لم ينتظر كثيرا تجار بعض المحلات التي شملها معاودة الغلق في إحدى عشرة ولاية، خاصة أن بعضهم من تجار الحلويات الشرقية، حيث يعتبر شهر رمضان هو موسم جنيهم التجاري الأهم، أو من الذين اشتروا كمية كبيرة من الملابس والأحذية لأجل بيعها في هذه الفترة بمناسبة اقتراب عيد الفطر المبارك، وكلفت بعضهم الملايير من السنتيمات، لم ينتظروا كثيرا لأجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من موسمهم.
ووضع بعض تجار الحلويات الشرقية والتقليدية بمدينة قسنطينة ومنها على وجه الخصوص حلوى “الصامصا” أرقام هواتفهم على أبواب المحلات، طالبين من الزبائن الاتصال بهم، خاصة أن عددا كبيرا من أهل المهنة يقومون بتحضير حلوياتهم في منازلهم وينقلونها إلى المحلات التجارية، كما أعرب آخرون عن استعدادهم لإيصال هذه الطلبيات من الأطباق والصحون من قلب اللوز، أو بقية أنواع الزلابية إلى بيوت الزبائن، بينما قام آخرون بتحويل الزبائن مباشرة إلى محلات تجارية خاصة ببيع المواد الغذائية ليجدوا طلباتهم هناك مع زيادة رمزية في الثمن تتراوح ما بين 20 و50 دج للكيلوغرام الواحد، تصب في رصيد صاحب المحل التجاري أو الوسيط نظير خدمته، وهناك من نقل تجارته بالكامل إلى ولاية قريبة لم يشملها غلق المحلات التجارية، وهو القرار الذي لم يشمل، لحد كتابة هذه السطور، سوى أقل من ربع ولايات الوطن.
أما تجار الألبسة والأحذية الذين وصفوا قرار الغلق بالكارثة الكبرى التي سقطت على رؤوسهم، لأنه لم يحدث قبل رمضان، حيث كان سيُمكنهم من عدم شراء الألبسة من أسواق الجملة، وإنما في ثلثه الأول بعد أن اقتنوا أطنانا من الألبسة والأحذية، فلجأوا إلى تقاسم سلعتهم مع تجار الطاولات من الشباب الذي يبيع خلسة عن أعين مصالح الأمن وحتى عبر الطرقات الولائية والفرعية أو في داخل العمارات أو بطرق أبواب البيوت، وهناك من ترك بضاعته بثمن الشراء حتى لا يخسر كثيرا.
أما أصحاب الألبسة الفاخرة والأحذية المستوردة، فتحولوا إلى صفحات الفايسبوك لأجل عرض سلعتهم وأبدوا استعدادهم لإيصالها لمن يريد وخاصة زبائنهم، في تقليد جديد بقي بعيدا عن التجار في الجزائر، ولقيت من أول يوم من عملية الغلق التي خصت محلات الألبسة العملية تفاعلا كبيرا للأسر الجزائرية التي يبدو أنها مصممة على الاحتفاء بعيد الفطر بنفس الطريقة برغم تفشي وباء كورونا، حيث نشطت الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، واشتغل البيع والشراء إلكترونيا، مع نشر صور الألبسة والأحذية على الصفحات بشكل كبير، وكان تجار الأواني هم أول من لجأ إلى هذا الخيار التكنولوجي قبل شهر الصيام في أوج فترة تجارتهم، وهناك الكثير من العائلات من وصلتها إلى منازلها طواقم المشروبات والقهوة والصحون ومختلف تشكيلات الأثاث والأواني المنزلية.