البعوض يحول حياة السكان بأدرار إلى جحيم

22

الجزائر – افريقيا برس. شكلت التدابير الوقائية لمجابهة فيروس كورونا اهتماما كبيرا لدى مصالح الجماعات المحلية للبلديات، إلى درجة أنستهم مهامهم الأساسية، المتعلقة بضروريات الحياة اليومية للمواطن الذي يعاني مع أبسط الحقوق، كغياب الإنارة العمومية في بعض الأحياء وانتشار القمامة والأوساخ، ما أدى إلى ظهور حشرات ضارة، كالبعوض مع حلول فصل الصيف مما حول حياتهم اليومية إلى جحيم.

وبررت الجهات المعنية ذلك التقاعس بأن مصالحها مهتمة ومجندة في تنفيذ التدابير الوقائية لمحاربة فيروس كوفيد 19 تطبيقا لتعليمات الوالي بتنصيب خلايا محلية لمجابهة الوباء وأن الجميع في حالة استنفار قصوى.

ويثبت الواقع عكس ذلك بحيث إن هذه الخلايا المنصبة لم يخرج دورها عن رش الماء والجافيل في الشوارع والأماكن العمومية، وأخذ صور للعملية لنشرها في الصفحات الرسمية الفيسبوكية وعودتهم إلى مكاتبهم غير مكترثين بالمعاناة اليومية للمواطن مع عضات الناموس، الذي سود عليهم حياتهم اليومية مع دخول فصل الصيف وشهر رمضان المبارك.

وأوضح ناشطون ورؤساء الأحياء للعديد من بلديات الولاية أثناء اتصالهم بـ “الشروق” أن سبب انتشار الناموس يرجع بالأساس، إلى انتشار القمامة والأوساخ وسط الأحياء الحضرية وتسربات الصرف الصحي، والمصبات الرئيسية العشوائية دون تدخل مصالح البلدية لاستعمال المبيدات، لاسيما أننا في فصل الصيف حيث تكثر الحشرات الضارة وحتى العقارب والأفاعي، ما ينذر بكوارث بيئية وصحية قد تزيد من تأزم الوضع الصحي المعيش هذه الأيام من انتشار الفيروس القاتل، لاسيما أن هذه الحشرات تنقل المكروبات من شخص إلى آخر، مما يرجح أن تكون سببا في انتقال العدوى، ومكاتب الصحة للبلديات ( إن وجدت ) غائبة عن أداء دورها المنوط بها.

وأضاف محدثنا أن هذه الوضعية أجبرت المواطنين بالولاية على تشغيل المكيفات الهوائية للهروب من عضات البعوض، رغم نصائح معظم الأطباء بتفادي استعماله لأنه يزيد من انتشار واستفحال الفيروس في الجسم، باعتباره يتطور مع درجة الحرارة المنخفضة.

ويطالب المواطنون المصالح المعنية، عبر نداءات موجهة عن طريق مواقعها الإلكترونية دون التنقل تجنبا للخروج والاحتكاك، وطرح المشكل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها لم تحرك ساكنا ولم تكلف نفسها حتى استعمال المبيدات لقتل الناموس بل تركت المواطن يتخبط في سجن الحجر الصحي في إطار الإجراءات الوقائية والاحترازية للوقاية من الفيروس في فصل الصيف حين تبلغ درجة الحرارة ذروتها مع نفحات الشهر الفضيل.

وفي نفس السياق، تقوم معظم العائلات الأدرارية باستغلال أسطح المنازل للاستمتاع بالجو الربيعي المنعش، إلا أن انتشار الناموس والحشرات حرمهم من هذه النعمة وحتم عليهم المكوث داخل الغرف واستعمال المكيفات، مما يستدعي تدخل عاجل من طرف السلطات المحلية في إيجاد حل لهذا الإشكال قبل تفاقمه وحدوث كارثة صحية تؤزم الوضع أكثر مما هو عليه تزامنا وتسجيل تصاعد عدد الإصابات يوميا وتمديد مدة الحجر الجزئي إلى أسابيع أخرى قد ينفد صبر المواطن ويحرق الحجر وتقع الكارثة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here