ما بعد خروج الجزائر من المونديال!

11
ما بعد خروج الجزائر من المونديال!
ما بعد خروج الجزائر من المونديال!

أفريقيا برس – الجزائر. بعد إقصاء المنتخب الجزائري، الثلاثاء الماضي، وإجراء قرعة مونديال قطر 2022 البارحة، بدأت الأعصاب تهدأ والأنفاس تعود لتستفيق من وقع صدمة كبيرة حلت بالجزائريين، ليس بسبب الإقصاء، لكن بسبب تلك الطريقة التي حدث بها في الثواني الأخيرة، والظلم التحكيمي الذي تعرض إليه المنتخب الجزائري، مما دفع بالاتحاد الجزائري إلى تقديم شكوى لـ”فيفا”، ودفع رئيسه بعد ذلك إلى تقديم استقالة مكتبه، في انتظار معرفة مصير جمال بلماضي، وهي تداعيات طبيعية لخروج أحد أفضل المنتخبات في العالم، بجيل كان يستحق أن يكون في المونديال بشهادة الجميع، لكن يبدو أن القدر أراد غير ذلك بالنظر لسيناريو المباراة، الذي خلّف مرارة كبيرة في الأوساط الجماهيرية الجزائرية التي لا تزال آمالها معلقة بـ”فيفا” إذا وافق على فتح تحقيق للنظر في الشكوى التي رفعها الطرف الجزائري ضد الحكم الغامبي باكاري غاساما.

الفوز والخسارة، والتأهل والإقصاء هي أحكام وقواعد الكرة التي يخضع لها جميع من يمارس اللعبة مهما كانت الأسباب والظروف، لكن خروج الجزائر لم يحدث فقط بسبب أخطاء تحكيمية، لأنّه لولا افتقاد اللاعبين لتركيزهم في الأنفاس الأخيرة لتأهل المنتخب الجزائري بعد تسجيله هدف التعديل في نهاية المباراة، ولما تحدّث الناس عن الظلم التحكيمي ولا عن مسؤولية اللاعبين وخيارات المدرب التي لم يكن بعضها موفقاً في مباراة قدمت فيها العناصر الجزائرية ما عليها، خلقت فرصا للتهديف، سجل منها سليماني هدفاً رفضه الحكم بحجة لمسة يد، في حين تغاضى عن الدفع الذي تعرّض له ماندي في لقطة الهدف الكاميروني، لكن عندما تكون متأهلا إلى المونديال قبل 10 ثوانٍ من نهاية الوقت بدل الضائع، فلا يمكن سوى أن تلوم نفسك وتخضع لأحكام القدر التي أرادت الإقصاء.

الاتحاد الجزائري رفع شكوى إلى الاتحاد الدولي على حكم المباراة الذي كان مجحفاً بحق الجزائريين، مما أثار ردات فعل كبيرة في الأوساط الكروية الجزائرية التي راحت تتحدث عن أملها في إعادة برمجة المباراة، لكن لا أحد يعرف تفاصيل مضمون الشكوى، ولا أحد يعرف إذا كانت ستقبل شكلاً ومضموناً ويفتح التحقيق الذي لن يجدي نفعاً إذا كان مضمون الملف يقتصر فقط على هفوات تحكيمية تعتبر أخطاء في التقدير، ولا يتضمن أدلة مادية ملموسة عن وجود أخطاء فنية أو مخالفات تتنافى مع القيم والأخلاق الرياضية، أو اعترف الحكم بتلقيه تهديدات أو رشاوى، لذلك لا يمكن التكهن بردة فعل الهيئات الدولية، ولو أن الكثير من المختصين يعتبرون أن الأمر قضي والكاميرون تأهلت، والجزائر خرجت من مونديال كانت قريبة من طرق أبوابه بجدارة واستحقاق بعد جهد كبير على مدى سنوات رغم خسارته في ثلاثٍ من آخر أربع مباريات له في سنة 2022.

رئيس الاتحاد الجزائري تحمّل مسؤولياته المعنوية وقدم استقالة مكتبه، أو دُفع إلى الاستقالة بحسب بعض المصادر في محاولة لامتصاص الغضب الجماهيري على مكتب فيدرالي ذهب ضحية فقدان اللاعبين للتركيز في الثواني العشر الأخيرة من الوقت بدل الضائع، ثم ضحية ضغوط إعلامية وجماهيرية، وحتى رسمية، لم تكن تتوقع الخروج بعد الإخفاق في نهائيات كأس أمم أفريقيا، لكن ذلك لا يلغي مسؤولية اللاعبين والطاقم الفني، ولا يلغي استحقاق المنتخب الكاميروني الذي يبقى منتخباً محترماً، تمكن من تسجيل هدفين في الشباك الجزائرية، وحافظ على هدوء أعصابه وتوازنه رغم تلقيه الهدف المتأخر، ليتمكن من إلحاق أول هزيمة بالمنتخب الجزائري في مباراة رسمية على ملعب مصطفى تشاكر في البليدة.

الجزائريون يترقبون قرار المدرب جمال بلماضي بالاستمرار أو الانسحاب، وهو الذي لم يتسرع في اتخاذ أي قرار، وترك الأمر للوقت، ففتح المجال لكل الاحتمالات والتأويلات، بما في ذلك احتمال رحيله الذي ينهي واحدة من أجمل محطات المنتخب الجزائري رغم الإقصاء المر والمؤلم، بينما سيشكل استمراره تحدياً جديداً يتطلب إعادة ترتيب الكثير من الأمور، من دون أن ننسى انتخابات رئيس الاتحاد الجديد التي ستكون عاملاً مهماً في تقرير مصير بلماضي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here