أفريقيا برس – الجزائر. الذين تحدثوا في الأشهر الأخيرة عن تأهل مضمون إلى كأس العالم في قطر، وعن التنافس من أجل الفوز بكأس العالم أمام كبار المعمورة، تأكدوا سهرة الثلاثاء، بأن الطريق مازال طويلا جدا أمام أشبال جمال بلماضي من أجل تسيّد القارة السمراء بأريحية، ويجب ترك حلم الفوز بكأس العالم في خانة الأحلام فقط.
لا يمكن للخضر أن يجدوا ظروفا لائقة للعب مباراة خارج الديار، مثل التي وجدوها في مراكش، فقد استقبلتهم بوركينا فاسو على أرضية جيدة وفي طقس جزائري وعلى بعد مئات الكيلومترات فقط عن ديارهم، ولعبت الجزائر بكامل تعدادها، بينما افتقد بوركينا فاسو لأربعة من أحسن لاعبيهم، وسجلت الجزائر هدفا مبكرا كان من المفروض أن يفتح الشهية ويمنحهم دفعا معنويا، وحتى التحكيم كان مقبولا ولم يظلم أشبال بلماضي طوال المباراة، بالرغم من شكوك حامت حول سقوط محرز في آخر دقيقة في منطقة العمليات، ولكن المباراة صارت إلى التعادل ولم يتمكن رفقاء بن ناصر من إحراج الحارس البوركينابي طوال فترات الشوط الثاني، والمأزق الذي وضعه فيه مدرب بوركينا فاسو، ولحسن الحظ أن المباراة انتهت بالتعادل، وإلا كان الشك سيدخل القلوب ويعود المنتخب إلى النقطة الصفر، أو إلى ما قبل كأس أمم إفريقيا.
خسر النتخب الوطني إحدى نقاط قوته أمام بوركينا فاسو وهي الروح القتالية، وفي كل الصراعات الفردية كانت الغلبة للمنافس، وكان الاستثناء في الثنائي بن ناصر وزروقي، وظهر ثقل السنوات على سليماني وبلعمري ومبولحي وحتى على محرز وفيغولي، لأن نصف التشكيلة تجاوز سنها الثلاثين، في الوقت الذي بدت تشكيلة بوركينا فاسو أكثر حيوية وإرادة لتحقيق نتيجة إيجابية، ولو ركّز الجزائريون في الشوط الأول لقتلوا المباراة التي تعقدت عليهم في الشوط الثاني.
في مباراة مراكش توقف عدّاد مباريات التهديف المتتالية لمحرز عند رقم سبع فقط، وعجز سليماني عن معادلة رقم تاسفاوت، كما ضيع الخضر فرصة الهروب على فرق المجموعة ووضع قدم في الدور التصفوي الأخير أو مبارة السد، وعاد المبالغون في التفاؤل إلى حقيقة الميدان، لأن بوركينا فاسو مهما حاول البعض وضعها ضمن كبار القارة، فهي في الحقيقة في الصف المتوسط، ولا يمكن مقارنتها مع الفرق المعروفة في القارة السمراء، بدليل أنها لعبت أمام الجزائر بلاعب واحد ينشط مع فريق جيد وهو فريق شاختار الأوكراني، أما البقية فيلعبون مع أندية متواضعة جدا لا ترقى إلى الأندية التي ينشط عها نجوم السينغال وكوت ديفوار والمغرب.
كل حظوظ التأهل مازالت متوفرة لبلماضي وأشباله، فسيلعب الخضر بعد شهر في البليدة ومراكش أمام فريق دون المتوسط هو نيجر، ولا خيار لهم سوى جمع النقاط الست، وإتباعها في شهر نوفمبر القادم بنقاط جيبوتي من خارج الديار، قبل أن يستضيفوا بوركينا فاسو، وسيكون في صفهم فارق الأهداف، لأن فيفا أقرت اللجوء إليه في الصف الأول قبل المباريات ما بين الفرق المتساوية في النقاط، وقد تكون لصالح الخضر، الذين عليهم أن يعلموا بأن مباراة السد ستكون قوية جدا، وهي تختلف بمنتخباتها القوية عن بوركينا فاسو.
لحسن الحظ أن عثرة الجواد كانت مع بداية الطريق ولم تكن أيضا هزيمة لأن الأمر كان سيكون الدخول في مأزق وبداية الحساب في واحدة من أسهل المجموعات في التصفيات الإفريقية، ومن يدري فقد يفقد بوركينا فاسو بعض النقاط في مواجهتيه القادمتين أمام جيبوتي، لكن في الغالب فإن الجزائر وبوركينا فاسو، سيفوزان بما تبقى من مباريات وسيكون الوضوح في نوفمبر في آخر مباراة كما حدث منذ ثماني سنوات.
ب. ع