أفريقيا برس – الجزائر. عندما تقدم نجم باريس سان جيرمان مبابي وهو من والدة جزائرية لتنفيذ آخر ركلة جزاء في مباراة الديكة أمام سويسرا، أبانت الكاميرا مناصرا لفرنسا من وراء المرمى كان يحمل علم الجزائر وبمجرد أن أوقف الحارس السويسري ركلة مبابي، أبان عن حسرته، ولكنه بقي حاملا للعلم الجزائري، وهو حال عديد مزدوجي الجنسية من الجزائريين في الأصل والفرنسيين في المولد الذين يظهرون في لقاءات الكرة، كما كان حال كريم بن زيمة طوال مشواره الكروي بين قدم في فرنسا وأخرى خارجة منها في صراع رهيب بين الإنسان ونفسه.
إلى غاية الدقائق التي سبقت مباراة فرنسا أمام منتخب سويسرا المغمور، كانت فرنسا بطلة للعالم، أو بمعنى آخر أحسن فريق في المعمورة، وكان كل لاعب من منتخب فرنسا فريق قائم بذاته، لكن المباراة سارت في اتجاه سويسرا التي استحقت التأهل للدور الربع النهائي.
وخرجت فرنسا من الدور ثمن نهائي أي أنها عجزت عن أن تكون ضمن المنتخبات الثمانية الأقوى في القارة العجوز وهي بطلة العالم منذ ثلاث سنوات فقط، وأكثر من ذلك كانت نتيجتها سيئة جدا في البطولة الأوروبية حيث لم تفز من المباريات الأربع التي لعبتها سوى مرة واحدة أمام منتخب ألمانيا، عندما فازت بهدف مقابل صفر، وكانت تلعب حينها أمام منتخب ألماني سيء وتلعب خاصة باسمها كبطلة للعالم، وفي بقية المباريات خرجت بتعادل أمام منتخب مجري متوسط وتعادل في مباراة سيئة أمام البرتغال وتعادل أمام منتخب سويسرا لا يضم أي نجم من العيار الثقيل، بينما يلعب نجوم فرنسا في ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد وبيارن ميونيخ، ويوجد حاليا ثلاثون لاعبا فرنسيا أساسيا في أندية الدرجة الأولى في أقوى بطولة في العالم وهي البطولة الإنجليزية التي تضم النجوم والأموال.
سافرت فرنسا إلى البطولة الأوربية من دون لاعبين من ذوي الأصول الجزائرية وهما نبيل فقير وحسام عوار، ولكن باصطحاب كريم بن زيمة الذي سجل رباعية وكان يحلم بتحقيق حلم عمره في قيادة فرنسا للتتويج باللقب الأوربي الذي يقربه من التتويج لأول مرة ولآخر مرة في حياته بالكرة الذهبية، ولكن الأمور سارت عكس ما تشتهيه السفن الفرنسية التي تأكد بأن لا لاعب منها سيحصل على الكرة الذهبية ومنهم على وجه الخصوص كريم بن زيمة وغريزمان ومبابي وخاصة لاعب وسط الميدان كونتي الفائز برابطة أبطال أوروبا والذي كان إلى غاية مباراة سويسرا أحد المرشحين الكبار للتتويج بالكرة الذهبية. وسيبقى في رصيد فرنسا لقبان أوروبيان فقط أحدهما في عهد ميشال بلاتيني والثاني في عهد زين الدين زيدان، ولن يكون بمقدور كريم بن زيمة التتويج بهذا اللقب القاري الكبير حيث بلغ من العمر في زمن البطولة 33 سنة ونصف سنة.
يوجد حاليا في فرنسا عدد من اللاعبين الجيدين من ذوي الجنسيات المزدوجة وعلى رأسهم ريان شرقي لاعب ليون وأمين غويري لاعب نيس وياسين عدلي لاعب بوردو وغيرهم، وجميعهم شباب قادرون على إعطاء الإضافة للمنتخب الجزائري في حالة ضمهم للخضر، وسيكون من الصعب على أي منهم أن يجد له مكانة مع المنتخب الفرنسي الذي يعج باللاعبين الكبار، بالرغم من أن غويري وشرقي سيطمعان في مكانة في قلب الهجوم، لأن أيام جيرو 35 سنة، وبن زيمة 33 سنة ونصف سنة صارت معدودة مع المنتخب الفرنسي لأنهما على باب الاعتزال وأقصى ما يحلمان به هو المشاركة في مونديال قطر 2022.
ب.ع