ماكرون لم يراع خصوصية العلاقات الجزائرية الفرنسية

8
ماكرون لم يراع خصوصية العلاقات الجزائرية الفرنسية
ماكرون لم يراع خصوصية العلاقات الجزائرية الفرنسية

أفريقيا برس – الجزائر. حمّل الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة، خليفته في قصر الإيليزي، إيمانويل ماكرون، مسؤولية الأزمة المتفاقمة التي تعيشها العلاقات الجزائرية الفرنسية، منذ نحو شهر من الآن.

وقال هولاند: “العلاقات بين الجزائر وفرنسا تبقى دوما علاقات تنطوي على الكثير من الحساسة.. بالنظر للماضي التاريخي، لأنه كانت هناك معاناة ومآس عاشها الشعبان من الجانبين”، وذلك في معرض رده على سؤال لصحافي بقناة “تي في 5 موند”، الفرنسية.

واعتبر هولاند ما صدر عن الرئيس الفرنسي الحالي من تصريحات، ما كان يجب أن تصدر عن رئيس دولة: “العبارات التي صدرت عن الرئيس ماكرون محرجة بالنسبة للجزائريين، لأنهم هم من يقرر من يحكمهم وليس نحن الفرنسيين..”، وأضاف: “ليس هناك مسكوت عنه في التعليق على الوضع في الجزائر، ولكن هناك حساسية يتعين مراعاتها”، في تلميح منه إلى أنه كان على ماكرون أن يأخذ في حسبانه خصوصية العلاقات الثنائية.

ومعلوم أن الرئيس الفرنسي الحالي، كان قد شكك في وجود أمة جزائرية قبل الاحتلال الفرنسي للجزائر في العام 1830، وهو التوصيف الذي هز الدنيا ولم يقعدها، لما فيه من رسوخ للعقلية الاستعمارية للقادة الفرنسيين عندما يتعلق الأمر بالجزائر.

ووفق الرئيس الفرنسي السابق، فإنه “في كل مرة تتخذ فيها فرنسا موقفاً من الشؤون الداخلية للجزائر، فإن القرار يرتد عليها، لأن المسؤولين الجزائريين يعرفون كيف يستغلون تلك التصريحات في إدارة الشأن الداخلي الجزائري”.

ويعتبر فرانسوا هولاند، أكثر الرؤساء الفرنسيين اعتدالا في التعاطي مع الشأن الجزائري، فقد شهدت فترة حكمه التي امتدت من عام 2012 إلى 2017، استقرارا في العلاقات الثنائية ولم تسجل أية أزمة، حيث أرسى البلدان في عهده ما عرف بـ”الشراكة الاستثنائية”، وفي عهده تواترت الزيارات بين مسؤولي البلدين وزالت الخلافات، واستفادت الشركات الفرنسية من نصيبها في “الكعكة” الجزائرية.

غير أنه وعلى الرغم من ذكائه وحسن تدبيره للعلاقات مع الجزائر، إلا أنه فشل في ترتيب بيته الداخلي من أجل الترشح لعهدة ثانية في الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2017، حيث تمرد عليه وزيره للاقتصاد أنذاك والرئيس الحالي، ماكرون، وشق صف الحزب الاشتراكي، ليترشح بعدها، متسببا في انسحاب هولاند من طريقه في عملية سياسية استعراضية نظمت بإحكام.

ولحد الآن لم يعلن هولاند تحديه الرئيس الحالي ماكرون، في سباق الانتخابات الرئاسية ربيع العام المقبل، لكنه لم يستبعد دخوله المعترك، من أجل إنقاذ “اليسار” الذي يبدو أنه لم يعثر بعد على الفارس القادر على المنافسة، في ظل محدودية الأرقام التي حصلت عليها رئيسة بلدية باريس، آن هيدالغو، المترشحة باسم الحزب الاشتراكي، في استطلاعات الرأي.

ويبدو أن الرئيس الفرنسي ماض في تحدي رفيقه السابق وخصمه السياسي الحالي، ماكرون، الذي يصر هولاند على وصفه بأنه “يغير الآراء وفقًا للأحداث، ويقفز من قناعة إلى أخرى مثل ضفدع على زنابق الماء”، وهو توصيف يلخص ما يختلجه هولاند في صدره من ألاعيب ومناورات هذا الرئيس المتهور.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here