مخترقون لحظر التجوال يتباكون لإطلاق الشرطة سراحهم!

7

الجزائر – افريقيا برس. تعرف ولاية سطيف انضباطا واسعا في احترام الحجر الصحي، تقابله مغامرات لبعض المتهورين الذين يكسرون هدوء المساء، متحججين بعدم تحمل المكوث في البيت.

الساعة الثالثة بعد الزوال بسطيف، الهدوء بسط جناحيه على أرجاء المدينة وفق ما يقتضيه الحجر الصحي، هي لحظات تشبه تلك التي كانت تسبق لحظات أذان المغرب في شهر رمضان حين يفر الناس إلى بيوتهم، لكن الفرار اليوم في عز الزوال، مع انخفاض نبض الحركة في الشوارع، الاستعداد كان على أشده بفناء المركز الولائي للأمن بسطيف، حيث يتناقص الهمس مع خروج رئيس الأمن الولائي بسطيف الذي يحث رجاله على ضرورة تطبيق القانون والتصدي للمغامرين من الشباب الذين يخترقون الحجر الصحي، مع ضرورة أخذ الحيطة والحذر والالتزام بتدابير الوقاية باستعمال الكمامات والقفازات وتفادي الاحتكاك.

الرسالة وصلت وحان وقت الخروج لترصد المتهورين
القافلة الأمنية تنطلق بحضور مكثف لعناصر الشرطة تتقدمها فرقة البحث والتحري، والوجهة الأولى كانت إلى حي الأبراج، أين رصد الأعوان شابا على متن سيارة تجارية توشك أن تغلق الطريق، التدخل السريع توج بمساعدة الشاب في ركن سيارته التي تعطلت وهو يقسم أنه لم يتمكن من الوصول إلى المنزل بسبب العطب، فقدم له الأعوان المساعدة ونصحوه بالدخول إلى المنزل، لتواصل فرقة الشرطة مسيرها إلى حي 1006 مسكن، هناك الأمور كانت تبدو عادية مع انضباط ملحوظ للسكان الذين دخلوا منازلهم وغلقوا الأبواب، وهو ما يفسره البعض بانتشار الوعي وسط المواطنين، خاصة مع تزايد عدد الإصابات بوباء كوفيد 19.

لكن عند التوجه إلى حي 500 مسكن، الوضع مختلف إلى حد ما، فهناك بعض المتهورين فضلوا التجول في الطرقات والجلوس عند مداخل العمارات، ما دفع عناصر الشرطة إلى التدخل في الحين، فمنهم من استجاب بالفرار وآخرون استعرضوا عضلاتهم وأظهروا عدم لامبالاة، إنهم الذين اعتادوا على التسكع في الأزقة وهنا وجب التدخل لتوقيفهم بسرعة فائقة، أحدهم يصرخ بأنه قريب من منزله وآخر يقول بصريح العبارة أنه لم يتحمل المكوث في البيت وهو المبرر الذي لم يقتنع به أحد، ليتم على الفور توقيفه رفقة زملائه وتحويلهم إلى مركز الأمن، أين اتخذت ضدهم إجراءات قانونية.

هؤلاء الذين كانوا منذ قليل من المتمردين وجدوا أنفسهم تحت طائلة القانون، فتغيرت لهجتهم وراحوا يترجون أعوان الشرطة ويطلبون العفو ويعدونهم بأن لن يعيدوا الكرة، حيث بين لهم رئيس فرقة البحث والتحري، خطورة الوضع، مؤكدا أن الأمر يتعلق بالموت لكم ولذويكم، فإن كنتم من المتهورين – يقول رئيس الفرقة – ما ذنب أمهاتكم وآبائكم وإخوتكم لتنقلوا إليهم الوباء.

عند مرافقة عناصر الشرطة، تشعر بأن مركز الأمن هو المكان الذي يشعر فيه هؤلاء بخطورة الوضع، فكل من استأسد واستعرض عضلاته واخترق الحجر يتحول هنا إلى حمل وديع يطلب العفو والرحمة.. أمثال هؤلاء تم القبض عليهم أيضا بحي بيلار بالقرب من سجن سطيف وكلهم من ذوي الأعذار الواهية ومنهم المدمنون والمستهلكون للكيف والحبوب المهلوسة، لكن لا يعني أن كل من خرج في تلك الفترة من المخالفين للقانون، بل هناك أصحاب الرخص من عمال صحة والنظافة وبعض المؤسسات التي تضمن الدوام.

وقد وجد هؤلاء كل التسهيلات من طرف أعوان الأمن وكذلك الذين لهم أعذار تسمح لهم بالخروج كالمرضى وقاصدي الصيدليات، بل إن هناك من قدم لهم رجال الشرطة المساعدة لشراء الدواء، لكن بالمقابل هناك من يخرج من أجل الخروج وكف، والبعض يعتبرها لعبة واستعراض عضلي، فيجد نفسه تحت طائلة القانون، خاصة لما يتعلق الأمر بأصحاب السيارات والدراجات النارية والتي انتهى بها المطاف إلى المحشر البلدي وهي النهاية المحتومة لمغامرة مجهولة العواقب.

خرجتنا رفقة أعوان الشرطة بسطيف توجت بتوقيف 16 شخصا فكانت ليلة حضر فيها الانضباط الواسع للمواطنين مع تسجيل خروقات لأناس ما كان لهم ليخرجوا لو فقدوا أحد أقاربهم بسبب هذا الوباء الخطير.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here