هذا هو موقف الجزائر من اعتراف ماكرون بإعدام الشهيد بومنجل

11
هذا هو موقف الجزائر من اعتراف ماكرون بإعدام الشهيد بومنجل
هذا هو موقف الجزائر من اعتراف ماكرون بإعدام الشهيد بومنجل

افريقيا برسالجزائر. سجلت الجزائر بارتياح إعلان الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، عن قراره تكريم الشهيد علي بومنجل، واعترافه بمقتله ونفي انتحاره بعد أن ألقي عليه القبض في الجزائر سنة 1957 ويسجن سرا و تعرض لشتى أنواع التعذيب الذي أفضى إلى استشهاده.

وأشارت الى أن الرئيس الفرنسي الذي قرر تكريم أسرة الشهيد باستقبال أحفاده في قصر الالیزيه، حسب ماورد في التلفزيون العمومي، يسجل مبادرة طيبة تدخل في إطار النوايا الحسنة والرغبة الحقيقية في تكثيف الحوار بين الجزائر وفرنسا بخصوص الحقبة الاستعمارية في الجزائر، وهذا ما ألح عليه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في أكثر من مناسبة، حيث شدد على أن ملف الذاكرة ملف حساس يتطلب حوارا بدون خلفیات، حتى يتسنى البحث عن سبل دفع التعاون الجزائري الفرنسي دفعا صحيحا في إطار المصالح المشتركة بين البلدين.

رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، كان قد أكد على أن تناول قضايا الذاكرة لا يعني إطلاقا محو التاريخ الأليم الذي لازالت مخلفاته بادية على جسم الجزائر.

موقف الرئيس الفرنسي كان له الوقع الحسن في نفوس الجزائريين، وستتبعه، حسب بيان الرئاسة الفرنسية، مواقف تسير في سياق ما أسماه الرئيس ماكرون به “تهدة الذاكرة”، كما من شأنه أن يفتح آفاقا لحوار سيكون بلا شك بناءً ويحقق ما هو مرجو للمستقبل.

وإن كان على الماضي، فمكانته في الجزائر كبيرة ولكنه بدون شك لا يحجب بزوغ المستقبل الذي تسعى الجزائر إلى بنائه بكل سيادة وبالتعاون مع كل من له نية في ذلك.

ومن خلال مبادرة كهذه، يمكن للجزائر وفرنسا أن تتقدم للأمام في كنف علاقات مستقرة وهادئة، مصالحة حقيقية وتعاون متعدد الأشكال.

ماكرون يعترف.. الشهيد علي بومنجل قتل ولم ينتحر

أعلنت الرئاسة الفرنسية أن إيمانويل ماكرون اعترف الثلاثاء 3 مارس الجاري، بأن الشهيد علي بومنجل “تعرض للتعذيب والقتل” على أيدي الجيش الفرنسي خلال الثورة التحريرية، وأنه لم ينتحر كما حاولت باريس التغطية على الجريمة في حينها.

وجاء في البيان أن بومنجل “اعتقله الجيش الفرنسي في خضم معركة الجزائر ووُضع في الحبس الانفرادي وتعرض للتعذيب ثم قُتل في 23 مارس 1957″.

وحسب البيان، فإن الرئيس ماكرون أدلى بنفسه بهذا الاعتراف “باسم فرنسا” وأمام أحفاد بومنجل الذين استقبلهم الثلاثاء، وذلك في إطار مبادرات أوصى بها المؤرخ بنجامان ستورا في تقريره حول ذاكرة الاستعمار.

[À LA UNE À 8H] Emmanuel Macron a officiellement reconnu que l’avocat et dirigeant nationaliste Ali Boumendjel a été “torturé et assassiné” par l’armée française pendant la guerre d’Algérie en 1957, a annoncé l’Élysée, un meurtre à l’époque maquillé en suicide #AFP 1/5 pic.twitter.com/gCYmkoKC9N

— Agence France-Presse (@afpfr) March 3, 2021

علي بومنجل.. المحامي الثائر

والشهيد علي بومنجل من مواليد 24 ماي 1919 في غليزان، عذب و أعدم من طرف مظليي بول أوسارس يوم 23 مارس 1957 بالأبيار بالعاصمة.

