محاكمة قريبة للناشط السياسي رشيد نكاز

7
محاكمة قريبة للناشط السياسي رشيد نكاز
محاكمة قريبة للناشط السياسي رشيد نكاز

أفريقيا برس – الجزائر. من المنتظر أن تبدأ محاكمة الناشط السياسي الجزائري رشيد نكاز ومحاميَيْه ومرافقه الطبي يوم الإثنين المقبل، في القضية المتعلقة بالتحريض على التجمهر أمام سجن الشلف غربي البلاد. ويوجد نكاز وفق ما تنقله صفحته الرسمية، في وضع صحي حرج تطلّب نقله للمستشفى عدة مرات في الفترة الأخيرة.

بعد 3 أشهر من الحبس المؤقت، تحدد موعد محاكمة نكاز ومن معه يوم 15 آب/ أغسطس المقبل. ويتابَع الناشط السياسي المثير للجدل في هذه القضية بتهم “التحريض على التجمهر غير المسلح وإهانة موظف بمناسبة تأدية مهامه، ونشر وترويج أخبار كاذبة بين الجمهور من شأنها المساس بالأمن وسكينة واستقرار المجتمع، والعمل على المساس بالأمن أو سكينة واستقرار المجتمع”، وفق ما نقل محاموه.

وتعود حيثيات القضية، إلى نداء وجّهه نكاز عبر صفحته على فيسبوك، يدعو لمظاهرات يوم السبت 14 أيار/ مايو الماضي، أمام سجن الشلف والقليعة، وأمام القنصلية العامة للجزائر في باريس للمطالبة بالإفراج عن 270 سجينا سياسيا. ووعد الناشط السياسي بتنظيم مظاهرات كل يوم سبت تكون معلنة بشكل قانوني في الجزائر وخارجها، داعيا لإظهار دعم لعائلات السجناء السياسيين والمطالبة بالتحقيق في وفاة المعتقل المتوفي حكيم دبازي. ونشر نكاز صورة لتصريح بالمظاهرة، يتضمن منظميها وعدد المشاركين فيها وأسباب التنظيم، موقّعا عليه من قبل محاميه، كنوع من الاستجابة لشروط وزارة الداخلية التي طلبت سابقا عندما أوقفت مسيرات الحراك الشعبي بمبرر أنها غير مرخصة ولا تستجيب للشروط القانونية، لكن السلطات لم تعترف بتلك الرخصة وقامت باعتقاله.

كما يتابَع في نفس القضية، المحامي عبد القادر شهرة والمرافق الطبي حمزة جابري بتهم المشاركة في نشر وترويج أخبار كاذبة بين الجمهور من شأنها المساس بالأمن أو سكينة واستقرار المجتمع والمشاركة في العمل على المساس بسلامة وحدة الوطن. أما المحامي الثاني لنكاز خليفي ياسين الذي اعتقل 15 يوما بعد نكاز فهو متهم بنشر وترويج أخبار كاذبة بين الجمهور من شأنها المساس بالأمن أو سكينة واستقرار المجتمع، والعمل على المساس بسلامة وحدة الوطن، والتحريض على التجمهر غير المسلح.

وستجري المحاكمة في ظل تدهور صحة نكاز. ووفق ما تنقله يوميا صفحته الرسمية على فيسبوك، فإن الناشط السياسي، يكون قد أجرى عملية على أنفه بسبب مضاعفات العركة الشهيرة التي جمعته في باريس مع صهر عمار سعداني رئيس البرلمان سابقا قبل 4 سنوات، وذلك في إطار تنديد نكاز بما قال إنه فساد سعداني وتنظيمه مظاهرات أسبوعية أمام منزل لابنته بحي راق في باريس. كما يعاني نكاز وفق ما ذكر سابقا بسبب آثار ذلك الشجار من فقدان السمع كليا في إحدى أذنيه. ومؤخرا أعلن عن إصابته بسرطان البروستات، خلال فترة احتجازه التي بلغت 443 يوما قبل أن يفرج عنه في شباط/ فبراير 2021 ليعود للسجن من جديد في أيار/ مايو الماضي.

وفي بيان أخير للاتحاد من أجل التغيير والرقي الذي تتزعمه زبيدة عسول محامية نكاز، ندد الحزب بحبس الناشط السياسي. وقال إن “رشيد نكاز، الذي قضى أكثر من سنة في الحبس المؤقت، يجد نفسه اليوم مرة أخرى محروما من حريته”. وأضاف: “حتى وإن كان نضاله وتعلقه بالوطن أمراً مفروغ منه، إلا أن وضعه الصحي الخطير لم يمنع القضاء من وضعه في الحبس وهو ما يشكل خطرا على حياته، بل يشكل خطرا على القضاء ونظام السجون في بلدنا”. وتوجه الحزب بالنداء للقضاء والسلطات العليا للبلاد لاتخاذ كل الإجراءات الضرورية لتكريس عدالة مستقلة تضمن حقوق وحريات المواطن.

ومع أن الوقائع التي سيحاكم فيها نكاز تتعلق بالتجمهر، ولا يمكن أن تترتب عليها أحكام ثقيلة بالسجن، إلا أن الناشط السياسي لن يتمكن على الأرجح من الخروج من السجن بسبب إدانته مؤخرا من قبل محكمة الجنايات الاستئنافية بالعاصمة الجزائرية، بـ5 سنوات سجنا نافذا، في القضية المتعلقة بتحريضه على حمل السلاح للاعتراض على قانون المحروقات. واللافت أن هذا الحكم الاستئنافي جاء على غير العادة مشددا مقارنة بالحكم الابتدائي في كانون الأول/ ديسمبر 2021، الذي أدانه بعام سجنا نافذا فقط، وسمح له بالبقاء حرا بعد تغطيته مدة العقوبة.

وتعود وقائع القضية إلى كانون الأول/ ديسمبر 2019، حيث تم اعتقال نكاز وهو يهم بمغادرة الجزائر، ووجهت له تهمة تحريض السكان على حمل السلاح وعرقلة الانتخابات الرئاسية، وذلك بعد نشره فيديو على صفحته يعتبر فيه تصويت النواب على مشروع قانون المحروقات بالخيانة ويدعو للاعتراض على ذلك ولو بالسلاح. ولاحقا ذكر نكاز أن الفيديو تم فبركته لتوريطه، مشيرا إلى أن معارضته للقانون كانت ضمن نشاطه السياسي.

واشتهر نكاز قبل الحراك الشعبي بإصراره على الترشح لرئاسة الجزائر في انتخابات 2014 و2019 لكنه كان يصطدم في كل مرة بعوائق قانونية ودستورية بسبب عدم إقامته في الجزائر رغم أنه قرر طواعية التخلي على الجنسية الفرنسية. وفي الفترة الأخيرة، وجّه نكاز انتقادات لأسلوب المعارضة، مشيرا إلى أن التظاهر الدائم في إطار الحراك الشعبي لن يؤدي لأي نتيجة تذكر، وقال إنه سيساند مرشحا في الانتخابات المقبلة. كما اشتكى الناشط من حرمانه من السفر لرؤية عائلته التي تقيم بين فرنسا والولايات المتحدة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here