أفريقيا برس – الجزائر. تسببت عبارة مهينة وجهها والي وهران (محافظ محافظة وهران)، لبائع طعام على الطريق، في إشعال ثورة على مواقع التواصل بالجزائر، تعاطفا مع هذا المواطن البسيط، ورفضا للطريقة الاستعلائية التي يتعامل بها بعض المسؤولين في الإدارات المحلية.
الحادثة وقعت في بلدية السانية بولاية وهران، حيث كان الوالي سعيد سعيود في جولة تفقدية مصحوبا بالكاميرات. وعندما وقعت عينه على كشك بسيط يبيع الطعام على قارعة الطريق، توجه إلى صاحبه بغضب ونهره قائلا: “هز قشك وامشي” أي “احمل أغراضك واذهب”، فما كان من البائع المذهول من حضور الوالي أمامه مع رجال الشرطة والمسؤولين، إلا الامتثال دون أن يستطيع الدفاع عن نفسه.
وبمجرد نشر فيديو الحادثة، حتى تحول إلى ترند على مواقع التواصل، وأصبح المواطن البسيط نجما حقيقيا تتسابق عليه الكاميرات، بعد أن أبدى الجزائريون تضامنا منقطع النظير نحوه. بينما جرّت هذه العبارة على والي وهران السخط، واعتبره المعلقون مثالا للمسؤول الذي يتعامل بتعالٍ مع المواطنين مستقويا بالمنصب، بينما دعاه البعض لتصحيح سلوكه مع البائع وإكرامه.
وفي تصريحاته التي نالت ملايين المشاهدات، قال البائع إنه أحس بالإهانة من طريقة كلام الوالي معه، وأوضح أن تلك العبارة تركت فيه أثرا كبيرا. وذكر أنه إنسان فقير يعيل عائلة كاملة، ولا يجد من طريقة للحصول على رزقه إلا من خلال بيع الطعام الذي تحضره له زوجته في البيت. وظهر أبناء البائع وهم يناشدون السلطات ترك أبيهم يعمل لأنه لا يوجد لهم مصدر رزق آخر.
ومن بين آلاف التعليقات على الحادثة، كتب الحقوقي والمحامي عبد الرحمن صالح، أنه “من الجيد العمل على تطبيق القانون، لكن من الأفضل العمل على ايجاد حلول للناس..”. وأضاف: “الوالي ليس شرطي حماية العمران و البيئة، وظيفته إيجاد حلول لمشاكل رعاياه، وكان سيكون أفضل له، لو خصص له محلا من محلات الولاية أو ديوان الترقية أو الوكالة العقارية ليعمل بها، بدلا من المعاملة المهينة للكرامة الإنسانية أمام الكاميرات”.
من جهته، خاطب الناشط السياسي سمير بلعربي، الوالي بالقول: “إذا كنت تريد تطبيق القانون والرجل يبيع خارج الإطار، ليتك لو استعملت هذه العبارة ضد كل المخالفين للقانون في ولايتك وما أكثرهم… إما أنك تسترجل على رب عائلة فاعلم أنك ستخرج قريبا من منصبك مثلما خرج قبلك غيرك”.
وأبرز الصحافي كريم قندولي أنه “بين تطبيق القانون وإهانة المواطن، البيروقراطيون الذين اعتادوا رفاهية الكراسي، غالبا ما يخطؤون الهدف ويصوبون خارج المرمى، كلما غادروا مكاتبهم الفاخرة، وذلك راجع لسببين: غياب ثقافة الاتصال، وعقدة الأنا المتضخم”.
بالمقابل، اختار النائب البرلماني قادة نجادي، الدفاع عن الوالي، معتبرا أنه من أحسن المسؤولين. ونقل النائب عن الوالي قوله: “لم أكن أتعمد إهانة المواطن، بل طلبت منه كما طلبت من ثلاثة تجار آخرين مغادرة المكان لأنهم يزاولون تجارتهم بطريقة غير قانونية… أنا متعجب من الحملة الشرسة التي تستهدف والي الولاية رغم كل ما قدمته لوهران. وعلى هذا المواطن التقرب من السلطات المحلية لإيداع طلب محل وسنساعده في ذلك ليمارس تجارته بطريقة قانونية”.
وتحيل هذه الواقعة إلى عشرات الحوادث الشبيهة التي حدثت في السنوات الأخيرة حول التعامل المتعجرف للولاة مع المواطنين والتي فضحتها مواقع التواصل، وأدت بعضها إلى إقالة المسؤولين أو إجبارهم على الاعتذار من المواطنين.
وقبل أيام فقط، حدثت ضجة كبرى بعد إهانة والي الأغواط جنوبي الجزائر، مديرَ مدرسة أمام الكاميرات بعد وقوفه على عدم اكتمال الترميمات بالمكان. وأصبح هذا الوالي محل سخط عارم، لكونه بحسب المعلقين لم يحترم المدير الذي لا علاقة له بالأشغال، ولم يقدر أن مربي الأجيال لا يجب أن يهان. واضطر ذلك الوالي إلى استقبال المدير في مكتبه وتقديم اعتذار غير مباشر له.
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
اضغط على الرابط لمشاهدة الفیدیو
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس