موريتانيا تصطف مع الجزائر

6
موريتانيا تصطف مع الجزائر
موريتانيا تصطف مع الجزائر

سعيد بشار

أفريقيا برس – الجزائر. لم تتوان موريتانيا في توجيه التحية إلى الجزائر، عبر وكالة أخبارها الرسمية، والإشادة بموقفها الصريح الداعم لترشح للدكتور سيدي ولد التاه لرئاسة بنك التنمية الإفريقي. واعتبرت نواكشوط هذا الموقف عنصرا حاسما يعكس ثوابت السياسة الخارجية الجزائرية تجاه موريتانيا، باعتباره الشريك الإقليمي والاستراتيجي.

وأوضحت الوكالة الرسمية الموريتانية أن هذا الموقف لم يكن مجرد دعم رمزي، بل رسالة سياسية واضحة تؤكد حرص الجزائر على تمتين التعاون المغاربي الحقيقي، بعيدا عن الخطابات الفضفاضة أو الاصطفافات الظرفية، فاختيار دعم كفاءة موريتانية لهذا المنصب القاري يحمل دلالات تتجاوز السباق الانتخابي ويترجم إرادة في ترسيخ الشراكة جنوب–جنوب وبناء توازن مغاربي داخل الفضاء الإفريقي.

ويشير هذا النوع من المواقف الداعمة لشركاء الجزائر إلى الرؤية التي تتبناها البلاد في تحويل علاقات الصداقة إلى دعم حقيقي من شأنه أن يميل كفة عن أخرى في مختلف المنافسات للترشح لمناصب تابعة للهيئات القارية المختلفة، كما تمكنت قبل ذلك من تحويلها إلى علاقات اقتصادية وتجارية بناءة، تكرس مبدأ رابح/رابح وتجعل جميع الأطراف تستفيد.

وعلى النقيض من هذا، جاء موقف المغرب بدعم مرشح السينغال خلال الدور الأول ليكشف، كما ذكرت وكالة الأخبار الموريتانية، عن توجه مغاير، يعكس حسابات جيوسياسية تختلف جذريا عن الرؤية الجزائرية التي ترتكز على وحدة الجوار المغاربي وتعزيز الصوت المشترك داخليا قبل التمدد خارجيا.

وعلى هذا الأساس، وفي القراءة الأعمق للمشهد، ذكرت الوكالة الرسمية لموريتانيا “أن الجزائر تنتهج سياسة دعم الكفاءات المغاربية داخل المؤسسات الإفريقية، ليس فقط لدوافع سياسية، بل أيضا لإيمانها بضرورة منح القرار الإفريقي وجها يعكس أولويات الشعوب لا مصالح اللوبيات، وهو ما يُفهم ضمن مقاربتها الثابتة: “إفريقيا للأفارقة، ولابد من أن يكون أبناؤها في قلب مؤسساتها”.

وشددت الوكالة على القول إن “دعم الجزائر لمرشح نواكشوط هو أكثر من مجرد اصطفاف دبلوماسي، إنه رهان استراتيجي على بناء مغرب متضامن داخل إفريقيا، في وقت تتعدد مشاريع التقسيم والتنافس غير البناء، تصر الجزائر عبر رؤيتها الاستراتيجية على دعم وحدة الصف وتفعيل الحلول البناءة”.

وكان الرئيس عبد المجيد تبون قد هنأ نظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني على نجاح بلاده في الظفر برئاسة البنك الإفريقي للتنمية، عقب فوز مرشحها سيدي ولد التاه، مشيرا إلى أن هذا الإنجاز الذي ساهمت فيه الجزائر هو نجاح لإفريقيا وللبلدين الشقيقين الجزائر وموريتانيا.

بالموازاة مع ذلك، قالت وزارة المالية، في بيان لها، إن الجزائر تلعب دورا “محوريا” على مستوى البنك الإفريقي للتنمية، مبرزة ثقلها كمساهم ودورها الفعّال في هيئات صنع القرار وكذا دعمها للرئاسة الموريتانية لهذه المؤسسة، لاسيما أن الجزائر تعتبر ثالث أكبر مساهم إقليمي في هذا البنك مع مشاركة مستمرة في الحوكمة، من خلال مجلس المحافظين، حيث تتم مناقشة التوجهات الإستراتيجية الكبرى وكذا مجلس الإدارة الذي تشغل فيه مقعدا بشكل دائم عبر مدير مقيم.

ومن هذا المنطلق، تم تأكيد الدعم الجزائري الكبير والفعال لترشح الموريتاني سيدي محمد ولد التاه خلال الاجتماعات الأخيرة للبنك، وذلك في إطار مسعى يهدف إلى تعزيز ترشح شمال إفريقي توافقي، ما سمح لموريتانيا بحسم السباق بنسبة كبيرة في الجولة الثالثة. وانتخب ولد التاه رئيسا للبنك الإفريقي للتنمية، ليكون بذلك أول موريتاني يتولى هذا المنصب وتاسع رئيس للبنك الذي أنشئ في 1664 في السودان.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here