أفريقيا برس – الجزائر. فوّت المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة على نفسه فرصة لا تعوض للتتويج بلقب كأس العرب، بعد خسارته في النهائي أمام نظيره السعودي بهدفين مقابل هدف واحد، وبصرف النظر عن الجزئيات التي تسببت في تضييع اللقب، مثل توقيت إجراء النهائي والأخطاء الفادحة خاصة في الشوط الأول، إلا أن الكثير من المتتبعين يجمعون على أهمية المسار المحقق والذي يكشف عديد المؤشرات الايجابية التي قد تمهد لعودة المنتخبات الشبانية إلى الواجهة إذا حظيت بالعناية وفق عاملي الاستقرار والاستمرارية.
لم يتوان الكثير من المتتبعين في الإشادة بالمشوار الذي حققه صغار المنتخب الوطني في منافسة كأس العرب التي احتضنتها مصر، بدليل تنشيط أبناء المدرب لاسات المباراة النهائية التي خسروها أمام المنتخب السعودي، حيث كشف زملاء الحارس وناس على إمكانات ترشحهم لأن يكون لهم مستقبلا زاهرا إذا واصلوا العمل بنفس التميز، وإذا لقوا أيضا العناية الكافية من طرف الجهات المعنية، حيث خلف مسارهم في هذه الدورة تحقيق انتصارين أمام موريتانيا وتونس، وتعادلين ضد النيجر والمغرب الذين فازوا عليه بركلات الترجيح، وخسروا بصعوبة أمام البلد المنظم مصر وفي النهائي ضد السعودية، في الوقت الذي سجل الخط الهجومي 7 أهداف فقد تلقى الدفاع 5 أهداف، وهي معطيات تعكس بأن شبان المنتخب الوطني أدوا ما عليهم بصرف النظر عن عديد العوامل المؤثرة، من ذلك مشكل الانسجام ونقص المنافسة الناجمة عن وباء كورونا، خاصة بالنسبة للأسماء الناشطة في البطولة المحلية، ما يجعل الرهان منصبا من الآن في كيفية الاستثمار في هذه المجموعة حتى يكون لها شأن كبير مستقبلا، وبالمرة التحضير لقاعدة جديدة لأكابر المنتخب الوطني مشكلة أساسا من العناصر الناشطة في المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة.
وبالعودة إلى أبرز إنجازات شبان المنتخب الوطني منذ الاستقلال نجد أنها قليلة ونادرة، ما يتطلب في نظر المتتبعين ضرورة الاستثمار في المشوار الذي طبع دورة مصر بغية العودة إلى الواجهة مجددا، والسير على خطى منتخب 78 وغيره من الاستفاقات التي كانت قليلة إلا أنها تعكس وجود مواهب كروية لم تحظ بالعناية والاهتمام اللازمين.
وقد كان أفضل إنجاز لأواسط “الخضر” حين تأهلوا إلى مونديال 79 وبلغوا الدور ربع النهائي، وهذا بعد أن تسيّدوا القارة السمراء بعناصر شابة من طينة عصماني وبويش وياحي وبن جاب الله وشعيب وبلعباس وغيرهم، فيما نال المنتخب الأولمبي الميدالية الفضية في دورة 93 من ألعاب البحر المتوسط التي جرت في فرنسا، بعد الوصول إلى اللقاء النهائي الذي خسروه بثنائية أمام تركيا بجيل تضمن أسماء واعدة، في صورة بن طلعة ودزيري وحمداني وعجالي وخياط وموسوني وزروقي وزكري والبقية، فيما كانت دورة “شان 2011” فرصة لتنشيط الدور نصف النهائي، حيث خسر أبناء بن شيخة أمام تونس بركلات الترجيح، في دورة سمحت باكتشاف عديد الأسماء المحلية البارزة التي تم إدراجها في تعداد منتخب الأكابر خلال مونديال 2014، حيث نالت بعضها ثقة المدرب الوطني السابق خاليلوزيتش، على غرار جابو وبلكالام وسليماني وغيرهم، ما يؤكد حسب الكثير أهمية الاستثمار في المنتخبات الشبانية لتعزيز المنتخب الأول بلاعبين من صميم البطولة الوطنية، وهو الأمر الذي يفرض على هيئة “الفاف” تفعيل سياسة التكوين كمجال حيوي لبروز المنتخبات الشبانية بغية تدعيم المنتخب الأول بالمواهب الكروية القادرة على منح الإضافة اللازمة في هذا الجانب، وبالمرة وضع حد للنكسات السابقة التي فضلت واقع التكوين في البطولة الوطنية، في ظل الاهتمام بجلب لاعبين مقابل الملايير دون ضوابط فنية تعود بالفائدة على الأندية والبطولة والمنتخبات الوطنية.