الجزائر ترفض مقترحا مصريا لتبني مبادرتها حول ليبيا

11

ثمّن عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الكاتب والباحث الليبي في شؤون التاريخ الإسلامي علي الصلابي، موقف الرئيس عبد المجيد تبون المحذّر من مسعى تسليح القبائل الليبية والمتمسك بالحل السياسي، ودعا إلى ضرورة تطوير هذا الموقف ليسهم في حقن دماء الليبيين.

ورأى الصلابي في حديث مع الموقع الإخباري “عربي21″، أن “الجزائر يمكنها أن تمارس دورا إيجابيا في إحلال السلام في ليبيا بالنظر إلى موقعها ودورها التاريخي في مناصرة حق الشعوب في تقرير مصيرها”.

وقال: “الموقف الذي عبر عنه الرئيس تبون في تمسكه بخيار الحل السياسي للأزمة في ليبيا، وتحذيره من مسعى تسليح القبائل الليبية الذي تسعى له بعض الأطراف الإقليمية، ولاسيما النظام المصري، يؤكد فشل الرهان على الخيار العسكري الذي تسعى أطراف إقليمية ودولية لدعمه في ليبيا”.

وأعرب الصلابي عن أمله في أن “يتم تطوير الموقف السياسي الجزائري تجاه ليبيا ليشمل ليس فقط دعم التفاوض السياسي بين الأطراف الليبية، وإنما أيضا ممارسة الضغط على روسيا وبقية الأطراف الإقليمية الداعمة للواء المتقاعد خليفة حفتر بالكف عن هذا الخيار”.

وأشار الصلابي، إلى أن “الجهد الجزائري يمكنه أن يكون فاعلا إذا اقترن بالتنسيق مع الدور التركي والبعثة الأممية لتحقيق السلام في ليبيا وأنصار حق لشعب الليبي في الحرية والدولة الديمقراطية المدنية، بما يمكنه أن يدعم جهود إقرار السلام وحقن الدم الليبي”، وفق تعبيره.

وكان الرئيس عبد المجيد تبون، قد أكد خلال لقائه مع بعض الصحفيين، مساء الأحد، أن هناك “نظرة إيجابية للحل الجزائري الذي يمكن أن يكون جزائريا-تونسيا”، مبرزا أن “الحل يجب أن يكون فوق طاولة الحوار وأن استخدام السلاح لم ولن يحل أي مشكل”.

وأعرب عن أسفه لـ”محاولات إقحام بعض القبائل في حمل السلاح خلال الـ 24 ساعة الأخيرة”، واصفا ذلك بـ”الأمر الخطير الذي قد يعصف بالبلاد ويؤول بها لما آلت إليه الصومال”، وفق تعبيره.وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس الماضي، أن بلاده “لن تقف مكتوفة الأيدي” أمام التحشيد العسكري للهجوم على مدينة سرت، شمال وسط ليبيا.

وكان للموقف الجزائري الذي عبر عنه الرئيس تبون، الصدى الإيجابي، لدى الحكومة الشرعية في ليبيا، حيث قال مبعوث رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية لدول المغرب العربي، جمعة القماطي، في تغريدة على تويتر “الرئيس الجزائري تبون ينتقد مصر بقوله إن محاولة إقحام القبائل الليبية في حمل السلاح أمر خطير، كما تم رفض زيارة أراد عقيلة صالح القيام بها إلى الجزائر السبت حاملا مقترحا مصريا بتشكيل لجنة مشتركة مصرية جزائرية لتبني المبادرة المصرية، الأمر الذي رفضته الجزائر بقوة”، وكان يفترض أن يجري رئيس برلمان طبرق زيارة إلى الجزائر، وفق ما كشفه المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب حميد الصافي، وذكر “أن الزيارة تستغرق يومين يناقش خلالها عقيلة صالح مع الرئيس عبد المجيد تبون مستجدات الوضع على الساحة الليبية ودور الجزائر في حل الأزمة”، لكن الزيارة لم تتم وطرح أكثر من علامة استفهام.

وفي سياق قريب، استقبل الرئيس عبد المجيد تبون، الممثلة الخاصة للأمين العام بالنيابة، رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني وليامز وبحث معها تطورات الأزمة في ليبيا. وذكر منشور للبعثة على صفحتها في فايس بوك، أن الممثلة الخاصة بالنيابة “شكرت الجزائر على دورها في التواصل مع جميع الأطراف الليبية للحث على إنهاء العنف، وأعربت عن تقديرها للدعم الذي تقدمه الجزائر للإسراع في استئناف العملية السياسية التي يقودها الليبيون تحت رعاية الأمم المتحدة”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here