تزامنت زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة تلقاها من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ووجود الرئيس الموريتاني، محمد الغزواني، ووفد مغربي سام يقوده فؤاد عالي الهمة، مستشار العاهل المغربي محمد السادس، ووزير خارجيته ناصر بوريطة، في زيارة إلى المملكة.
واستقبل الرئيس تبون من قبل العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان سابق لها إن هذه “الزيارة ستسمح بإجراء محادثات حول سبل ووسائل تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق والتشاور في القضايا التي تهم البلدين”، يعتقد أن على رأسها الأزمة الليبية.
وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان قد زار الجزائر مطلع الشهر الجاري، وهي الزيارة التي تزامنت وإطلاق الجزائر مبادرة لجمع الفرقاء الليبيين، إلى طاولة الحوار.
كما استقبل الرئيس الموريتاني من قبل العاهل السعودي، فيما استقبل الوفد المغربي من قبل ولد العهد السعودي، محمد بن سلمان، وتحدثت مصادر سعودية بأن عاهل المغرب سيحل بالرياض مطلع الشهر الجاري، بعدما يكون وفد بلاده قد رتب له الزيارة، فيما كان من المفترض أن يتواجد الرئيس التونسي قيس سعيد بالرياض خلال الفترة ذاتها.
وقالت يومية القدس العربي الصادرة في لندن، إن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، قام منذ شهر بتسليم الرئيس التونسي رسالة من الملك سلمان لزيارة السعودية، غير أن سعيد لم يكن حاضرا، رغم أن أجندة الرئيس التونسي لا تشير إلى التزامات أخرى وطنية أو دولية.
وتتقاطع كل من الجزائر وموريتانيا والمغرب في قضية إقليمية قديمة، هي القضية الصحراوية، التي يعتبرها الكثير من المراقبين السبب الرئيسي في الموت الإكلينيكي لاتحاد المغرب العربي، حيث تصر المغرب على حل هذه القضية مقابل إعادة بعث هذا الاتحاد، في حين ترى الجزائر أن القضية الصحراوية مسألة موجودة بين أيدي الأمم المتحدة، ومن ثم يتعين عدم إقحامها في العلاقات الثنائية بين الجزائر والرباط.
كما يعني توجيه الدعوة إلى الرئيس التونسي أن القضية الليبية كانت من بين القضايا التي تمت مناقشتها في الرياض بين السلطات السعودية وضيوفها من قادة الدول المغاربية الثلاث، وهي القضية التي ساهمت بدورها في شق الصف العربي، وجلبت أطرافا بعيدة عن المنطقة العربية، لتفرض أجندتها في الجارة الشرقية.
كل هذه المعطيات تؤشر على أن المملكة العربية السعودية تقوم بدور ما على صعيد المنطقة المغاربية، إذ من غير الصدفة برأي مراقبين، أن يلتقي قادة ثلاث دول مغاربية بالرياض في نفس التوقيت، مع تغيب الرابع (الرئيس التونسي)، الذي لا يتقاسم مع المملكة العربية السعودية الكثير من توجهاتها خاصة في ليبيا، على اعتبار أن الرياض والمحور الذي تنتمي إليه (القاهرة وأبو ظبي)، تدعم الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، فيما تلتزم تونس بدعم الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس.