أفريقيا برس – الجزائر. واجه “قارب” النجم الجزائري رياض محرز الأمطار الغزيرة والرّياح العاتية والأمواج العالية، في بداية المشوار الكروي لِهذا اللاعب الفذّ.
و انطلق محرز في رحلة المجد الكروي، من المدرسة الرياضية الصغيرة لِنادي بلدية سارسال بِالضواحي الشمالية للعاصمة الفرنسية باريس، حيث أبصر هناك النور في مطلع عام 1991، مُنحدرا من والدَين جزائريَين مهاجرَين ومُقيمَين هناك.
وسجّل رياض محرز في هذه المدرسة الكروية بِعمر 12 سنة، وهناك بدأ يتعلّم أصول اللّعبة الأكثر شعبية في العالم.
واصطدم اللاعب الجزائري بِصعوبات جمّة في لفت انتباه المُكوّنين، وتثمين مواهبه، وقبوله لدى أندية أكبر من المدرسة “المتواضعة” لِبلدية سارسال.
وسمع محرز كثيرا من عبارات التثبيط والإعاقة، كما نُصّبت في طريقه عديد “الحواجز المُزيّفة”، لِصدّه عن تحقيق أمنيته في ممارسة كرة القدم الإحترافية. على غرار “أنت نحيف وهشّ بدنيا”!
ويقول هايل مبيمبا – وهو أحد زملائه في مدرسة نادي سارسال – إن محرز رفع تحدّيا أشبه بـ “المعجزة”، فحواه خوض المنافسة الكبيرة والغالية كأس العالم، نسخة البرازيل في صيف 2014. وهنا تلقى سيلا من عبارات الاستهزاء، حتى أنه سمع مَن يقول له من التقنيين: “أنتَ لم تحجز مقعدا بعد في نادي سارسال، وتلعب المونديال!”.
ولم يستسلم اللاعب الجزائري، وكان الوحيد في صغره الذي يُؤمن بِأنه يحوز قدرات فنية رهيبة يُمكن تفجيرها متى سنحت الفرصة. كما جاء في تقرير نشرته “فرانس 24″، الثلاثاء.
وجاء انضمامه إلى نادي كمبير بِالشمال الغربي لِفرنسا عام 2009، بِمثابة نقطة تحوّل، وبداية “تبرعم” الأمل في غد مُشرق لِمحرز. حيث أظهر هناك مستوى فنيا عاليا، ورافقه تثمين من المُكوّنين للقدرات التي يحوزها. قبل أن يلتحق عاما من بعد بِفريق أكبر من حيث الإمكانيات والأضواء وهو نادي لوهافر، ثم ليستر سيتي الإنجليزي… وبقية القصّة التي يعرفها جمهور اللعبة عبر أرجاء المعمورة.
وإذا كان أساطير ونجوم كرة القدم تُخلّد أسماءهم بعد رحيلهم عن هذا العالم، فإن رياض محرز استطاع بلوغ أعلى المدارج وهو مازال في منتصف الطريق! بِدليل أن بلدية سارسال الفرنسية كافأته بِإطلاق اسمه على ملعب كروي هناك.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس





