أطماع زطشي ورؤساء الأندية تورط اللاعبين في أطول موسم في الجزائر

10
أطماع زطشي ورؤساء الأندية تورط اللاعبين في أطول موسم في الجزائر
أطماع زطشي ورؤساء الأندية تورط اللاعبين في أطول موسم في الجزائر

أفريقيا برسالجزائر. عاد الحديث وسط المحيط الكروي إلى فاتورة القرار المتخذ نهاية شهر أوت من العام الماضي، حين لجأ المكتب الفدرالي السابق للفاف إلى تغيير صيغة المنافسة، من خلال رفع أندية القسم الأول إلى 20 فريقا، وهذا في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الكرة الجزائرية، ما ولد عنها إحداث تغييرات في بقية البطولات بمختلف المستويات، وسط سكوت رؤساء الأندية الذين غرقوا في إغراءات توسيع دائرة السقوط وتفادي شبح السقوط، فكانت النتيجة هو توريط اللاعبين في أطول موسم وفي فترة وصفها الكثير من المتتبعين بالاستثنائية.

لم يتوان الكثير من المتتبعين والناشطين في الحقل الكروي الجزائري في فتح النار على رؤساء الأندية والقائمين على الفاف في عهد الرئيس السابق خير الدين زطشي، وهذا بسبب الوضعية الحالية التي تعرفها بطولة القسم الأول التي يبدو أن طي صفحتها سيتأجل إلى شهر أوت، بدليل أن مشوارها قد بلغ حاليا الجولة 26، في الوقت الذي تنتظر مختلف الأندية 12 جولة أخرى لإنهاء الموسم، ما يرغم اللاعبين على مشوار ماراطوني قد يمتد إلى شهر أوت في حال عدم اتخاذ قرار بإنهاء الموسم قبل الأوان، أو تأجيل بقية الجولات غير الملعوبة إلى خريف العام المقبل، من باب منح فترة راحة خلال فترة الصيف المعروفة بارتفاع الحرارة وصعوبة مواكبة التدريبات والمباريات الرسمية في مثل هذه الأجواء المناخية الصعبة.

والأكثر من هذا، فإن بعض الأندية ستكون الأكثر تضررا من تواصل المنافسة، وفي مقدمة ذلك شبيبة القبائل التي تسير بخطى ثابتة نحو تنشيط نهائي كأس الكاف، بعدما عادت بفوز ثمين من الكاميرون، في انتظار تأكيده بنتيجة إيجابية أخرى في عقر الديار، وهي معطيات تضع الرابطة الوطنية التي يقودها مدوار في وضع لا يحسد عليه، خصوصا وأن موجة الانتقادات بدأت من الآن، ومن غير المستبعد أن تعرف الكثير من التصعيد مع دخول شهر جويلية، حينها تتضح للعيان صعوبة مواصلة المشوار على وقع الأجواء الصيفية الحارقة.

وبالعودة إلى الأسباب التي جعلت بطولة القسم الأول تصل إلى هذا الحال، فإن رؤساء الأندية يتحمّلون المسؤولية الكبرى في هذا الوضع الذي خلف رزنامة جهنمية بجميع المقاييس، بعدما صوّتوا بالإجماع على بطولة كلاسيكية مشكلة من 20 فريقا، وهذا دون مراعاة الوضع والظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد وبقية العالم بسبب وباء كورونا، وهو الأمر الذي تسبب في تأخير انطلاق الموسم إلى نهاية العام الماضي، كما لم يأخذوا العبرة حسب البعض من الطريقة التي تم من خلالها تسوية أمور الموسم المنصرم الذي انتهى قبل الأوان، بعدما تم اتخاذ قرارات تقضي بتوسيع دائرة الصعود وتفادي كل أشكال السقوط، وهذا من باب تفادي إجراء الجولات المتبقية من الموسم، سواء في بطولة القسم الأول أو في بقية المستويات، وهو ما يوحي حسب الكثير من العارفين على طغيان موجة الأطماع التي سادت المكتب الفدرالي السابق بقيادة خير الدين زطشي الذي كان يسعى إلى تعبيد الطريق نحو عهدة رئاسية جديدة، وهو “الطموع” الذي لم يتسن له تجسيده بعد حرمانه من الترشح، وفسح المجال لرئيس جديد يتولى زمام أمور “الفاف”، في الوقت الذي لم يراع رؤساء الأندية عواقب القرار المتخذ بخصوص التغييرات التي مسّت نظام المنافسة، خصوصا وأن غالبيتهم رضخوا لضغوط الأنصار، بحكم أن أغلب الفرق يخدمها قرار الصعود مثلما يخدم الأندية الأخرى قرار إلغاء السقوط.

والواضح أن القائمين على الفاف والرابطة الوطنية سيكونون أمام وضع يحسدون عليه، بحكم أن أي قرار يتخذ ستكون له انعكاسات سلبية، خصوصا وأن إنهاء الموسم قد يفرض مواصلة المنافسة إلى غاية شهر أوت، وفي حال تأجيله سيتسبب آليا في تأخير انطلاقة الموسم الكروي المقبل، ما يفرض قرارات حاسمة من طرف الرئيس الحالي للفاف شرف الدين عمارة، بغية تفادي متاعب إضافية تجعل بطولة هذا الموسم تغرق في عنق الزجاجة، والمتهم الحقيقي هو رؤساء الأندية وجميع من يحترف حرفة الموالاة والتصويت بـ”نعم” حتى ولو كانت القرارات المتخذة تنذر بعواقب وخيمة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here