افريقيا برس – الجزائر. ركنت عديد الدوريات الكبرى في أوربا إلى راحة قصيرة، بعد نصف موسم مختلف تماما عن المواسم الماضية، تمثل في رحلة ماراطونية شاقة من المباريات المحلية والأوروبية، ولكن الأسماء الموجودة في قمة هذه الدوريات تبدو مختلفة تماما عما انتظره الناس أو على الاقل تعوّدوا عليه في سنوات سابقة حيث كان القوي يبسط سيطرته ولا يكاد يغادر المراكز الأولى أو ينهزم طوال الموسم.
في إيطاليا وبعد تسع سنوات من السيطرة الكاملة لفريق جوفنتوس على الدوري لم يتم إحراجه فيها سوى مرتين فقط بالمقاومة إلى آخر ثلاث جولات، لا يكاد من يشاهد جدول الترتيب الحالي بعد 14 جولة يصدق عينيه، فة العجوز بدت عجوزا في الغابرين غير قادرة على مسايرة فريقي مدينة ميلانو الأولين، وهي حاليا متأخرة بعشر نقاط، بل إن فريق جوفنتوس الكبير المدعم بالظاهرة رونالدو وهو أغنى فريق في إيطاليا والأثرى بالنجوم العالميين يحتل حاليا المركز السادس بفارق عشر نقاط كاملة عن الرائد ميلان، وحتى فريق ساسولو متواجد في رتبة رابعة أحسن من الميلان، مع احتفاظ جوفنتوس بمباراة متأخرة.
ما حدث في آخر مباراة لجوفنتوس جعل أنصاره يخافون على مصيره، ويستشعرون بأن فريقهم مختلف عن نفسه، وربما كورونا أثرت عليه كما فعلت مع أندية كبيرة، فقد سقط جوفنتوس على أرضه بثلاثية نظيفة كاملة أمام فريق فيورونتينا المتواجد حاليا في المركز الرابع عشرة، ومن النادر ليس في السنوات الأخيرة فقط، وإنما عبر التاريخ أن يخسر فريق جوفنتوس على أرضه بثلاثية ولا يستطيع رونالدو ورفاقه تسجيل هدف واحد.
وفي فرنسا وبعد مرور 17 جولة كاملة، أدرك الباريسيون بأن فريقهم لن يقوم هذا الموسم بجولة سياحية معتادة في الدوري الفرنسي، فالمنافسة قوية جدا هو حاليا في المركز الثالث تاركا المقدمة لفريقي ليون وليل المتشبثين بالقمة، وهناك أندية في صوة مارسيليا الذي تنقصه مباراتين قادرة على اللحاق والمنافسة، لأن باريس مطالب بالتركيز أكثر على رابطة أبطال أوربا، ومواجهته في فيفري القادم برشلونة في مباراة ثأرية، عكس ليون المعفى من الصراع الأوروبي، فإن مهمة باريس سان جيرمان ستكون معقدة، ولو وجدناه في نهاية المطاف بعيدا عن المركز الأول فلن يصيح أحد بالمفاجأة. فباستثناء مبابي المتواجد في قمة الهدافين فإن لاعبي باريس مازالوا متأخرين في صناعة الفرص وفي التسجيل، مع الإشارة إلى لاعب الخضر ديلور هو نجم الدوري حاليا بسبعة أهداف في المركز الرابع ضمن الهدافين وبست تمريرات حاسمة في المركز الأول. وفي إيطاليا تواجد رونالدو في المركز الأول في الهدافين يبقى مهددا بلوكاكو وإبراهيموفيتش المتأخرين عليه بهدف وهدفين، وفي صناعة الأهداف يتواجد موراتا في المركز الرابع بخمس صناعات فقط، ما يعني أن جوفنتوس وباريس سان جيرمان فقدا السيطرة عل الدوريين الإيطالي والفرنسي جماعيا وفرديا.
أما في ألمانيا فيشعر أنصار بيارن ميونيخ بالقلق ففريقهما يتفوق بنقطتين فقط على بيار لوفركوزن ولايبزيغ، والفريق البافاري الذي سقط برباعية أمام هوفنهايم قد يهتم بالدفاع عن لقبه الأروبي فيضحي بلقب الدوري المحلي الذي هو في المزاد، مع مفاجئات تمثلت في تأخر بورسيا دورتوند وأيضا بوريسيا مونشن غلاد باخ القابعين في وسط الترتيب، أما شالك الذي تواجد منذ موسمين في المركز الثاني، فهو في ذيل الترتيب ولا يمتلك من 13 مباراة غير أربع نقاط فقط.
ولمن أراد أن يقتنع بأن ما يحدث محيّر فعلا فليلقي نظرة على جدول ترتيب لاليغا، حيث يتواجد في المركز الثالث ريال سوسيداد وفي المركز الرابع فياريال، وهما أحسن من برشلونة المتخلف عن الرائد أتليتيكو مدريد بثماني نقاط كاملة مع امتلاك أشبال سيميوني لمقابلتين متأخرتين. عندما يخسر برشلونة أربع مباريات من ضمن 14 مباراة لعبها فالأمر يعني أننا في دوري مجنون ومفتوح لكل الاحتمالات.
ويهرب نسبيا فريق ليفربول من هذه المعادلة المعقدة، ولكن خسارته بسباعية كاملة أمام أستون فيلا توحي بأن المفاجأة واردة في الدوري الإنجليزي خاصة في المنعرج الحالي مع نهاية السنة، فقد نجد رائدا جديدا لا يخطر على البال في دوري يحتل فيه أرسنال العريق والغني بلاعبيه المركز 15، ولن يكون له لا ناقة ولا جمل في الدوري، الذي حقق فيه ليفربول الاستثناء المؤقت ولكنه لم يبتعد عن المفاجأة الواردة مثل بقية الدوريات الكبرى.
ب.ع