زطشي يتسبب في فقدان هيبة “الفاف” لدى “الكاف” و”الفيفا”

12
زطشي يتسبب في فقدان هيبة “الفاف” لدى “الكاف” و”الفيفا”
زطشي يتسبب في فقدان هيبة “الفاف” لدى “الكاف” و”الفيفا”

افريقيا برسالجزائر. تسبب رئيس الفاف خير الدين زطشي في فقدان هيبة الجزائر والاتحاد الجزائري لكرة القدم لدى الاتحاد الإفريقي والفيفا، وهذا على خلفية القرارات غير المدروسة التي ميزت المسؤول الحالي على الفاف الذي قرّر الانسحاب في آخر لحظة من انتخابات عضوية مجلس الفيفا، وهو الانسحاب الذي كان حسب الكثير بمثابة تحصيل حاصل، خصوصا وأن زطشي دخل هذه المغامرة بمنطق الخاسر.

لم يحسن رئيس الفاف خير الدين زطشي اتخاذ القرارات المناسبة خلال الانتخابات التي أقيمت في المغرب، والتي عرفت اختيار الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي رئيسا جديدا للكاف خلفا للملغاشي أحمد أحمد الذي تم توقيفه لمدة سنتين بسبب قضايا فساد، إضافة إلى انتخاب كل من المغربي لقجع والمصري أبو ريدة عضوين في مجلس الفيفا، حدث ذلك تزامنا مع انسحاب زطشي في آخر لحظة من هذا السباق، وهو الانسحاب الذي وصفه الكثير بالمتأخر، بحكم أنه لم يستغل الوقت المناسب لهذا الانسحاب، ما جعله يعطي بطريقة أو بأخرى الشرعية لممثلي مصر والمغرب، وهي خطوة تسيء في نظر المتتبعين إلى هيبة الفاف، وإلى بلد بحجم قارة معروف بثقله الكروي، لكنه لا يزال يدفع فاتورة القرارات العشوائية من الناحية التسييرية، بدليل الضعف الكبير الذي يميز هيئاتنا الكروية في لعبة الكواليس السائدة في محيط الاتحاد الإفريقي، بعدما وقفت الجزائر موقف المتفرج في عملية توزيع المناصب والمكاسب بين الأطراف التي عرفت كيف تقلب الموازين لصالحها وتفرض نفوذها في بين الكاف، وفي مقدمة ذلك المغرب ومصر ودول إفريقية أخرى.

وإذا كانت “الفاف” حاولت تقديم تبريرات بخصوص قرار زطشي بالانسحاب في آخر لحظة، بحكم أن ملف هذا الأخير كان قد رفض في وقت سابق من طرف الفيفا، ما حرمه من القيام بالحملة الانتخابية في الوقت المناسب، إلا أن هذا التبرير حسب بعض المتتبعين وصفوه بغير المقنع، انطلاقا من الإستراتيجية غير المدروسة التي لا تزال تسود المكتب الفدرالي الذي بدل أن يتعامل بجدية مع هذه المواعيد التي تكتسي أهمية كبيرة للجزائر والفاف من الناحية الدبلوماسية الكروية، إلا أن القائمين على كرتنا لا يزالون يمارسون حسب البعض منطق سياسة الهروب إلى الأمام، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على صورة الجزائر التي لا تملك مكانة محترمة في دواليب الكاف والفيفا، ما يعكس الضعف الكبير الحاصل من الناحية التسييرية، ومن ناحية لعبة الكواليس التي تفرض الحنكة والنفوذ بمسيرين تكون لهم الحنكة والعلاقات القوية مع جميع الأطراف الفاعلة على الصعيدين القاري والعالمي.

وفي الوقت الذي ذهب الكثير بأن الهزيمة المدوية لزطشي في المغرب لن تكون الأخيرة، وهو تتمة لجملة من العثرات والهزات التي تعكسها القرارات العشوائية وغير المضبوطة، وهو الأمر الذي وقف عليه الكثير خلال انتخاب الرئيس الجديد للكاف واختيار عضوين جديدين في مجلس الفيفا، خاصة وأن الجزائر بقيت في موقف المتفرج، بل تم إعطاء الشرعية لمنافسي زطشي الذي لم يختر الوقت المناسب للانسحاب، إلا أن الجزائر أكدت مجددا ضعفها الكبير من ناحية التمثيل القاري وفي الفيفا على مدار السنوات الماضية، وباستثناء الجهود التي قام بها الرئيس السابق للفاف محمد روراوة، إلا معاناة الجزائر من ناحية التمثيل في الكاف والفيفا ليس وليد اليوم، بل كان في عزّ تألق الكرة الجزائرية خلال الثمانينيات ومطلع التسعينيات، بدليل أن الجزائر خسرت عدة قضايا مهمة حرمت الجزائر من مكاسب مهمة، بدليل أنها نظمت نهائيات “الكان” مرة واحدة منذ الاستقلال، في وقت نالت دول أخرى شرف التنظيم في عدة مناسبات، ناهيك عن خسارة الكثير من الاحترازات بسبب فقدان الجزائر لمن يدافع عن مصالحها في مختلف هيئات الكاف والفيفا.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here