القمل يغزو رؤوس التلاميذ ومدارس تتستر على العدوى

17

اجتاح القمل العديد من المدارس التربوية بولاية سطيف والعديد من ولايات الوطن وخلق حيرة وسط الأولياء الذين وجدوا أنفسهم أمام وباء عرف منذ القدم بانتشاره بسبب نقص النظافة، والغريب في الأمر، أن العديد من مديري المؤسسات التربوية يتسترون على انتشار القمل في مدارسهم خوفا من الفضيحة وتبعيات الدوي..

القمل يتواجد الآن بعدد من المدارس التابعة للبلديات النائية بالجهة الشمالية مثل بوعنداس وعموشة وتيزي نبشار، وكذا الجهة الجنوبية بالإضافة إلى البلديات الكبرى بما فيها عاصمة الولاية سطيف التي سجلت بها عدة حالات بل إن القمل ينتشر حاليا في العديد من ولايات الوطن، أين سُجل غزو منظم لرؤوس التلاميذ.

وحسب المعلمين، فإن هذه الطفيليات بدأت تنتشر بقوة هذه الأيام حيث لوحظ قيام التلاميذ بحك رؤوسهم بطريقة ملفتة للانتباه، وعند تفقد البعض منهم تم اكتشاف القمل المعروف بانتشاره بسبب نقص النظافة، وفق ما يؤكده الأطباء الذين يدعون الأولياء والمعلمين والمديرين إلى معاينة التلاميذ وتفقد رؤوسهم، مع العلم أن القمل معد ويتنقل عن طريق الاحتكاك المباشر بين الأطفال وتبادل الملابس والقبعات والوسادات. كما أن هذه الطفيليات تتكاثر بقوة والأنثى تلد إلى 300 بيضة في الشهر، أي ما يعادل 10 بيضات في اليوم، ولذلك فهو سريع الانتشار ولا يمكنه العيش أكثر من يومين بعيدا عن شعر الإنسان الذي يعد المكان المفضل لهذه الطفيليات.

وينصح الأطباء بضرورة عزل المصابين بهذا الوباء وحجزهم في المنازل ومنعهم من الاحتكاك بباقي التلاميذ إلى غاية تلقي العلاج، الذي يكون باستعمال غسول خاص بالقمل مع ضرورة غسل ملابس التلاميذ في مياه لا تقل درجة حرارتها عن 60 درجة، والحرص على نظافة المنزل والمدرسة والوسط الذي يتواجد فيه الأطفال.

مديرون وأولياء يتسترون على انتشار القمل بين التلاميذ
ويعد القمل من الأوبئة التي يجب التبليغ عنها، لكن الظاهر أن بعض المديرين يغضون الطرف لتفادي تبعات التبليغ، ونفس الشيء بالنسبة للأولياء الذين يكتشفون القمل في رؤوس أبنائهم فتجدهم يفضلون التكتم خوفا من الفضيحة لأن الوباء مقرون بالأوساخ. وينبغي الإشارة إلى أن القمل رغم ارتباطه بنقص النظافة إلا أنه منتشر في معظم دول العالم ولا يقتصر فقط على الدول المتخلفة، وعلى سبيل المثال هناك العديد من المدارس في فرنسا تشتكي هذه الأيام من انتشار القمل وسط التلاميذ، لكن عندهم يكون التدخل فوريا وصارما. وهناك دراسات تتحدث عن فوائد القمل وتقول بأنه يعزز المناعة وينشط الدورة الدموية ويقي من العديد من الأمراض منها التيفويد، لكن هناك دراسات أخرى تنفي ذلك جملة وتفصيلا ويكفي أن القمل حشرات مقززة تعيش فوق الرأس بامتصاص الدم وتسبب الحكة التي قد تنتج عنها التهابات، بالإضافة إلى ظهور بقع حمراء تنتج عن لعاب القمل، كما أن للقمل أثرا نفسيا سيئا على التلميذ الذي يشعر بالخجل ويكون محل انتقاد ومعايرة بالوسخ من طرف زملائه.

مديرية التربية بسطيف تنصح بتجنب التهويل
ومن جهتنا، اتصلنا بمديرية التربية فأكد لنا الأمين العام لمديرية التربية لولاية سطيف السيد عثمان حمنة أن القمل غير متواجد بالقدر الذي يتحدث عنه البعض، والأمر لا يستدعي التهويل، لأنه حسب التقارير المرفوعة من مديري المدارس، فهناك حالات محدودة، ورغم ذلك شرعت مديرية التربية في حملة للوقاية من هذا الوباء بتفقد التلاميذ وعرضهم على المصالح الطبية، ويؤكد الأمين العام أن دور مديرية التربية يقتصر على إخطار وحدات الكشف الصحي المكلفة بمتابعة الحالة الصحية للتلميذ.

ورغم تطمينات مديرية التربية يبقى القمل الذي لاحظنا تواجده في العديد من المدارس بحاجة إلى معاينة فعالة من طرف وحدات الكشف الصحي التي عرفت بتقصيرها في متابعة التلاميذ، كما أن المسؤولية تقع على المصالح الصحية والتربوية وكذا الأولياء في المنازل لأن الأمر يتعلق بالقمل الذي يصنف كوباء مرتبط بنقص النظافة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here