وقف إطلاق النار.. ثمار الثقل الدبلوماسي للجزائر

6

أجمع خبراء في الشأن الأمني، أن وقف إطلاق النار في ليبيا، كان نتيجة التحرك الدبلوماسي والمدروس من قبل الجزائر وثمرة من ثمرات ثقلها الدبلوماسي، بعد أن لزمت الحياد لسنوات عديدة، ونأت بنفسها عما يجري في البلد الشقيق، معتبرين أن الانقلاب الواضح في طريقة التعاطي مع الملف الليبي جاء منذ انتخاب رئيس جديد للبلاد في 12 ديسمبر الماضي.

قال رئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة والباحث في الشؤون الأمنية أحمد ميزاب الأحد لـ”الشروق”، إن “وقف إطلاق النار في ليبيا كان من نتائج التحرك الدبلوماسي الذكي والمدروس من قبل الجزائر الذي كان معلنا وغير معلن”، مؤكدا أن الجزائر استقبلت في ظرف أقل من أسبوع مختلف مكونات الأزمة الليبية، بالإضافة إلى التحرك على الصعيد الدولي سواء من خلال استقبال وزير الخارجية التركي، الذي أبدى مرونة بالتعاطي مع الطرح الجزائري، واستقبال وزير الخارجية المصري الذي أكد بدوره دعم المقاربة الجزائرية في حل الأزمة الليبية، بالإضافة إلى الاتصالات المكثفة التي قامت بها الجزائر مع روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، لدفع الأطراف نحو التهدئة.

ويقول الخبير الأمني إن النتائج التي وصلت إليها الجزائر اليوم، كانت “ثمرة من ثمرات الخطوة الجزائرية التي كانت الوحيدة التي بادرت لحلحلة الأزمة في الوقت الذي تأهب الجميع للاستسلام لواقع الحرب، وهذا ما يؤكد ثقل الدبلوماسية الجزائرية وقدرة الجزائر على خلق الفارق وإمكانياتها التقريب بين وجهات النظر المختلفة”.

من جهته، قال الخبير الأمني عبد العزيز مجاهد لـ”الشروق”، إن “الجزائر نجحت في تغيير مجريات الأحداث في الجارة ليبيا، ودل على ذلك الانقلاب الواضح في طريقة التعاطي مع الملف الليبي منذ انتخاب رئيس جديد للبلاد في 12 ديسمبر الماضي، والتي أسفرت بفضل مجهوداته على وقفلا إطلاق النار في الجارة ليبيا وإفشال جميع مخططات حفتر الذي كان يحضر للحرب منذ أزيد من 7 أشهر”، مؤكدا على أن الجزائر لا تتعامل مع يجري في ليبيا انطلاقا من حسابات أمنية بحتة، وإنما من مبادئ ترتبط بالتاريخ المشترك والجانب الحضاري، تفرض الوقوف إلى جانب الليبيين”.

وأوضح اللواء المتقاعد أن الجزائر قد استبقت زيارتهما برسالة قوية أولها عندما قالت إن “طرابلس خط أحمر ترجو عدم تجاوزه”، وثانيا عندما أرسلت مساعدات إنسانية إلى ليبيا في الوقت الذي قررت فيه أنقرة إرسال قوات عسكرية إليها”، مسجلا أن الجزائر قد أنهت سنوات من الاكتفاء بدور “المراقب”، مؤكدا أن السياسة الخارجية الجزائرية استعادت “ديناميكيتها القوية”، بعد سنوات من الغياب بسبب مرض الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، علاوة على أن الجزائر لم تنجح – برأيه- فقط في حلحلة الأزمة الليبية، بل مكنت ألمانيا من أخذ مكان فرنسا، مشيرا أن الجزائر تريد أن تكون الطرف الإقليمي الذي يلتقي عنده الجميع لإبعاد شبح الحرب عن ليبيا والمنطقة.

بالمقابل، يرى المحلل السياسي الليبي محمد الروياتي بأن الحراك السياسي المحموم الذي شهدته العديد من الدول وعلى رأسها الجزائر قد ألقى بظلاله على تغير المشهد السياسي وتوجهاته، كاشفا عن وجود تفاهمات تكون قد جرت في الكواليس، إلى جانب تحالفات الجزائر وتونس وتركيا ألقت بظلالها على العمليات العسكرية في ليبيا وضغطت باتجاه وقفها.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here