوية والاعتماد على معلومة ليست في كثير من الأحيان دقيقة، فقط لدعم خطابه المعارض. وتضررت صورة كثيرا، لما قرر جمع التوقيعات ليترشح للانتخابات الرئاسية عام 2019، باسم ابن عمه الذي يحمل نفس اسمه، لعلمه أن شروط الترشح لا تنطبق عليه.

وفوجئ الجزائريون الذين دعموه، بابن عمه الميكانيكي يظهر في ندوة صحافية بالمجلس الدستوري على أنه هو للمرشح للرئاسيات وليس نكاز الحقيقي. وكان في كل مرة طموحه للرئاسيات، يدفعه لكل أنواع التضحية، مثل قراره سنة 2014 التخلي عن جنسية فرنسا التي ولد بها، وبرز فيها كرجل أعمال وصنع فيها شهرة عند العرب والمسلمين بدفعه الغرامات المالية للنساء المنقبات بعد حظر النقاب في فرنسا.

وفي سنوات الحراك الأخيرة، واجه نكاز الذي سيلتحق بعائلته المقيمة في كاليفورنيا بعد أيام، ثلاث قضايا، حصل في آخرها على البراءة من تهمة الاعتداء على الشرطة التي تعود لفترة المسيرات الضخمة خلال الحراك الشعبي. لكن أخطر القضايا التي واجهها نكاز، كانت تلك التي أدين فيها من قبل محكمة الجنايات الاستئنافية بالعاصمة الجزائرية، منتصف العام الماضي، بـ5 سنوات سجنا نافذا، بتهمة التحريض على حمل السلاح للاعتراض على قانون المحروقات.

اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here