هكذا دافع مرسلي وبن شادي وأبو تريكة وكانوتي ومارادونا عن فلسطين

13
هكذا دافع مرسلي وبن شادي وأبو تريكة وكانوتي ومارادونا عن فلسطين
هكذا دافع مرسلي وبن شادي وأبو تريكة وكانوتي ومارادونا عن فلسطين

افريقيا برسالجزائر. كشفت الورطة التي وقع فيها الدولي الجزائري هشام بوداوي بعد تنقله مع نادي نيس الفرنسي إلى الكيان الصهيوني بأن تحديات اللاعب لا تقتصر على أداء دوره فوق المستطيل الأخضر، من خلال الإبداع الكروي وإمتاع الجماهير، بقدر ما لديه مهام ومسؤوليات وطنية وعقائدية يتطلب مراعاتها، بدليل أن تنقله مع فريقه الفرنسي إلى الكيان الصهيوني خلف الكثير من الاستياء، ما يتطلب مراجعة الحسابات في هذا الجانب، في الوقت الذي أعطى لاعبون ورياضيون جزائريون ومن بلدان أخرى صورة مشرفة للدفاع عن القضايا العادلة في العالم، وفي مقدمة ذلك القضية الفلسطينية.

عرف المحيط الرياضي الوطني والعالمي العالمية على مر السنين الأخيرة بروز العديد من الوجوه اللاعبين الذين صنعوا الحدث الكروية المسلمة التي صنعت الحدث في كرة القدم ومختلف الرياضات الفردية والجماعية، وفوق كل هذا فقد كانت لهم بصمات واضحة في رفع راية الإسلام والدفاع عن القضايا العادلة، وهذا من خلال الرد على مختلف الإساءات والتنديد بالحملات الشرسة التي تستهدف الرسول الكريم والبلدان العربية والإسلامية، وفي مقدمة ذلك فلسطين. وإذا كان الكثير بدا مختلفا في مسألة الربط بين الرياضة والدين، خاصة حينما يتعلق الأمر بمواقف واضحة لأبطال مسلمين، إلا أن الرياضيين في البلدان الغربية كثيرا ما يكشفون عن وجهة نظرهم دون أن يخلف ذلك موجة من النقد أو الاستنكار، على غرار ما عرفته الملاعب الأوروبية في وقت سابق، حين حمل أغلب اللاعبين شارات سوداء، وكلهم على لسان واحد “نحن شارلي”، بشكل كشف تضامنهم المطلق مع الأسبوعية الفرنسية الساخرة التي أساءت برسوماتها إلى الرسول الكريم.

وقد أعطى اللاعبون والجماهير الجزائرية صورا كثيرة ومشرفة في التضامن مع القضية الفلسطينية، حيث وصل الكثير إلى قناعة بأن المباريات الرسمية ليست مجرد ربح أو خسارة، بقدر ما هي مناسبة لتمرير رسائل إنسانية وتضامنية خاصة حينما يتعلق الأمر بفلسطين، وهو ما كشفت عنه الجماهير الجزائرية التي تتصدر كلمة فلسطين مجمل شعاراتهم في المدرجات. وكان لاعبو المنتخب الوطني قد أعطوا صورة مشرفة خلال مونديال البرازيل، وعلاوة على تألقهم ميدانيا، بشكل سمح لأبناء خاليلوزيتش بالمرور إلى الدور الثاني وأداء مباراة كبيرة أمام بطل العالم منتخب ألمانيا، فإنهم لم ينسوا مجازر غزة، سواء في نهاية العام 2009، أو خلال صائفة العام 2014، مؤكدين على تضامنهم المطلق مع إخوانهم الفلسطينيين الذين عانوا من موجة التقتيل والتدمير الناجمة عن الغارات الفلسطينية، بدليل أن العناصر الوطنية أهدوا مشوارهم المميز لفلسطين.

كما حملت تصريحات الهداف سليماني معنى عميقا وردا مباشرا على إحدى الفنانات المعروفات التي كانت قد وعدت بمنحة مالية لكل لاعب جزائري يسجل، وقال سليماني حينها أن من يريد تخصيص منح فعليه أن يوظفها كإعانات لمصلحة الشعب الفلسطيني، فيما يتذكر الجزائريون مواقف عدة رياضيين جزائريين فضلوا مقاطعة المنافسات التي تجمعهم مع رياضيين إسرائيليين، وتخلوا عن راهنهم في التنافس على الميداليات، واضعين خيار الوقوف مع فلسطين كأولى الأولويات، وهو ما يؤكد في نظر الكثير أن الرياضة أو كرة القدم ليس مجرد لعب وفوز بقدر ما تتطلب التحلي بمواقف تاريخية مع القضايا الراهنة، وفي مقدمة ذلك القضية الفلسطينية.

