01 نوفمبر 2020.. عيد وطني بفرحة إسلامية

37
01 نوفمبر 2020.. عيد وطني بفرحة إسلامية
01 نوفمبر 2020.. عيد وطني بفرحة إسلامية

افريقيا برسالجزائر. يحيي الجزائريون هذا العام ذكرى اندلاع الثورة التحريرية في أجواء دينية خاصة، تميزها احتفالات المولد النبوي الشريف وحملة نصرة الرسول وتدشين مسجد الجزائر الأعظم الذي طال انتظاره، ما يجعل 01 نوفمبر 2020 عيدا وطنيا بفرحة دينية تميزه خصوصية صحية بانتشار فيروس كورونا الذي ساهم في تضييق رقعة الاحتفالات وتجنب التجمعات للحفاظ على صحة المواطنين.

يعيش المواطنون هذه الأيام أجواء تميزها الفرحة والفخر والحزن والخوف والترقب، فالفرحة فرحتان فرحة بإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف الذي يمجده الجزائريون ويولون له أهمية قصوى بإقامة الاحتفالات والندوات وصلة الأرحام، خاصة وأن الاحتفالات تزامنت هذا العام مع حملات نصرة الرسول الكريم ونداءات المقاطعة، ردا على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي تسبب في موجة عارمة من المظاهرات والاحتجاجات على الإساءة للرسول الأعظم، وتأتي ذكرى أول نوفمبر لتعمق كراهية الجزائريين لفرنسا، أين عرفت حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية رواجا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأننا نتذكر في هذا اليوم التاريخ فرنسا في جرائم في الجزائر وقتلها لأزيد من سبعة ملايين جزائري على مدى قرن ونصف قرن من الإستعمار.

والفرحة الثانية هي فرحة تدشين مسجد الجزائر الأعظم بالمحمدية والذي يعتبر مفخرة للجزائريين والمسلمين بإعتباره ثالث أكبر مسجد في العالم يحتوي على أطول صومعة في المعمورة وهو الآن رمز الجزائر وسفيرها.. وسيشهد المسجد في هذا اليوم التاريخي توافد الجزائريين من 48 ولاية للصلاة فيه والدعاء بان يحفظ الله الجزائر ويرحم الشهداء، أين أعلنت العديد من الشخصيات والجمعيات والأفواج الكشفية عزمها يزيارة المسجد اليوم الأحد للدعاء للجزائر والشهداء والرئيس بأن يشفيه الله ويطيل عمره ويحفظ صحته.

وبالنسبة لأجواء الفخر التي يعيشها الجزائريون خلال الفاتح نوفمبر فتقترن بتمكنهم من تفجير أعظم ثورة في القرن العشرين، جاءت بعد قرابة قرن وثلاثين سنة من الاستدمار لتتحول هذه الثورة إلى رمز للبطولة والتضحية والشجاعة تدرس في أكبر المعاهد والجامعات وجعلت الجزائر تلقب ببلد المليون ونصف المليون شهيد.

وتخللت أجواء الفرحة والافتخار لإحياء عيد الثورة شعور عميق بحزن الجزائريين على مرض رئيسهم السيد عبد المجيد تبون، ونقله للعلاج إلى ألمانيا، أين أبدى المواطنون تضامنا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي وامتلأت الصفحات الفايسبوكية بالدعاء والتضرع لله بأن يشفي الرئيس ويعيده سالما غانما إلى أرض الوطن خاصة ونحن في شهر الانتصار وتمنى الجزائريون أن يكون الرئيس حاضرا في تدشين المسجد الأعظم ومشاركا في الاستفتاء على الدستور لأن حضوره يعزز الثقة والآمان في نفوس الجزائريين.

وتزامنا مع أجواء الحزن والفرحة التي تميز احتفالات الجزائريين بعيد الثورة، تعيش الجزائر منذ أشهر طويلة وضعا صحيا استثنائيا بانتشار مخيف لفيروس كورونا حول العالم، وما تسبب فيه من تعطيل حياة أناس وحصد أرواح الآلاف، وبدخول الفاتح من نوفمبر تبدأ ذروة انتشار الفيروس ما يجعل الجزائريين في حالة خوف غير مسبوقة بإعادة فرض الحجر الشامل الذي بات الخيار الأمثل حسب المختصين لحماية الجزائريين من الموجة الثانية لانتشار الفيروس والتي حطمت الأرقام القياسية في أوروبا بتسجيل أزيد من 50 ألف إصابة جديدة في العديد من البلدان وهو السيناريو الذي يجب تفاديه بالحرص على إجراءات الوقاية.. وتسببت إجراءات الوقاية من كورونا في تضييق رقعة الاحتفالات بالفاتح من نوفمبر بتفادي التجمعات والمسيرات الليلية والتقليل من الندوات التاريخية…

تزامن إحياء الجزائريين لذكرى الفاتح من نوفمبر هذا العام، مع تنظيم الاستفتاء الشعبي على الدستور، الذي سيكون نقطة انطلاق حقيقية للجزائر الجديدة، وحتى لو اتفق او اختلف الجزائريون على الدستور الجديد، فإنهم يجمعون على أن اختيار تاريخ الاستفتاء كان موفقا ورمزيا، وهو الأمر الذي شجع الكثيرين على الاستفتاء لما يمثله هذا اليوم من رمزية تاريخية ووطنية، ويأمل الجزائريون من دستور 2020 تحسين أحوالهم الاجتماعية والاقتصادية والحفاظ على الهوية الوطنية والدينية التي قام عليها بيان أول نوفمبر الذي ساهم في الأمس من تحرير الجزائر من الاستعمار وسيساهم اليوم في تخليص الجزائر من التبعية وخوض غمار التقدم والالتحاق بركب الدول المتقدمة..

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here