أفريقيا برس – الجزائر. اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحوادث إطلاق النار التي نفّذها الجنود الفرنسيون، في شارع إيسلي، في العاصمة الجزائرية، في مارس 1962، وتسبّبت في مقتل العشرات مؤكدا بأنها “مجزرة لا تغتفر”.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء، إن أحداث شارع إيسلي بالجزائر العاصمة في شهر مارس من عام 1962 والتي قتل خلالها الجيش الفرنسي عشرات من أنصار الجزائر الفرنسية هي “لا تغتفر بالنسبة للجمهورية” الفرنسية.
وأوضح “في ذلك اليوم، أطلق جنود من الفوج الرابع النار على حشد وكان يظهر ارتباطه بالجزائر الفرنسية. وفي ذلك اليوم، انتشر الجنود الفرنسيون وأطلقوا النار على الفرنسيين. حان الوقت لقول ذلك. لقد كانت مذبحة”.
واعتبر الرئيس الفرنسي أن “مجزرة 5 جويلية 1962” في وهران التي ارتكبت قبيل ساعات من إعلان الاستقلال والتي راح ضحيتها “مئات الأوروبيين، وبالدرجة الأولى فرنسيون”، يجب أن “يتم الاعتراف بها”.
فبعد أسبوع على توقيع اتفاقات إيفيان ووقف إطلاق النار في 19 آذار/مارس 1962 في الجزائر، تعرّض متظاهرون مدنيون مؤيدون للجزائر الفرنسية كانوا يحاولون شق طريقهم إلى حي باب الواد، لنيران رشاشات عند حاجز للجيش الفرنسي.
وتسبّب إطلاق النار الذي استمر أكثر من ربع ساعة بحسب مصادر مختلفة، بسقوط ما لا يقل عن خمسين قتيلاً بين المتظاهرين جميعهم مدنيون. كان إطلاق النار في شارع إيسلي بمثابة بداية الهجرة الجماعية من الجزائر.
وتطرّق ماكرون إلى الصعوبات التي واجهت آلاف العائلات.
وقال إن وصول هذه العائلات إلى فرنسا انعكس ارتياحاً لأنها “شعرت أنها بأمان”، إلا أنها لم تجد عزاء “لأن قيمها ولغتها ولكنتها وثقافتها سرعان ما احتُقرت”.
ويأتي هذا “الاعتراف” ضمن سلسلة بادرات على صلة بالذاكرة، منذ بداية الولاية الرئاسية، في إطار الذكرى الستين لانتهاء الحرب الجزائرية.
ففي 20 أيلول/سبتمبر 2021، طلب الرئيس الفرنسي “الصفح” من الحركيين الجزائريين الذين قاتلوا في صفوف الجيش الفرنسي خلال حرب الجزائر، والذين “تخلت عنهم” فرنسا. وينظر البرلمان حاليا في مشروع قانون يتضمن هذا “الصفح” ويحاول “إصلاح” الضرر الذي لحق بهم.
كما استنكر ماكرون “جرائم ارتكبتها الجمهورية ولا تبرر” بمناسبة الذكرى الستين للمذبحة التي نفذتها الشرطة الفرنسية بحق متظاهرين جزائريين في 17 تشرين الأول/أكتوبر 1961 في باريس.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس