مفاوضات سياسية لفض أزمة البرلمان الجزائري

11

للمرة الأولى في تاريخها، تشهد الجزائر أزمة نيابية أدت إلى تجميد عمل البرلمان كأبرز مؤسسة تشريعية دستورية. وبرغم نداءات للتعقل، فإن مصادر متطابقة تؤكد قرب انفراج الأزمة بين رئيس البرلمان الجزائري، السعيد بوحجة، وبين نواب خمس كتل من الموالاة، والتي أدت، منذ 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، إلى تجميد نشاط البرلمان.

وبدأت في وقت متأخر من مساء أول من أمس، مفاوضات جدية بين رئيس البرلمان الجزائري ونواب خمس كتل نيابية لفض الانسداد الحاصل في البرلمان، بوساطة سياسية قادتها شخصيات وعقلاء في حزب الأغلبية النيابية “جبهة التحرير الوطني”. وقال مصدر سياسي مسؤول، شارك في لقاء رئيس البرلمان، إن هذه المفاوضات انتهت إلى الفشل بسبب تمسك بوحجة بموقفه الرافض للاستقالة تحت الضغط. وقال المصدر “عرضنا على رئيس البرلمان خطة لإنهاء الأزمة، تبدأ بالتهدئة ووقف التصريحات الإعلامية التي تضر كثيراً بسمعة الجزائر والمؤسسة النيابية، ثم جلوس ممثلين عن الكتل الخمس ورئيس البرلمان للحوار، والاتفاق على آلية للاستقالة. اقترحنا أن تكون طلب إعفاء يتقدم به رئيس البرلمان إلى جلسة عامة”. وأضاف المصدر “وجدنا أن رئيس البرلمان لا يمانع الاستقالة، لكنه يتمسك بمنصبه في الوقت الحالي، ويعتبر أن استقالته تحت الضغط فيها إساءة إلى شخصه وهروب من مسؤولية دستورية دون استشارة رئاسة الجمهورية”. وتابع أن “بوحجة يقترح صورة أخرى لتسوية الأزمة. فهمنا منه أنه يقترح مثلاً انتظار جلسة اختتام الدورة البرلمانية نهاية ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بعد المصادقة على قانون الموازنة لعام 2019، لإعلان طلب إعفائه من منصبه”.

وفيما يتوقع مراقبون لتطورات الأزمة النيابية انفراجها قبل الخميس المقبل، بقبول طرفي النزاع تقديم تنازلات وتغليب مصلحة المؤسسة النيابية والجزائر، اتهم رئيس البرلمان أويحيى بالتآمر والتخطيط لإحداث فراغ سياسي في الجزائر، وولد عباس بالتواطؤ والإساءة لشخصه. وقال العضو السابق في المجلس الدستوري (محكمة دستورية)، عامر رخيلة، إن الوضع الحالي للبرلمان يمثل مأزقاً دستورياً وسياسياً، بفعل عدم تحكم الأطراف السياسية التي صنعت الأزمة، الكتل الخمس وأحزابها، بالوضع وقراءة التداعيات الممكنة. وأكد رخيلة، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن “رئيس المجلس الشعبي الوطني (البرلمان) يملك الحجة القانونية للتمسك بموقفه في مواجهة من يتبنون دعوته إلى الاستقالة، وهي الدعوة التي تفتقر للسند القانوني والدستوري، ومحاولة مضاعفة الضغوط عليه من قبل أويحيى وولد عباس خرق وتجاوز، بل واعتداء على الشرعية القانونية والدستورية”. ووصف رخيلة ما يحدث بالحراك الإيجابي “لأنه حراك وضع الطبقة السياسية برمتها أمام امتحان، إما الانتصار للقانون أو الدوس عليه، ورئيس البرلمان وضع المجتمع المدني والسياسي أمام امتحان حقيقي للانتصار للشرعية الدستورية”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here