أفريقيا برس – الجزائر. قال محامون في هيئة الدفاع عن سجناء الحراك في الجزائر، اليوم الثلاثاء، إنهم تمكنوا من إقناع عدد من النشطاء بوقف الإضراب عن الطعام بسبب تأثير ذلك على صحتهم.
وأوقف 8 نشطاء إضرابهم عن الطعام بسجن البرواقية بولاية المدية جنوبي العاصمة الجزائر. ونشر حقوقيون أن هذا القرار يعود لتدهور صحة النشطاء ورغبتهم في الاستعداد لمحاكمتهم، في الخريف المقبل، في ظروف أحسن.
وقالت المحامية زبيدة عسول إنها زارت، قبل يومين، الناشط الهادي لعسولي بسجن البرواقية حيث أعلمها بوقف إضرابه عن الطعام، الذي شرع فيه يوم 6 تموز/ يوليو الجاري. وأكدت المحامية أن لعسولي الموجود رهن الحبس المؤقت منذ أكثر من سنة ستتم إحالته على محكمة الجنايات في دورتها الخريفية.
وبحسب الناشط الحقوقي المتابع لأخبار المعتقلين، زكي حناش، فإن المجموعة التي أضربت عن الطعام رفقة الهادي لعسولي قد اتخذت نفس القرار. ومن بين دوافع هؤلاء السجناء في الإضراب عن الطعام، رفضهم التهم الثقيلة الموجهة لهم والتي يعتبرونها إهانة لكرامتهم. ويواجه النشطاء تهم الإرهاب بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات، التي وسعت من مفهوم الإرهاب العام الماضي، والتي باتت محل انتقاد شديد من المحامين والمنظمات الحقوقية.
وفي سجن الحراش بالعاصمة الجزائرية، توقف نشطاء أيضا عن الإضراب عن الطعام. وروى المحامي والحقوقي عبد الغني بادي، الذي زار هذا السجن، ما رآه بالقول: “وجدت مصطفى قيرة وحميدي محمد زين الدين في حالة إنهاك شديد جراء الإضراب عن الطعام، مع فقدان واضح في الوزن ونحافة شديدة. مصطفى قيرة وجد صعوبة كبيرة في التحدث معي، أقنعته بعد إلحاح بالتوقف عن الإضراب، والحمد لله أنه استجاب، حالته كانت صعبة”.
وأضاف: “كذلك حميدي محمد زين الدين الذي قرر التوقف عن الإضراب حالته لا تقل سوءا عن حالة مصطفى قيرة، حسان بوراس (الصحافي) وبوعلام بلعميدي لعموري يشتكون من ظروف السجن والحرارة الشديدة التي يعاني منها المسجون في هذه الأيام، عليكم أن تتصوروا حجم المعاناة !!”.
وخلال إجراءات التهدئة الأخيرة، التي أقرها الرئيس عبد المجيد تبون بمناسبة ذكرى ستينية الاستقلال، لم يتم الإفراج عن المتابعين في قضايا جنائية. وقالت الرئاسة حينها إن الرئيس تبون أوصى بتدابير تهدئة لفائدة الشباب المتابعين جزائيا، والمتواجدين رهن الحبس، لارتكابهم “وقائع التجمهر وما ارتبط بها من أفعال”. وترك البيان غموضا حول ما إذا كان المقصود كامل معتقلي الرأي، أم الفئة المتابعة فقط في قضايا التجمهر، ثم فصلت الرئاسة في الأمر بالإعلان أن عدد المفرج عنهم في هذه الفئة 44 شخصا.
في المقابل، تتحدث اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين، وهي هيئة رصد محلية، عن أكثر من 300 معتقل رأي، بينهم نساء ومحامون وصحافيون ونشطاء سياسيون وحقوقيون وطلبة جامعيون. وتشير من جهتها منظمة العفو الدولية عبر فرعها بالجزائر إلى أن هناك نحو 270 معتقل رأي تدعو السلطات باستمرار للإفراج عنهم.
من جانب آخر، حصل الشرطي السابق توفيق حساني على الإفراج المؤقت بقرار من مجلس قضاء الشلف غربي الجزائر، مع تأجيل محاكمته إلى تاريخ 26 أيلول/سبتمبر المقبل. وكان حساني قد أدين من قبل محكمة تنس الابتدائية، في يونيو/ حزيران الماضي، بـ6 أشهر حبسا نافذا، بعد أن كان وكيل الجمهورية قد التمس في حقه 3 سنوات حبسا نافذا.
وبحسب اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين، توبع حساني بتهم إهانة هيئة نظامية وعرض منشورات من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية وعرقلة سير التحقيق والتحريض على التجمهر.
وكان حساني قد اعتقل منتصف يونيو/ حزيران الماضي من بيته، ونشر فيديو يوثق لحظة اعتقاله، طالبا تركه وشأنه بعد أن قضى سنتين في السجن في قضية أخرى لها علاقة بنشاطه على مواقع التواصل.
واشتهر هذا الشرطي باعتذاره للطلبة خلال فترة مسيرات الحراك سنة 2019 عن استعمال الغاز المسيل للدموع، ودخل بعدها في دوامة قضائية من خلال متابعته في عدة قضايا على علاقة بنشاطه في الحراك.
وفي قضية أخرى، قضى مجلس قضاء الجزائر صبيحة بإدانة الدركي السابق محمد عبد الله، بعام حبسا نافذا مع 100 ألف دينار (700 دولار) غرامة مالية.
ويعني هذا الحكم تخفيض عقوبة محمد عبد الله من 5 سنوات حبسا نافذة و500 ألف دينار غرامة نافذة، التي أدين بها رفقة عدد من المتهمين، أمام محكمة بئر مراد رايس الابتدائية بالعاصمة، وفق ما ذكره موقع النهار.
ويتابع محمد عبد الله بتهم تتعلق بالانخراط في جماعة إرهابية، تقوم بأفعال تستهدف أمن الدولة، وجنحة تبييض الأموال في إطار جماعة إجرامية، ونشر أخبار مغرضة من شأنها المساس بأمن واستقرار الوطن.
وكانت السلطات الإسبانية، قد سلمت في آب/أغسطس 2021 محمد عبد الله للجزائر بعد صدور أمر دولي بالقبض عليه. واشتهر محمد عبد الله، الذي كان منخرطا في سلك الدرك برتبة رقيب أول، ببث فيديوهات تهاجم السلطة من الخارج بعد مغادرته لإسبانيا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس