أفريقيا برس – الجزائر. يرتقب الجزائريون موعد انطلاق الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها العاصمة اليابانية طوكيو بكثير من التحفظ، بالنظر إلى الآمال الملعقة على الرياضيين من جهة والصعوبات إلى تنتظرهم ميدانيا من جهة أخرى، خصوصا وأن الجزائر عادة تكون حاضرة في سلم التتويجات بميدالية أو ميداليتين على الأكثر، على غرار ما حدث في النسخة الماضية التي جرت منذ 5 سنوات في ريو البرازيلية، حين أنقذ العداء توفيق مخلوفي الموقف بفضيتين في سباقي 800 و 1500 متر.
تشارك الجزائر في أولمبياد طوكيو بـ44 رياضيا، في أجواء يصفها الكثير من المتتبعين بالصعبة والاستثنائية، خاصة في ظل مخلفات كورونا التي كانت لها انعكاسات سلبية على مستوى تحضير الرياضيين، وكذا صعوبة رفع التحدي في مثل هذه المنافسات العالمية الكبرى، ورغم خطاب التفاؤل الذي يميز بعض المسؤولين، وحرصهم على توفير الظروف المناسبة، بدليل حرص رئيس الوفد حسيبة بولمرقة على التنسيق الجيد في هذا الجانب، بدليل أن الفوج الأول من الرياضيين الجزائريين يتنقل هذا الجمعة، أي قبل نحو أسبوع عن انطلاق المنافسة، إلا أن المهمة لن تكون سهلة، وهذا بناء على المشاركات السابقة للجزائر، حيث كانت بعض الرياضات الفردية هي التي تنقذ الموقف، على غرار ألعاب القوى والملاكمة والجيدو، وهو ما يجعل الرهان منصبا مجددا على العداء توفيق مخلوفي لرفع رأس الجزائر، وهو الذي كان قد حصد فضيتين في ألعاب ريو 2016.
وإذا كان الواقع الميداني يؤكد الصعوبات التي تنتظر الرياضيين الجزائريين لمزاحمة بقية رياضيي العالم على الميداليات، مع آمال قليلة على بعض الوجوه في مقدمتهم مخلوفي، إلا أن خير الدين برباري الذي يترأس الاتحادية الجزائرية للدراجات ويشغل أيضا منصب الأمين العام للجنة الأولمبية الجزائرية قد ركز في تصريحاته على الاجتهاد في ضبط الأمور من الجانب اللوجيستيكي أو من خلال عدد الرياضيين المشاركين، مؤكدا أن “كل المعطيات تدل على أننا سنشرف الجزائر في الأولمبياد”، متمنيا أن تكون مفاجآت سارة للرياضة الجزائرية، وهذا رغم تأثر الرياضيين جراء وباء كوفيد-19، في انتظار الوقوف على ذلك ميدانيا خلال أيام المنافسة المقرر من 23 جويلية إلى غاية 8 أوت.
وبالعودة إلى نسخة ريو 2016، نجد أن العداء توفيق مخلوفي هو الرياضي الوحيد الذي أنقذ حصيلة المشاركة الجزائرية في البرازيل، بعد حصوله على الميدالية الفضية في سباق 1500 متر التي تضاف إلى الإنجاز المماثل في نهائي سباق 800 متر، ودوّن بذلك اسم الجزائر في جدول الميداليات بمجهود شخصي فرض عليه التركيز وتقسيم الجهد رغم ضيق الوقت وصعوبة الاسترجاع، حيث أشاد حينها الجزائريون بتألق العداء توفيق مخلوفي الذي عرف –حسبهم- كيف يرفع التحدي رغم صعوبة المهمة، وبفضل تسيير الجهد على سباقين في وقت متقارب، وظف من خلالها إمكاناته وخبرته في 6 سباقات في المجموع من التصفيات وصولا إلى النهائي، ما مكنه من تغطية الفشل الجماعي للوفد الجزائري المشارك بـ64 رياضيا، إضافة إلى تعداد صغار “الخضر” لكرة القدم، وهو الأمر الذي جعل الكثير من المتتبعين يتساءلون حينها عن جدوى الحضور القياسي في الأولمبياد من حيث العدد، والتي قابلتها نتائج مخيبة من جميع النواحي، مع استثناءات قليلة لأسماء أدت ما عليها وخانها الحظ في الصعود إلى منصة التتويج، وفي مقدمة ذلك بورعدة في العشاري الذي احتل المرتبة الخامسة، في الوقت الذي خيبت رياضة الملاكمة الآمال المعلقة عليها، رغم حضورها بـ8 رياضيين، والكلام ينطبق على الجيدو وحتى ألعاب القوى عدا توفيق مخلوفي الذي صنع الاستثناء كالعادة.
وبعيدا عن لغة التشاؤم، وكذا الاعتراف بصعوبة المهمة، إلا أن الرياضيين الجزائريين أمامهم فرصة مهمة لرفع التحدي ومنافسة بقية رياضيي العالم لتشريف الجزائر، علما أن التعداد تقلص هذا العام إلى 44 رياضيا مقارنة بألعاب ريو 2016 التي عرفت مشاركة 64 رياضيا، تزامنا مع حضور منتخب كرة القدم، في الوقت الذي ستكون الأنظار منصبة على بعض الرياضات الفردية، أملا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفي مقدمة ذلك رياضة ألعاب القوى التي سبق لها أن رفعت الرأس على مر السنوات الماضية، بقيادة نور الدين مرسلي وحسيبة بولمرقة وصولا إلى نورية مراح وسعيدي سياف وسعيد قرني جبير وتوفيق مخلوفي.