الجزائر – افريقيا برس. أصدر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الإثنين، تعليمة إلى جميع مسؤولي الدوائر الوزارية ومؤسسات الدولة، بالكف عن استخدام عبارة “بتوجيهات وبتعليمات من رئيس الجمهورية”، حسب ما أعلن عنه الثلاثاء، الوزير المستشار للاتصال الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية محند أوسعيد بلعيد.
وقال بلعيد في ندوة صحفية، الثلاثاء، إن الذي أمر بسحب لقب الفخامة يوم تنصيبه، لم يطلب التقديس والتمجيد، إنما طلب من الجميع أن يكونوا سندا قويا له، حينما قال في مراسم تأدية القسم “ساعدوني وشجعوني، إذا أصبت فقوموني وصوّبوني، إذا جانبت الصواب لا مكان في الجزائر الجديدة لعبادة الشخصية، ذلك أمر ولّى إلى غير رجعة”.
من جهة أخرى، أكد الوزير المستشار للاتصال الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية، أن قيمة التبرعات المالية التي تصب في الحسابات المخصصة لمحاربة فيروس كورونا، بلغت حتى نهار الاثنين حوالي “230 مليار سنتيم، وحوالي مليون دولار”.
وأضاف ذات المسؤول أنه “حرصا، في الجزائر الجديدة، على الشفافية والأمانة، وتجنبا لأي تأويل من طرف المتعودين على الاصطياد في المياه العكرة، أعلمكم أنه مباشرة بعد أن يرفع الله عن الجزائر هذه الجائحة، سيتم تحت إشراف الوزير الأول، تشكيل لجنة مؤلفة من الهلال الأحمر الجزائري، وممثلي المجتمع المدني، تتولى تقديم اقتراحات لرئيس الجمهورية حول كيفية توزيع هذه التبرعات لمستحقيها، من المتضررين من الوباء”.
وأكد محمد السعيد، أن الجزائر ما تزال “متحكمة” في الأزمة الناتجة عن الهبوط الحاد لأسعار النفط، في ظل تفشي وباء كوفيد-19، مضيفا أن الإجراءات الضرورية لمواجهة هبوط أسعار النفط، كانت قد اتخذت خلال مجلس الوزراء قبل نحو شهرين، مضيفا بالقول “كنا نتوقع هذه الأزمة والتي احتطنا لها”.
اللجوء إلى الاستدانة الخارجية مستبعد
وحول سؤال لمعرفة ما إذا كانت الجزائر، ستلجأ إلى الاستدانة الخارجية لمواجهة الأزمة المالية الناجمة عن انهيار أسعار النفط، أكد الوزير المستشار أن “هذا الخيار يظل مستبعدا”، وقال هذا الخصوص “مادام رئيس الجمهورية استبعد اللجوء إلى الاستدانة الخارجية، فالموقف ما زال موقف الجمهورية الجزائرية” .
وبشأن الأضرار الناجمة على تفشي وباء كورونا على مناصب العمل، أكد الناطق باسم الرئاسة “اهتمام رئيس الجمهورية بكل ما يتعلق بالتكفل بآثار الوباء وبمساعدة جميع المتضررين”.
كما ذكر بالإحصاء الذي يجري حاليا في أكثر من ميدان، لمحاولة حصر المتضررين من إجراءات الحجر، سواء كانوا مؤسسات أو عمالا وهو “ما يتطلب وقتا”، على حد قوله.
و في رده على سؤال حول إمكانية بعث مشروع ميناء الوسط بالشراكة مع الصينيين، رد الناطق الرسمي باسم الرئاسة بأن “كلا البلدين مهتمان حاليا، كل فيما يعنيه، بمحاربة الوباء، وعندما تنجلي المصيبة سيطرح الموضوع للبحث”.
هناك من يقوم بحملات وقحة ضد الجزائر
وبخصوص ملف ترشح رمطان لعمامرة لمنصب مبعوث أممي في الملف الليبي، قال الناطق الرسمي للرئاسة “هناك أطراف ترى في الترشح فشلا للجزائر، أطالب منها تصحيح حكمها، فهذا فشل للأمين العام للأمم المتحدة، الذي لم يستطع اختيار رجل كفء مشهود له بأسلوبه المتميز البسيط في حل الأزمات”، مضيفا “كون تفكير الأمين العام في اختيار جزائري، هذا شيء يزرع فينا الفخر والاعتزاز بما أنجبته الدبلوماسية الجزائرية”.
وقال محند أوسعيد: “هناك تشجيع كامل لحرية الصحافة في الجزائر، ولا توجد أي دولة تملك هذا العدد من القنوات الخاصة، والمواقع الالكترونية، وغيرها من المنصات الإعلامية”، مؤكدا أن الدولة تتحمل الانتقادات، لأن الديمقراطية تحتاج للصوت الآخر.
وشدد المتحدث، أن رئيس الجمهورية، يشجع حرية الصحافة بكل قوة، ويشجع التكوين والاحترافية، في حدود القانون، واحترام الأخلاق، واحترام الآداب العامة، وأكد أنه من خرج على هذه الحدود في الجزائر، يشمله تطبيق القانون العام كسائر المواطنين، مضيفا أن هناك من يقوم بحملات وقحة ضد الجزائر، وهي الحملة التي تستهدف رئيس الجزائر، مؤكدا أنهم قادرون على الرد بالمثل، ولكن من الأفضل تخصيص هذه الطاقة فيما نبني به البلاد.