دعوة من ماكرون لسفير الجزائر ولا تأكيد لمشاركته!

10
دعوة من ماكرون لسفير الجزائر ولا تأكيد لمشاركته!
دعوة من ماكرون لسفير الجزائر ولا تأكيد لمشاركته!

أفريقيا برس – الجزائر. قرر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تنظيم احتفال هذا السبت في قصر الرئاسة الفرنسية، بمناسبة الذكرى الستين لتوقيع اتفاقيات إيفيان، الذي يصادف 19 مارس من كل سنة، والذي رسم وقف إطلاق النار بين جيش التحرير الوطني وجيش الاحتلال الفرنسي، وذلك على وقع خلافات فرنسية ـ فرنسية بشأن تقييم تلك الاتفاقيات.

ويأتي تخليد هذه الذكرى، تقول الرئاسة الفرنسية، في ظل حرص باريس على تهدئة “حرب الذاكرة”، المندلعة بين البلدين منذ عقود، والتي زادت اشتعالا في السنوات القليلة الأخيرة بسبب بعض التصريحات والممارسات من الجانب الفرنسي، والتي اعتبرت غير مسؤولة وغير مبررة من الجانب الجزائري.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن إحياء هذه الذكرى لا يعني الاحتفال بها، وذلك بهدف تفادي السقوط في حساسيات جدل الذاكرة المستعر بين الأوساط السياسية في فرنسا، وخاصة بين “الديغوليين” نسبة إلى الجنرال ديغول، وبين الأوساط اليمينية واليمينية المتطرفة من أنصار “الجزائر فرنسية” وفي مقدمتهم جماعات الأقدام السوداء والمعمرون (الكولون)، الذين يتهمون ديغول بالتفريط في الجزائر.

ويتخوف ماكرون من حدوث انزلاق بمناسبة الاحتفال بهذه الذكرى على صعيد الذاكرة، من شأنه أن يؤثر على مشواره في الانتخابات الرئاسية التي يعتبر أحد فرسانها الرئيسيين، والتي لم يتبق على موعدها سوى أقل من شهر من الآن، علما أن الأقدام السوداء و”الكولون” وقفوا بكل السبل في وجه المفاوضات التي قادها الجنرال ديغول مع الحكومة الجزائرية المؤقتة، وانتهت بالتوقيع على اتفاقيات إيفيان في 18 مارس 1962، التي رسمت نهاية “حرب الجزائر 1954/ 1962” كما يسميها الفرنسيون.

حضور جنود فرنسيين وحركى ومناضلين استقلاليّين

المعارضون لهذا الاحتفال أو التخليد، يتهمون السلطات الفرنسية لتلك الفترة وعلى رأسها الجنرال ديغول، بالسكوت عن عمليات العنف التي وقعت بعد 19 مارس 1962 وحتى الفترة التي بعدها التي شهدت التحاق الآلاف من “الكولون” بفرنسا، وهذا منطلق رفضهم لهذا الاحتفال، وهو ما دفع الرئاسة الفرنسية إلى التأكيد على أن ما يحتضنه قصر الإيليزي هذا السبت “إحياء وليس احتفالا”.

ويستمر الاحتفال من الساعة الثانية عشرة إلى الواحدة والنصف زوالا، وحرصت الرئاسة الفرنسية على دعوة من شاركوا في صناعة ذاكرة الحرب في الجزائر، والتي لم تعترف بها باريس حربا إلا في العام 1999، من المجندين الفرنسيين ومن الذين حاربوا من أجل استقلال الجزائر (…)، والحركى والأقدام السوداء.

من جهة أخرى، وجه الرئيس الفرنسي الدعوة إلى سفير الجزائر بباريس، محمد عنتر داوود، فيما يجهل إن كان سيلبي الدعوة أم لا. وسيحضر هذا الاحتفال كل من وزيرة الجيش الفرنسية فلورانس باري، وقائد أركان الجيش الفرنسي، تييري بيركارد، ورئيس بلدية مونبيليي، ميكائل دولافوس، وهي المدينة التي ستحتضن مشروع متحف تاريخ فرنسا والجزائر.

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، فإن الهدف من هذا التخليد هو تهدئة حروب الذاكرة بين الجزائر ومستعمرتها السابقة، وهي تندرج في سياق مبادرات سابقة قام بها الرئيس الفرنسي، من قبيل الاعتراف بمسؤولية الدولة الفرنسية في تصفية كل من علي بومنجل محامي الثورة، والجامعي موريس أودان الذي دافع عن الثورة، وطلب الصفح من عائلتيهما.

غير أن هذه المبادرات لم تلق التجاوب المأمول من قبل الجانب الجزائري، والذي يرى أن أي خطوة من باريس في هذا الاتجاه، لا ترقى إلى درجة الاعتذار عن جرائم الماضي الاستعماري والتعويض عن الأضرار، تبقى دون المستوى المطلوب. ومع ذلك تبقي باريس سياسة اليد الممدودة، يقول قصر الإيليزي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here