افريقيا برس – الجزائر. إذا كان الكثير من أبناء اللاعبين الدوليين السابقين قد فشلوا في مسارهم الاحترافي، إلا أن أسماء أخرى صنعت الحدث وخطفت الأضواء على طريقتها الخاصة، مؤكدة قدرتها على تجسيد مقولة “ابن البط عوام”، وهذا بصفة فعلية وميدانية، حيث سجلنا في المدة الأخيرة بروزا واضحا لأبناء بعض نجوم الثمانينيات بالخصوص، ما جعلهم يلفتون الانتباه في وسائل الإعلام وفي الملاعب أيضا.
أعاد العديد من أبناء نجوم جيل الثمانينيات آباءهم إلى واجهة الأحداث الكروية، وهذا موازاة مع بروز العديد من الأسماء، سواء في البطولات المحلية، أو مع أندية عربية وأوروبية، حيث خطف محمد البشر بلومي (ابن النجم لخضر بلومي) الأضواء خلال المباراة التي جمعت المنتخب الوطني لأقل من 18 سنة، مثلما برز ابن ماجر ومقيدش في الدوري القطري، فيما يسير ابن مليك زرقان نحو الاحتراف من بوابة نادي بارادو، أما حفيد أحمد وجاني (ابن عم الدولي السابق شريف وجاني) فقد وقع مع نادي لانس وقد وجهت له الدعوة لحضور تربص صغار “الخضر”.
تفاعل الجمهور الجزائري مع الهدف الجميل الذي وقعه ابن النجم السابق لخضر بلومي (محمد البشير) في مرمى المنتخب التونسي، خلال دورة شمال إفريقيا لأقل من 19 سنة، حين قام بعمل فردي قبل أن يباغت الحارس التونسي بتسديدة على الجهة اليسرى موقعا هدفا خلف موجة من الإشادة والتعاليق في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي يجعل محمد البشير بلومي مرشحا للسير على خطى والده في التألق، خاصة إذا أتيحت له الفرصة اللازمة مع فريقه الجديد مولودية وهران، وهو الذي لا يتجاوز عمره 18 سنة. وفي السياق ذاته، يبرهن اللاعب آدم زرقان (ابن الدولي السابق مليك زرقان) على أنه من طينة الكبار، وهذا بناء على الأداء الذي يقدمه مع فريقه الحالي نادي بارادو، ما جعل المدرب جمال بلماضي يوجه له الدعوة في وقت سابق لحضور تربص أكابر المنتخب الوطني، في الوقت الذي تشير تقارير إعلامية إلى إمكانية احترافه قريبا في البطولة الفرنسية، بناء على عديد العروض التي تلقاها في هذا الجانب، وعلى هذا الأساس يمكنه السير على خطى زملائه السابقين في نادي بارادو، على غرار بن سبعيني وعطار وبوداوي وغيرهم، مثلما سيسير على خطى والده مليك زرقان الذي لا يزال محل تقدير وإشادة جمهور وفاق سطيف والجماهير الجزائرية بشكل عام، بناء على مساره المميز وإمكاناته الفنية التي مكنته من ترك بصمة مميزة خلال مشواره الكروي.
من جانب آخر، يعرف الدوري القطري تواجد لاعبين جزائريين يصنفان في خانة أبناء نجوم الثمانينيات، ويتعلق الأمر باللاعب الشاب لطفي رابح ماجر (18 سنة)، وهو نجل النجم الدولي السابق رابح ماجر، حيث تقمّص مؤخرا ألوان منتخب قطر الأولمبي، وهو الذي يحمل حاليا ألوان نادي الدحيل القطري. وفي السياق ذاته، ينشط مواطنه رياض مقيدش (نجل الدولي السابق ناصر مقيدش) هو الآخر في الدوري القطري، وهذا بحكم إقامة والده في هذا البلد منذ نهاية التسعينيات، حيث تقمّص رياض مقيدش (25 سنة) ألوان فريق الوكرة بعدما خاض في وقت سابق تجربة كروية مع الأهلي والريان، علما أن والده ناصر مقيدش (60 سنة) سبق له أن برز بألوان النصرية وشباب بلوزداد، كما حمل ألوان “الخضر” منتصف الثمانينيات. وفي السياق ذاته، فقد برز اللاعب الشاب آدم وجاني (18 سنة)، وهو حفيد اللاعب السابق لمنتخب الأفلان المرحوم أحمد وجاني وابن عم هدف نهائي “كان 90” شريف وجاني، حيث يسير آدم وجاني بخطى ثابتة نحو التألق، وهو الذي تلقى الدعوة لحضور تربص مع صغار “الخضر”، مثلما وقّع العام الماضي عقدا مع نادي لانس الفرنسي، بشكل يرشحه لمواصلة البروز وصنعه التميز مستقبلا.
ومادمنا نتحدث عن أبناء نجوم جيل الثمانينيات، في ظل البروز اللافت لأنجال ماجر وبلومي ومقيدش وزرقان وغيره، فإن هناك لاعبين آخرين لم يتسن لهم السير على خطى والديهم، وهذا رغم أن بعضهم لعب في المستوى العالي، على غرار ابن الدولي السابق المرحوم خديس الذي لعب مع رائد القبة وشبيبة القبائل في القسم الأول، وكذا ابن عصاد الذي حمل ألوان رائد القبة لكن فضل إنهاء مشواره مبكرا، والكلام ينطبق على ابن الدولي السابق قندوز، فيما ضيع ابن الدولي السابق شريف الوزاني فرصة لا تعوض للوصول إلى المنتخب الوطني، وهذا بسبب تورطه في تناول المنشطات ومواد محظورة حين كان يتقمّص ألوان مولودية الجزائر، ما عرضه لعقوبة قاسية، كما لعب ابن القائد السابق للمنتخب الوطني علي فرقاني في القسم الأول، وذلك من بوابة شباب باتنة، لكن غاب عن الأنظار بمجرد مغادرة أبيه الذي كان حينها يشرف على العارضة الفنية لـ”الكاب”.