وزراء يستبقون التعديل الحكومي بتكثيف الخرجات

14
وزراء يستبقون التعديل الحكومي بتكثيف الخرجات
وزراء يستبقون التعديل الحكومي بتكثيف الخرجات

أفريقيا برس – الجزائر. يسارع وزراء في حكومة أيمن بن عبد الرحمان، الزمن لتقديم حصائل نشاطاتهم الوزارية وتكثيف خرجاتهم الولائية بشكل متتال ومستعجل لضمان البقاء ضمن الطاقم الحكومي، والاحتفاظ بالحقيبة الوزارية في محاولة أخيرة للنجاة من مقصلة التعديل الحكومي، في وقت ينظر إليها مراقبون على أنها استعراض شعبوي لن يشفع لهم لدى رئيس الجمهورية الذي أكد أن التقييم سيتم حالة بحالة ويراعي الأداء.

تحركات بعض الوزراء والاستفاقة التي تزامنت مع تصريحات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قبل 4 أسابيع في لقاء جمعه مع ممثلي الصحافة الوطنية، والتي لمح فيها لإمكانية إجراء تعديل حكومي قريب يقيل من خلاله الوزراء الذين قال إنهم لم يلتزموا بتنفيذ التعليمات الصادرة عن اجتماعات مجلس الوزراء.

ويبدو أن هذه التصريحات قد لقيت صدى لدى بعض الوزراء الذين انتقلوا الى السرعة القصوى لاستعراض قدراتهم في الميدان بعيدا عن التنظير التلفزيوني الذي أوصل البعض منهم لهذه المناصب بعد أن أثبتوا فشلهم ومحدوديتهم في التسيير حسب ما أكده المسؤول الأول في البلاد.

وإن لم يسم الرئيس القطاعات المعنية بالتقصير بشكل مباشر، إلا أن تخوف الوزراء امتد ليشمل الجميع من دون استثناء، الأمر الذي صعد من وتيرة نشاطات وخرجات هؤلاء، وعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد وزير الصناعة أحمد زغدار الذي نشط أكثر من 4 لقاءات خلال أسبوع واحد تناول خلالها ابرز الملفات التي تشغل الرأي على غرار مفاوضات مع شركاء أجانب في مجال تصنيع السيارات ومشروع قانون الاستثمار، إضافة إلى تنظيم لقاءات مع مسؤولي قطاعه، ونفس الأمر بالنسبة لوزير التجارة وترقية الصادرات كمال رزيق الذي نزل على لجنة الشؤون الاقتصادية بالمجلس الشعبي الوطني لمناقشة مشروع قانون المناطق الحرة وقام بسلسلة خرجات ميدانية قادته إلى كل من ولاية البليدة ومستغانم واستقبل أيضا رؤساء غرف التجارة الأجانب على غرار الأردن ومفوض الاتحاد الإفريقي.

والأمر لم يختلف كثيرا بالنسبة لوزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، الذي استعرض قبل أسبوع نشاطات ومكاسب قطاع التربية طيلة 10 أشهر من استوزراه، إضافة إلى مشاركته في العاصمة التونسية في أشغال الدورة الـ26 للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو”، وكانت وزيرة الثقافة المنصبة مؤخرا مولوجي صورية هي الأخرى معنية بتكثيف نشاطاتها من خلال برمجة مجموعة من الخرجات إلى الولايات على غرار ولايتي باتنة والأغواط، فضلا عن إطلاق سلسلة مبادرات على غرار استحداث لجنة للتقييم والاستشراف في الوزارة، وتحديد معايير جديدة لبطاقة الفنان والالتقاء بمديري الثقافة لكل ولايات الوطن.

ورغم تكثيف نشاطات وخرجات بعض وزراء الطاقم الحكومي في الفترة الأخيرة، إلا أن ذلك حسب المحلل السياسي عبد الرحمان بن شريط، لا يعدو سوى محاولة للاستعراض والشعبوية، لاسيما وأن التقصير بالنسبة للوزراء – حسبه – بات بمثابة القاعدة التي تميز عملهم رغم الصرامة التي يبديها رئيس الجمهورية في تعامله مع الطاقم الحكومي، مشيرا في تصريح لـ”الشروق” أن غياب آلية لمحاسبة الوزراء هي أحد أسباب الفشل في التسيير قائلا: “لو كانت هناك أجندات خاصة ومواعيد للوزراء يمكن على أساسها أن يحاسب الوزير الأول طاقمه الحكومي لما شهدنا مثل هذه الاستعراضات التي لا فائدة منها”، مشيرا أن رئيس الجمهورية كان واضحا في آخر تصريح له عندما كشف عن وجود وزراء مقصرين عليهم الرحيل، في وقت أشاد ببعض القطاعات الوزارية التي شهدت تقدما ملحوظا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here