الجزائر – افريقيا برس. يعد شيخ المدربين رابح سعدان من أكثر التقنيين إشرافا على المنتخب الوطني بشكل عام، وفي شهر رمضان على الخصوص، حيث حقق إنجازات وانتصارات تاريخية في عز الصيام، على غرار صموده أمام ايرلندا في مونديال 86، وسحقه لمنتخب النيجر بسداسية نظيفة، وإطاحته بالسنغال وزامبيا في تصفيات مونديال 2010، مثلما مني بعدة تعثرات كلفته غاليا، آخرها اكتفاؤه بالتعادل أمام تنزانيا في رمضان 2010، ما عجل برحيله من العارضة الفنية لـ”الخضر” بعد شهرين من المشاركة في مونديال جنوب افريقيا.
يملك المدرب رابح سعدان ذكريات جميلة وأخرى سلبية مع المنتخب الوطني في شهر رمضان الكريم، لكن في كل الأحوال يبقى شيخ المدربين من التقنيين الذين سجلوا حضورهم بقوة في أبرز تحديات “الخضر”، بعضها كانت في عز رمضان الكريم، من ذلك مونديال 86 بمكسيكو، حيث لعب اللقاء الأول أمام منتخب إيرلندا الشمالية مطلع شهر جوان الذي تزامن مع شهر الصيام،
وقد افتك “الخضر” التعادل بهدف لمثله، بفضل جمال زيدان الذي رد على هدف إيرلندا في الشوط الثاني بمخالفة أرضية سددها بإحكام، فيما خسروا اللقاء الثاني أمام البرازيل بهدف لصفر وقعه كاريكا في منتصف المرحلة الثانية، مستغلا خطأ دفاعيا جماعيا، فيما منيت العناصر الوطنية بثلاثية أمام اسبانيا في رابع أيام عيد الفطر المبارك، وفوتوا بذلك فرصة لا تعوض للتأهل إلى الدور الثاني.
وفي العام 2003، سحق أبناء المدرب سعدان منتخب النيجر بسداسية نظيفة، في أجواء رمضانية مميزة عرفتها مدرجات ملعب 5 جويلية، حيث كانت حصة الأسد لبوتابوت وعبد المالك شراد بثنائية لكل منهما، إضافة إلى هدف من ماموني وآخر لزميله أكرور، حيث صنف كأحد اكبر الانتصارات في تاريخ مباريات “الخضر”، كما تألقت التشكيلة الوطنية في رمضان 2008 أمام منتخب السنغال العملاق، في إطار تصفيات المرحلة الأولى المؤهلة إلى مونديال 2010، حيث فاز زملاء قاواوي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، بفضل تألق بزاز وصايفي وعنتر يحيى والبقية،
حيث كان زملاء حاج ضيوف السباقين إلى التهديف أمام حيرة جمهور ملعب تشاكر، قبل أن يقلب أبناء سعدان الموازين، ويحوّلون الخسارة إلى فوز مستحق وثمين، ويحتفظ الجمهور الجزائري أيضا بالفوز الصعب الذي حققته كتيبة سعدان أمام زامبيا عام 2009 في سهرة رمضانية حماسية، حيث حسم رفيق صايفي الفوز بصاروخية في الشوط الثاني، مستغلا العمل الجيد من زياني ومطمور، فوز عزز حظوظ “الخضر” في التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا.
وإذا كانت الكثير من انجازات وانتصارات المنتخب الوطني الرمضانية كانت ببصمة الشيخ رابح سعدان، إلا أن هذا الأخير مني أيضا بعدة تعثرات ونكسات، من ذلك الخسارة الودية بهدفين مقابل هدف واحد أمام منتخب الغابون في رمضان 2010، بعد نحو شهر ونصف شهر من المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا، وهي الخسارة التي مهدت لتعثر آخر في عقر الديار، حين اكتفى “الخضر” بالتعادل أمام منتخب تنزانيا المغمور، بهدف في كل شبكة، لحساب افتتاح تصفيات “كان 2012”. تعادل أرغم المدرب رابح سعدان على الرحيل بصفة نهائية، وهي آخر مباراة يشرف فيها شيخ المدربين على زمام “الخضر” بعد مشوار متنوع جمع بين نوعية الإنجازات ومتعة الانتصارات والوقوع في عديد الهزائم والتعثرات.