افريقيا برس – الجزائر. عاد مسلسل غلق الطرقات إلى الواجهة بولاية بجاية بعد “هدنة رمضانية” قصيرة، الأمر الذي بدأ يثير السخط لدى مستعملي طرقات الولاية الذين تحولوا من دون سابق إنذار إلى رهائن، جراء حرمانهم من أبسط حق وهو التنقل، حيث أصبح التنقل بمثابة مهمة صعبة جراء الغلق المتكرر لطرقات الولاية، وسط صمت رهيب لدى سلطات الولاية التي يبدو أنها غير مكترثة بمعاناة المواطنين سواء الذين يقدمون على غلق الطريق للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية أو لدى مستعملي الطريق الذين يجدون في كل مرة أنفسهم في حيرة من أمرهم.
وقد واصل الأربعاء، سكان القرية الاشتراكية ببلدية فناية بحوض الصومام في بجاية، غلقهم للطريق الوطني رقم 26 الذي يربط بجاية بولاية البويرة في مقطعه الرابط بين القصر وسيدي عيش لليوم الثاني على التوالي وذلك بعد ما تم غلق ذات المحور بداية الأسبوع على مدار يوم كامل، كما تم في هذا الصدد شل الطريق السريع الذي يربط بجاية بالطريق السيار شرق – غرب على مستوى منطقة أميزور، للمطالبة بتدخل المسؤولين الذين كلفوا بتسيير شؤون المواطنين بهذه الولاية من أجل ترجمة الوعود المقدمة على أرض الواقع، حيث لا يزال السكان ينتظرون موعد تجسيد مشروع التهيئة الذي استفادت منه قريتهم، نفس الشيء بالنسبة لمشروع توسيع المدرسة الابتدائية والملعب الجواري وغيرها من المطالب التي ظلت رهينة الوعود الكاذبة، ما أجبر السكان للخروج عن صمتهم بعد صبر دام طويلا.
الملفت للانتباه غياب المسؤولين في أغلب الحركات الاحتجاجية التي عاشتها الولاية، رغم أن هذه الأخيرة جاءت نتيجة تسييرهم الكارثي لشؤون المواطن بسبب لامبالاتهم أو حتى جراء عدم كفاءتهم ما جعل المواطن البسيط يدفع فاتورة فشل هؤلاء المسؤولين حتى عندما يتعلق الأمر بتنقلاته.
وأضحى من الضروري تدخل السلطات العليا من أجل حث أو بالأحرى “إجبار” هؤلاء المسؤولين المتقاعسين على أداء واجبهم وبالتالي التفرغ لخدمة المواطن بدلا من التهرب والاختباء وراء المكاتب، وكأن الأمر لا يعنيهم، إذ أن المنطق يفرض على هؤلاء الاستجابة لمطالب المواطنين إن كانت لديها حلول، علما أن جل المطالب المرفوعة ذات طابع اجتماعي وأن لامبالاة المسؤولين جعلت من هذه المطالب البسيطة تعمر لعقود، إذ لا يزال المواطن البسيط يطالب حتى ونحن في سنة 2021 بقنوات الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب وتعبيد الطريق والإنارة العمومية وتحسين الخدمات الصحية وتوفير النقل المدرسي وتغطية الحفر وغيرها من الأمور التي من المفترض أن تكون من الماضي.