أعطى العديد من الرياضيين الجزائريين صورة ايجابية عن الإسلام في المحافل الدولية، على غرار النجم الكروي الأسبق رابح ماجر الذي ترك بصمات واضحة في الدوري البرتغالي مع نادي بورتو، حين سجل هدفا بالكعب في نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة عام 1987، وهو الهدف الذي كشف عن نجم كروي جزائري بروح إسلامية مكنت الكثير من التعرف عن الوجه الآخر للمسلمين، والكلام نفسه ينطبق على البطل العالمي والأولمبي نور الدين مرسلي الذي رفع راية الجزائر والاسلام في فترة العشرية السوداء، بدليل حصوله على عدة ميداليات في مسابقات عالمية مكنت برد الاعتبار والرد على كل من يقلل من إمكانات الرياضي المسلم، وهو نفس النهج الذي سلكته في نفس الفترة زميلته حسيبة بولمرقة، من خلال تألقها في مختلف سباقات 1500 متر سواء في بطولات العالم أو الألعاب الأولمبية وألعاب البحر الأبيض والمتوسط، وكذا التجمعات الشهيرة التي كانت تنظم آنذاك.

وعرفت الملاعب العالمية والأوربية خلال السنوات الأخيرة الكثير من المواقف التي صدرت من لاعبين بارزين اتجاه الممارسات التي تحاك ضد الإسلام والمسلمين، وفي مقدمتهم اللاعب المالي فريدريك عمر كانوتي الذي كان من أبرز هدافي الدوري الاسباني بألوان نادي اشبيلية، حيث سبق له أن كشف في إحدى المباريات عن قميصه الداخلي الذي كتب عليه عبارة “كلنا مع غزة”، وهو الموقف الذي صنع الحدث آنذاك، وسار على خطاه بعض اللاعبين الذين نددوا على بالمجازر الإسرائيلية المرتكبة في حق الفلسطينيين، على غرار النجم المصري المعتزل أبو تريكة، واللاعب الأسبق لوفاق سطيف رياض بن شادي في إحدى مباريات رابطة أبطال العرب، في الوقت الذي ندد اللاعب الإيفواري يايا توري عقب مهازل الأسبوعية الفرنسية الساخرة “شارلي إيبدو”، وعبر حينها عن ألمه الشديد بعد الرسومات المسيئة لخاتم النبيين، فيما فضل اللاعب الفرنسي والجزائري الأصل كريم بن زيمة عدم السير على موجة بعض النجوم الذين ركبوا موجة مساندة شارلي، وهي مواقف تكشف عن مدى غيرة نجوم كروية وأبطال عالمية أبدت تمسكها بالإسلام، واقتنعت بمقاصده التي تدعو إلى العدل والسلم والتعايش وتفادي الإساءة إلى الآخرين سواء باللفظ أو الفعل.

من جانب آخر، شهدت الرياضة العالمية بروز أبطال مسلمون، منهم من اعتنق الدين الحنيف وهم كبارا في السن، وآخرون تأثروا بمبادئه منذ الصغر، وآخرون مسلمون في الأصل رغم أنهم ليسوا عربا، إضافة إلى تواجد أبطال عرب ومسلمون في الوقت نفسه عرفوا كيف يوصلون رسائل قوية للعالم الغربي. ويعد الأمريكي الراحل محمد علي كلاي، من أبرز الملاكمين على مر السنين، ورغم انه اعتنق الإسلام في سن مبكرة نوعا ما، إلا أنه ظل وفيا للقضايا العادلة، وهذا رغم متاعبه الصحية، حيث أدى مناسك الحج، وبدا أكثر تعاطفا مع المسلمين في مختلف أقطار العالم، كما سار الملاكم الأمريكي مايك مالك تايسون على خطى مواطنه محمد علي كلاي، علما أن هذا الأخير يعتبر أصغر من حصل على بطولة العالم للوزن الثقيل بالملاكم.

وبصرف النظر عن التجاوزات التي وقع فيها في حياته الشخصية وحتى الرياضية إلا أنه اختار القرار المناسب، ووجد راحته في الدين الإسلامي الذي اعتنقه عن قناعة، والكلام ينطبق على الرياضي البارز في كرة السلة خلال التسعينيات كريم عبد الجبار الذي اختار رسالة محمد، بعد مسار عانى فيه الكثير من الناحية الروحية. وعرفت الكرة الأوربية لاعبا مسلما بارزا يتمثل في الفرنسي فرانك بلال ريبيري الذي صنع الحدث فوق الميدان وخارجه، وكذا مواطنه إريك بلال أبيدال الذي تألق مع نادي برشلونة، والفرنسي الآخر نيكولاس أنيلكا الذي برز مع منتخب “الديكة” ونادي تشيلسي الانكليزي، واللاعب الألماني ذو الأصول التركية مسعود أوزيل الذي كانت له مواقف مشرفة اتجاه سكان غزة وعديد القضايا الإنسانية الأخرى قبل وبعد مونديال البرازيل. كما تتذكر الجماهير الجزائرية كلمة خالدة للنجم الأرجنتيني مارادونا الذي توفي مؤخرا، حين ردد عبارة “فلسطين في القلب” خلال لقائه مسؤولين في القيادة الفلسطينية، ما يعكس على مكانة فلسطين لدى الكثير من نجوم الكرة في العالم.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here