لهذه الأسباب نجح الحراك في تحقيق الكثير من مطالبه

8

قدر المؤرخ الفرنسي الضليع في الشؤون الجزائرية، بأن “الحراك الشعبي” الذي اندلع قبل نحو سنة، قاد إلى “تغييرات اجتماعية جذرية حملت قطيعة مع الماضي”.

بنيامين ستورا الذي عمل مطولا على الذاكرة الجزائرية، قال في حوار لصحيفة “لاكروا” الفرنسية، إنها المرة الأولى منذ الاستقلال، التي يستطيع “حراك شعبي” سلمي، من إزاحة رئيس جمهورية، ومن سجن الكثير من رموز النظام الذي حكم البلاد على مدار أزيد من عقدين من الزمن.

وكان المؤرخ الفرنسي يشير إلى الفريق محمد مدين المدعو توفيق، رئيس جهاز الاستخبارات السابق، وبشير طرطاق، منسق المصالح الأمنية، والسعيد بوتفليقة شقيق الرئيس السابق ومستشاره الخاص، وإثنين من رؤساء الحكومات السابقين، في إشارة إلى كل من أحمد أويحيى، وعبد المالك سلال، ومجموعة من الأثرياء وعلى رأسهم كل من يسعد ربراب صاحب أكبر ثروة في البلاد، وعلي حداد، مدلل النظام السابق.

وأشار ابن مدينة قسنطينة إلى أنه لا “أحد كان يتخيل بحكم هيبة الشخصيات المذكورة والخشية من بطشها، أن ينتهي بها المطاف خلف القضبان، وخاصة الجنرال توفيق الذي لم يكن أحد يجرؤ حتى على نطق اسمه”.
وفق منظور ستورا فإن “الحراك لم يستطع على مدى عام كامل أن يقدم نفسه بشكل منظم كسلطة بديلة وذات مصداقية، لكنه حقق نجاحا باهرا فيما يتعلق بتغيير المجتمع. وفي مقابل غموض النظام القائم، شكّل الحراك مطلبا واضحا من أجل الشفافية ولعب دوراً بارزاً في تعرية الفاعلين في المشهد السياسي المتوارين خلف الستار”.

وقال المؤرخ “لقد سئم الجزائريون من وضع رئيسهم المختفي والذي تظهر صوره مكانه وقرروا تحقيق شيء يجعلهم يفتخرون بانتمائهم للجزائر. لقد كسروا الحاجز ومن الصعب العودة إلى الماضي”.

أما عن أسباب نجاح الحراك الشعبي في تحقيق العديد من مطالبه والحفاظ على تلاحمه، فيرجعه ستورا إلى “عاملين أساسيين كانا وراء نجاح الحراك في الحفاظ على تماسكه، أحدهما الخوف من تفكيك السلطة للحراك عبر زرع الخطاب الشرائحي الذي دفع بالمتظاهرين للاحتماء بالعلم الوطني، والثاني هو إحساس الشباب الأقل من 30 سنة والذين يمثلون نصف الشعب بالتهميش والبطالة، في وقت يستشري الفساد ويتم تبديد ثروات البلاد من طرف مجموعة صغيرة من الجزائريين”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here