لاكروا: هل ستُمكن مضاعفة التكريمات من تحقيق مصالحة الذاكرة الفرنسية- الجزائرية؟

6
لاكروا: هل ستُمكن مضاعفة التكريمات من تحقيق مصالحة الذاكرة الفرنسية- الجزائرية؟
لاكروا: هل ستُمكن مضاعفة التكريمات من تحقيق مصالحة الذاكرة الفرنسية- الجزائرية؟

أفريقيا برس – الجزائر. تساءلت صحيفة “لاكروا” الفرنسية، إن كانت مضاعفة التكريمات ستمكن من مصالحة الذاكرة الفرنسية- الجزائرية؟

وجاء السؤال انطلاقا من التكريم الذي قام به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم 18 من الشهر الجاري لقدامى المحاربين في الحرب الجزائرية خلال عرض عسكري في باريس.

وأوضحت الصحيفة أن الاعتراف بالذاكرة كان إحدى التوصيات الواردة في التقرير الخاص بالاستعمار والحرب في الجزائر، الذي قدمه المؤرخ بنجامين ستورا إلى الرئيس إيمانويل ماكرون في بداية عام 2021. وقال المؤرخ خلال مشاركته في التكريم: ‘‘لم نتمكن من إنهاء هذا العام في الذكرى الستين دون لفتة خاصة للمحاربين وجميع تلك العائلات التي كانت تنتظر عودة أبنائها”. ويعتبر بنجامين ستورا أن هذه التكريمات قد تقود إلى“تنازلات بشأن الذاكرة”.

وأشارت الصحيفة إلى أن التكريم سبقته رسالة رئاسية تندد بـ“الجرائم غير المبررة” فيما يتعلق بمذبحة المتظاهرين الجزائريين على أيدي الشرطة الفرنسية في باريس، في 17 أكتوبر عام 1961. كما أن البيان الصادر في هذا اليوم حرص على التذكير بإدانة أولئك الذين “وضعوا أنفسهم خارج الجمهورية” من بين المقاتلين، معتبرا أن هذه الأقلية تنشر الرعب، وضد كل قيم الجمهورية.

وتابعت الصحيفة القول إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سعى في هذه التكريمات من خلال الخطابات والخطوات الرمزية إلى الاعتراف بأخطاء الجمهورية الفرنسية تجاه الحركيين، ومسؤولية الدولة الفرنسية في اغتيال موريس أودين وعلي بومنجل، أو في حادث إطلاق النار في شارع ديزلي بالجزائر.

وأوضحت الصحيفة أنه في هذه المضاعفة للخطوات الرمزية وكلمات التقدير، يشيد البعض بـ“توافق الذاكرة ’’، مثل المؤرخة نعيمة ياهي، التي كانت ضمن لجنة المؤرخ بنجامين ستورا. وشددت على أن “إحياء ذكرى المقاتلين لا يمنع بأي حال من الأحوال من ذكرى 17 أكتوبر/ تشرين الأول، والأمر المهم هو أن يتم النظر في الاثنين والاعتراف بهما بنفس القوة”.

غير أن آخرين يرون في تعدد التكريمات والاحتفالات “علامة لعدم اختيار” على حد تعبير سيلفي تينولت، المتخصصة في حرب الاستقلال الجزائرية، التي تعتبر أن “سياسة إحياء الذكرى تهدف إلى أن تكون متوازنة، لكنها تتعلق بوضع تاريخي قائم على اختلال كبير في التوازن، حيث تعرض البعض للاغتصاب والتعذيب”، وتضيف: “مسألة الإفلات من العقاب هي التي لا نشكك فيها. أما مصالحة الذاكرة، فهي ليست ضرورية. يتم احترام ذكرى الأفراد، هذا كل شيء”.

وتتابع الصحيفة التوضيح نقلا عن سيلفي تينولت، المؤيدة لإرساء العدالة الانتقالية في الحرب الجزائرية، دعوتها قبل كل شيء إلى “التعامل مع تداعيات هذا الماضي في المجتمع الفرنسي”. وهو عمل يمر عبر تدريس تلك الفترة لأجيال لم تعرفها، مثل محاربة العنصرية والتمييز.

وأشارت الصحيفة إلى أن توصية أخرى من تقرير بنجامين ستورا تهدف أيضا إلى تطوير منح بحثية بين الشاطئين وجمع الشباب من مجموعات الذاكرة المختلفة. لأن الفشل في التوفيق بينهما “يفكك ذاكرة الحرب الجزائرية“.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here