هكذا عاشت البليدة أول يوم من الحجر العام

50

استقبل سكان البليدة إعلان حالة الحجر العام على ولايتهم برضا كبير، متفهمين أهمية القرار الذي يهدف إلى الحفاظ على أرواح الجزائريين ومحاصرة أكبر بؤرة لانتشار فيروس كورونا، خاصة أن مدينة الورود سجلت أزيد من 50 بالمائة من الحالات المؤكدة، وأكبر عدد ممن الوفيات، ما يتطلب إجراءات خاصة بهذه الولاية التي تفهم سكانها قرار الحجر، عازمين على ضرب أروع الأمثلة في الالتزام والتقيد بالتعليمات ودخول التاريخ بتحول البليدة من بؤرة لانتشار المرض إلى بشرى للعلاج ومحاصرة الوباء.

يعيش سكان البليدة لأول مرة في تاريخهم حجرا عاما على ولايتهم التي تحولت بسبب الوباء إلى ولاية محاصرة ومحل تضامن الجزائريين من داخل وخارج الوطن، فبمجرد إعلان رئاسة الجمهورية تطبيق الحجر العام على ولاية البليدة حتى انفجرت مواقع التواصل بحملات التضامن تحت شعار “كلنا البليدة” خاصة أن الجزائر تعيش حالة من الخوف والقلق بسبب انتشار الوباء وتسجيل المزيد من حالات الإصابة والوفيات، ضرب الجزائريون في هذا السياق أروع الأمثلة في التضامن والتآزر مع سكان مدينة الورود، حيث اكتسح الرقم 09 الذي يرمز للولاية كل مواقع التواصل الاجتماعي ما ساهم في بعث الارتياح والتفاؤل لدى سكان البليدة وهم يشعرون أنهم محل تقدير وحب الجزائريين من جميع الولايات.

اكتساح للمحلات.. إشاعات وغموض في تطبيق القرار
بمجرد تداول قرار الحجر العام على ولاية البليدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتأكيده في نشرات الأخبار، سارع البليديون في وقت متأخر من الليل إلى اكتساح محلات المواد الغذائية لاقتناء ما يلزمهم من حاجيات، خاصة مع تضارب الآراء والتصريحات حول تطبيق قرار الحجر العام وانتشار إشاعة وسط السكان مفادها أنهم ممنوعون من مغادرة منازلهم طيلة أيام الحجر إلا بتصريح من طرف مصالح الأمن، ما تسبب في انتشار البلبلة والخوف الذي تحول إلى سلوك همجي في التسابق لاقتناء ما يكفي العائلات لمدة 10 أيام من المواد الغذائية، وصاحب هذا اللهفة والخوف دوريات لمصالح الأمن تحث الناس على العودة إلى منازلهم.

طوارئ وسط الموظفين ولا خروج من الولاية إلا بتصريح
قرار الحجر العام على سكان البليدة جاء مفاجئا وغير متوقع للكثير من الموظفين في مختلف الأسلاك والقطاعات والذين حرموا، الثلاثاء، من الالتحاق بمناصب عملهم، وفي مقدمتهم العاملون في قطاع الصحة من أطباء وممرضين، حيث وجهت صباح أمس، النقابة الوطنية لمستخدمي الصحة العمومية نداء عاجلا لوالي البليدة بعدما منعت مصالح الأمن المئات من عمال المستشفيات من الالتحاق بعملهم سواء داخل البليدة أو خارجها، وفي هذا الإطار، دعا رئيس النقابة الوطنية لمستخدمي الصحة العمومية الدكتور إلياس مرابط السلطات الوصية إلى التعامل المرن مع الأطباء والممرضين ومختلف مستخدمي الصحة العمومية الذين هم بأمس الحاجة للالتحاق بعملهم لإنقاذ حياة الناس، مؤكدا أن هؤلاء المستخدمين لم يتسن لهم الوقت للحصول على تصريح من طرف مؤسسات عملهم بسبب تطبيق قرار الحجر العام في وقت متأخر كان فيه العمال في منازلهم.

وعلى غرار عمال الصحة واجه أمس، عمال الكثير من القطاعات العمومية والخاصة منعا أمنيا للالتحاق بمناصب عملهم خاصة في القطاعات الاستراتيجية، كما أبدى العديد من التجار استياءهم من القرار الذي سيحرمهم من فتح محلاتهم لعشرة أيام قابلة للتمديد ما يعرضهم لخسائر معتبرة، مطالبين السلطات الالتفات إليهم وتعويضهم عن طريق التخفيف في الضرائب والاشتراكات.

أزمة خانقة في إمداد أسواق الجملة والمحلات
وجهت الجمعية الجزائرية للتجار والحرفيين الجزائريين في الساعات الأولى من صباح أمس، نداء عاجلا لوالي البليدة بعدما حرم العشرات من الفلاحين والتجار من إمداد أسواق الجملة على مستوى بوفاريك وحطاطبة بالخضر والفواكه، ما تسبب في ندرة كبيرة في السوق وارتفاع الأسعار، كما منعت الكثير من شاحنات المواد الغذائية دخول مختلف بلديات البليدة لتموين المحلات التجارية بسبب مطالبتها بتصريح، وفي هذا الإطار طالب رئيس الجمعية الجزائرية للتجار والحرفيين والي البليدة بضرورة التعامل السريع مع تموين الأسواق والمحلات التجارية لأن الندرة ستؤثر على الأسعار وسلوكيات المواطنين.

فضوليون يكسرون الحجر الصحي والأمن يغلق جميع المنافذ
رغم إعلان حالة الحجر العام بولاية البليدة غير أن حركية السيارات والمواطنين ميزت العديد من الأحياء والمدن والشوارع الرئيسية، وهذا بدافع الفضول خاصة وأن البليديين يعيشون لأول مرة حالة الحجر العام، أين خرج الكثير من المواطنين من بيوتهم للاطلاع على حقيقة الحجر الصحي، وكان تعامل مصالح الأمن أمس، سلسا مع المواطنين، حيث فضلت استعمال أسلوب التوعية والتحسيس مطمئنة المواطنين بأن محلات المواد الغذائية والخضر والفواكه والصيدليات ستبقى مفتوحة، وبإمكان المواطنين الخروج من بيوتهم للضرورة فقط، ولمن يريد مغادرة تراب الولاية لطارئ ما يمكنه الحصول على تصريح من طرف مصالح الأمن التي أغلقت أمس، جميع مداخل ومخارج ولاية البليدة ما تسبب في اكتظاظ مروري رهيب أين تم منع المواطنين من دخول الولاية والخروج منها إلا للضرورة القصوى..

1 تعليق

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here