خبراء: يجب إدراج شهادة فحص نفسي وطبي في ملفات رخصة السياقة

25

أضحت “مجازر الطرقات” تفجع العائلات الجزائرية وبشكل شبه يومي، والمتهم الأول في الظاهرة، سائقو المركبات الكبيرة من الشاحنات وحافلات نقل المسافرين… وفي ظلّ صمت الطبقة السياسية من نواب وأحزاب وأطياف المجتمع المدني، موازاة مع تحرك رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حيث لا تزال أرواح الجزائريين عبر طرقاتنا على “كفّ عفريت”.

فيديو خطير لشاب يسوق حافلة واقفا ويرقص!
ويُوجه كثيرون من الخبراء أصابع الاتهام في المجازر المرورية، وبالخصوص لسائقي الحافلات والشاحنات، المستهترين، حسبهم، بأرواح المسافرين. وقد صُدم الرأي العام بعد انتشار فيديو اليومين الأخيرين، لشاب يسوق حافلة لنقل المسافرين على خط جنوبي، فالسائق الذي صوره أصدقاؤه وسط ضحكات وقهقهات، كان ينهض من كرسي القيادة ويقف كلية، ويشرع في الرقص، رغم أن الحافلة كانت مسرعة وبطريق سريع ومزدوج، والأغرب أن السائق كان يغير علبة السرعات بواسطة رجله الحافية وهو واقف ويرقص.

في الموضوع، أكّد عضو الاتحادية الوطنية لمدارس تعليم السياقة، عودية أحمد زين الدين، في تصريح لـ”الشروق”، بأن 95 بالمائة من حوادث المرور المميتة، يتحملها العنصر البشري وخاصة سائقو مركبات الوزن الثقيل والحافلات، حيث تساءل عن سبب انضباط السائقين وتقليلهم للسّرعة عندما يصلون الى نقطة تفتيش أمنية، ثم يتهورون في غياب الردع؟ وبالتالي، يقول “نحن نعاني من ظاهرة غياب الثقافة المرورية”.

وأضاف محدثنا ” أنا أدعو لأن يجتاز المتقدمون لحيازة رخصة سياقة الوزن الثقيل والحافلات، فحصا نفسيا وطبيا يُدرجونه في ملف الرخصة، لأنهم مسؤولون على أرواح بشر”، مؤكدا أن بعض السائقين “مدمنو مخدرات”، وآخرون لديهم عقدا نفسية ونوبات جنون، والبعض يعاني من أمراض عضوية كالصرع والتعب المزمن والسكري والضغط الدموي. كما حمّل المتحدث مسؤولية اختيار السائقين إلى مالكي الحافلات ومؤسسات النقل، وأيضا إلى المسافرين “الذين يغُضون الطرف عن السّلوكيات الغريبة والمتهورة للسائقين على الطرقات” على حدّ تعبيره.

كما دعا عودية إلى الزيادة في ساعات تعلم قوانين المرور بمدارس تعليم السياقة “طالبنا بأن يدرس الممتحن 30 ساعة كاملة لتعلم السياقة، ثم يجتاز الامتحان، مع التقليل من عدد المتقدمين لاجتياز امتحان السياقة”.

من جهته، حمّل رئيس الفدرالية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع، بوشريط عبد القادر في تصريح لـ”الشروق”، مسؤولية حوادث المرور المميتة، لنوعية الحافلات وقطع الغيار المستوردة، والتي اعتبرها مغشوشة ولا تطابق مواصفات السلامة المرورية.

وقال المتحدث “منذ 20 سنة وأنا أحذر وفي العديد من المناسبات، من نوعية الحافلات المستوردة من الخارج، لأن غالبيتها غير صالحة ولا تحوز معايير السلامة… فلقد أصبحنا سوقا للحافلات الخردة، وعلى الدولة أن تعيد النظر في هذا الموضوع”، مضيفا أن حتى غالبية قطع الغيار المباعة في الجزائر “ليست أصلية” حسب تعبيره.

وتأسف بوشريط، لغياب خدمات ما بعد بيع المركبات وخاصة الحافلات، لدى غالبية العلامات بالجزائر، حيث قال ّ”الأصل في صيانة الحافلات بعد شرائها، أن تزود بقطع غيارها الأصلية، ولأن العملية قليلة في بلادنا، يلجأ أصحاب المركبات لاقتناء قطع غيار مقلدة، في ظل غياب رقابة الدولة”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here