لماذا لا تُعاد المباريات التي خسرها “الخضر” في تاريخهم الكروي؟

9

الجزائر – افريقيا برس. فترة الحجر الصحي التي فرضتها الأوضاع الوبائية على العالم، مكّنت عشاق الكرة في كل بقاع الدنيا وفي الجزائر على متابعة بعض المباريات التي عمرها نصف قرن، ولكن غالب المباريات هي تلك التي يمتلك الجزائريون نسخا منها وشاهدوها بدل المرة الواحدة، عدة مرات، بل إن لقطاتها محفورة في الذاكرة ويحفظها عامة الجزائيين عن ظهر قلب، فلو سألت أي جزائري عن الفرص التي سنحت للخضر أمام منتخب مصر في أم درمان أو تلك التي سنحت أمام ألمانيا الغربية في خيخون، فستكون إجابته سريعة وصحيحة، فما بالك أن تسأله عن مسجلي الأهداف، لأجل ذلك جاءت المباريات على جمالها ومتعتها عادية، وهناك من لا يشاهدها لأنه باختصار يمتلك نسخا منها في أقراص مضغوطة وعلى هاتفه النقال.

حصول التلفزيون الجزائري على حقوق إعادة بث المباريات العالمية في مونديالي جنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014 ستعني بالتأكيد إعادة بث مباراة إنجلترا في جنوب إفريقيا ومباراتي كوريا الجنوبية وروسيا في البرازيل، التي يحفظ تفاصيلها الدقيقة الجزائريون أكثر من اللاعبين وأكثر من المدربين رابح سعدان وفاييد خاليلوزيتش.

هناك مباريات كبيرة لعبها الخضر وخسروها، حتى في المونديال وهي مفقودة سواء على اليوتوب أو لدى المناصرين، لأن الأرشيف لا يعني بالضرورة الانتصارات، فقد لعب الخضر في تاريخهم الكروي 13 مباراة في الأربعة مونديالات التي شاركوا فيها ولم يحققوا فيها سوى ثلاثة انتصارات وتعادلوا في ثلاث مباريات وخسروا البقية، ولم يكونوا سيئين أو على الأقل كان بعض اللاعبين في المستوى، كما حدث أمام النمسا في سنة 1982 في أوفييدو الإسبانية حيث سيطر رفقاء ماجر بالطول وبالعرض ولكنهم في الشوط الثاني سقطوا بهدفين ضد مجريات اللعب وبأخطاء من المدرب محي الدين خالف، كما لعبوا مباراة مقبولة أمام إسبانيا في المكسيك 1986، وخسروها بثلاثية نظيفة، وكانت الخسارة ثقيلة لأن الخضر طوال أطوار المباراة كانوا يسعون للتعديل وفي أواخر الشوط الثاني لعبوا الكل من أجل الكل، فكانت رصاصتان قاتلتان في الظهر، في آخر المباراة من أخطاء دفاعية وحتى تحكيمية، كما لعبوا مباراة كبيرة أمام أمريكا وكانت من أحسن المباريات في مونديال جنوب إفريقيا وخسروها في آخر دقيقة، ونفس الشيء أمام سلوفينيا في نفس الدورة وبلجيكا وألمانيا في دورة البرازيل.

التلفزيون الجزائري يقدم باستمرار أفلاما جزائرية قديمة بعضه غير ناجح ولا يلقى أي مشاهدة، ومتابعة مباريات لعبها الخضر في مختف الدورات القارية والعالمية وخسروها أيضا جديرة بالمشاهدة، فقد لعب ماجر مباراة كبيرة ضد النمسا التي خسرها الخضر، ولعب مصابيح مباراة كبيرة في القاهرة أمام مصر وخسرها الخضر، ولعب الاتحاد العاصمي مباريات بطولية في رابطة أبطال إفريقيا بالرغم من الإقصاء في بداية الألفية وتستحق المتابعة.

صحيح أن إعادة مشاهدة مباراة سقط فيها المنتخب الوطني في الساعات التي تلي الهزيمة صعب وغير مستحب، لكن بعد سنوات وعقود يمكن المشاهدة لتقييم الخسارة وتحميل الأطراف المتسببة فيها بعيدا عن بعض الأحاسيس والحساسيات التي تصاحب تلك المباريات، وخاصة الطاقم الفني حيث كانت أحادية الإعلام في الزمن السابق هي التي تسيّر الأوضاع كما هي.

المباراة الأخيرة في دور المجموعات بين الجزائر ومصر في نوفمبر 2009 في القاهرة تستحق المتابعة بالرغم من خسارة رفقاء صايفي بهدفين، حيث أدى مغني ورفاقه مباراة كبيرة، وكان نجم المباراة عصام الحضري بتدخلاته مما يعني أن الخضر لعبوا مباراة أحسن من مباراتهم في البليدة التي تفوقوا فيها بثلاثية مقابل واحد، ولولا سوء الطالع لعادوا من مصر بفوز، وما كانوا في حاجة لمباراة أم درمان، كما لعبوا مباراة كبيرة أمام المغرب في تونس في كان 2004 في مدينة صفاقس وخسروا بصعوبة وما قدمه رفقاء زياني كان أحسن بكثير من المباراة التي فازوا فيها على مصر بهدف آشيو الشهير في نفس الدورة.

كل الأندية الكبيرة في العالم مثل برشلونة وريال مدريد وتشيلسي تمتلك قنوات تلفزيونية تقدم فيها مباريات الفريق، وهي تبث كل المباريات من دون استثناء، وقد بث ريال مدريد مباريات خسرها بالثقيل أمام الغريم برشلونة، وأعادها عدة مرات، وتبث أيضا قناة الأهلي المصري كل المباريات بما فيها التي يسقط فيها الفريق الأحمر أمام الغريم الزمالك، لأجل ذلك لا مشكلة في تقديم مباريات خسرها المنتخب الوطني، أو بقية الأندية، لأن بث “داربي” الموك والسياسي كان فيه الموك خاسرا، ونهائي القبائل والنصرية، كانت فيها الشبيبة خاسرة، ولا أحد من الخاسرين أزعجه ذلك.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here