وكانت هذه الخطوة ضمن توصيات تقرير بناجامان ستورا الأخير حول الذاكرة والذي ورد فيه، إنه يقترح “اعتراف فرنسا باغتيال المحامي علي بومنجل، صديق رينيه كابيتانت والزعيم السياسي للقومية الجزائرية، الذي قُتل خلال معركة الجزائر في عام 1957، وهي مبادرة ستتبع إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون بشأن موريس أودين في سبتمبر 2018″.

وتعدّدت أشكال وأساليب الشهيد المحامي علي بومنجل في النضال، حيث كان عضواً في حركة «أحباب البيان والحرية في أفريل 1944»، ومحرراً في جريدة «المساواة». وبعد الحرب العالمية الثانية انخرط في الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري في سنة 1946، ثم واصل نضاله السياسي في حزب جبهة التحرير الوطني.

وقبل أشهر كتب بنجامان ستورا بمناسبة وفاة مليكة بومنجل، زوجة الشهيد علي بومنجل،عن هذا البطل، الذي حاول الاحتلال الفرنسي البغيض، تضليل الرأي العام من خلال الإيهام بأنه انتحر، في حين أنه تم تعذيبه ثم اغتياله، تماما كما حصل مع الشهيد البطل، العربي بن مهيدي، من قبل المظليين الفرنسيين.

يصف ستورا بومنجل بأنه “رجل ذو شجاعة استثنائية”، ويقول إنه “احتجز في الحبس الانفرادي، وتعرض للتعذيب لمدة 43 يومًا، ولم يتكلم. كان ذلك خلال “معركة الجزائر” الرهيبة في فبراير ومارس 1957. وتوفي تحت التعذيب في 23 مارس 1957. ودفن تحت إشراف المظليين الفرنسيين، واستغرقت دفنه ربع ساعة، في تحد للعادات الإسلامية، وكان ذلك بتاريخ 26 مارس 1957، في مقبرة سيدي محمد في بلكور” بالعاصمة.

المؤرخ الفرنسي وفي مساهمة له عبر صفحته الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي، فيسبوك، قال إن بومنجل هو “عالم الالتزامات والرغبات في التحول، التي تحملها النخبة الجزائرية”، وهو “رجل قناعات يحمل ثقافة عظيمة ومنفتحة وسخية، مستمدة من مصادر العقلانية الفرنسية والتنوير الذي حمله الإسلام”.

وبرأي ستورا فإن علي بومنجل متشبع بروح “الثورة على النظام الاستعماري، ليس لتدمير كل ما هو موجود، ولكن لتعزيز ولادة جديدة لبلاده”. ويصف المؤرخ الفرنسي عائلة بومنجل بأنها “غنية بالمواهب، غارقة في المعارك السياسية والسفر والأدب والثقافة”، وهي المعلومات التي قال إنه استقاها من كتاب زوجته مليكة رحال.

ستورا: علي بومنجل كان هدفا للمظليين الفرنسيين

تم رصد علي بومنجل من قبل الإدارة الاستعمارية، يضيف ستورا، على أنه “عنصر خطير”، بسبب مشاركته في الأنشطة السرية للوطنيين الجزائريين خلال الحرب العالمية الثانية، وقد انضم إلى حركة أحباب البيان والحرية (AML) ، قبل أن ينضم إلى الحزب الذي أسسه فرحات عباس عام 1946، الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري (UDMA).

ستورا وصف أيضا بومنجل بـ”البراغماتي الذي يسعى إلى الأفضل في كل من التيارات المتنازع عليها، وأحيانًا دون أسباب وجيهة، داخل الحركة الوطنية الجزائرية.. لا يظهر شغفه إلا عندما تتجلى رؤيته العنيدة لجزائر حرة حقًا. قبل اندلاع حرب الاستقلال، كان من القلائل الذين تمتعوا بثقة التيارات الجزائرية، المنقسمة في مواجهة اندلاع انتفاضة نوفمبر 1954 التي فجرتها جبهة التحرير الوطني”.

ويعتبر المؤرخ الفرنسي بومنجل بأنه “أحد أكثر القادة السياسيين استماعًا. وهذا هو السبب الذي جعل المظليين الفرنسيين مهتمين به بسرعة، باعتباره رأس التفكير المحتمل لجبهة التحرير الوطني، وسعى بكل الوسائل إلى جعله يتحدث”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here