أفريقيا برس – الجزائر. حذر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، السبت، من محاولات إسرائيل فرض ما وصفه بـ”سلام عبثي” يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
جاء ذلك في رسالة وجهها تبون إلى القمة العربية العادية الـ 34 المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، تلاها نيابة عنه وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف، بحسب قناة الجزائر الدولية الإخبارية (حكومية).
وقال الرئيس الجزائري: “قضيتنا المركزية (الفلسطينية) تشهد مخططات التصفية تنهال عليها، وسط إصرار الاحتلال الإسرائيلي على فرض رؤيته العبثية لسلامٍ لا يمكن أن يتصوره إلا على مقاسه، وتماهيا مع أهوائه، وإشباعا لأطماعه”.
وأضاف أن السلام الذي تريده إسرائيل “يقوم على أنقاض القضية الفلسطينية، وتحرم فيه دول الجوار من أبسط مقومات أمنها وطمأنينتها واستقرارها، ويضمن لها هيمنة مطلقة دون حسيب أو رقيب أو منازع”.
ولفت تبون، إلى أن “العالم العربي يواجه مرحلة مفصلية في ظل تحديات متعاظمة وتدخلات خارجية متزايدة، تهدد أمن واستقرار العديد من دوله”.
وأشار الرئيس الجزائري إلى أن الجامعة العربية “أتمت مؤخرا ثمانين عاما من وجودها، في وقت يشهد فيه العالم العربي تحديات غير مسبوقة، على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية”.
وحذر من أن “العديد من الأقطار العربية تتدهور بشكل متسارع، وسط تكالب التدخلات الخارجية التي تسعى لبث الشقاق والتناحر بين أبناء الوطن الواحد”.
وفي سياق حديثه عن النظام الدولي الراهن قال تبون إن العالم “يشهد توجها خطيرا نحو طمس معالم منظومة العلاقات الدولية المعاصرة، واستبدالها بمنطق الغلبة للقوة، والاحتكام والإذعان لها”.
واعتبر أن ذلك “يجعل من الضروري إعادة تقييم آليات العمل العربي المشترك، وإعادة الاعتبار لمبادئ التضامن والتنسيق في إطار الجامعة العربية.
ورأى تبون أن “الظروف الحالية تفرض حتمية إصلاح الجامعة العربية”، مشيرا إلى أنها “تأسست في زمن غير زماننا، وسياق غير سياقنا، ومحيط غير محيطنا، ما يجعل من الضروري تكييفها مع متطلبات العصر الجديد”.
وفي ختام رسالته، شدد الرئيس الجزائري، على أن “الدفاع عن القضية الفلسطينية ليس جودا ولا تكرما، بل هو وفاء لأمانة تاريخية تحملها الأمة العربية، ومسؤولية قانونية وأخلاقية تقع على عاتق الإنسانية جمعاء”.
وشدد معلى أن “وحدة الصف العربي حول هذه القضية تبقى شرطا أساسيا لأي تحرك فاعل في مواجهة التحديات الراهنة”.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 173 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وفي وقت سابق، السبت، انطلقت بالعاصمة العراقية بغداد القمة العربية في دورتها العادية الـ 34، تحت شعار: “حوار وتضامن وتنمية”، وسط تصدر القضية الفلسطينية جدول الأعمال.
وتنعقد القمة في القصر الحكومي ببغداد، وهي الرابعة التي يستضيفها العراق على مستوى القادة، منذ بدء القمم العربية العادية والطارئة للجامعة العربية عام 1946.
ومن أبرز القادة المشاركين، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورؤساء مصر عبد الفتاح السيسي، وفلسطين محمود عباس، والصومال حسن شيخ محمود، وآخرون.
كما يشارك رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، نيابة عن الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، نيابة عن الرئيس جوزاف عون.
ويحضر القمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز بصفة ضيوف شرف، وممثلي عدد من المنظمات الدولية والإقليمية.
وأقر وزراء الخارجية العرب، الخميس، بنود جدول أعمال القمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، بين 5 ملفات و5 مبادرات.
وتُعقد القمة هذا العام تحت شعار: “حوار وتضامن وتنمية”، وسط ملفات عربية ساخنة، أبرزها حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة للشهر العشرين، إلى جانب أزمات إقليمية أخرى تشمل سوريا ولبنان والسودان.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس