افريقيا برس – الجزائر. فجأة قفز النادي الملكي ريال مريد إلى المركز الأول في الدوري الإسباني، بعد أن ظن كثيرون بأن عامه هذا لن يكون جيدا، وفجأة صار كريم بن زيمة المحتفل في 19 ديسمبر بربيعه الثالث والثلاثين الملك الجديد للنادي الملكي الذي صار في الفترة الأخيرة لا يتنفس سوى الانتصارات سواء في الدوري الإسباني المحلي أو في رابطة أبطال أوربا.
كريم بن زيمة الذي أمضى أكثر من عشرة مواسم كاملة مع النادي الملكي، صار المدلل الأول وظاهرة كروية لا تعترف سوى بالشباك وبقيادة فريقه إلى الانتصارات بالتمرير والتوجيه وبزرع الإرادة التي يهندسها من خط تماس المدرب زين الدين زيدان الذي لم يجد ما يقوله بعد فوز فريقه على بيلباو بثلاثية سجل منها كريم بن زيمة هدفين سوى أن اللاعب كريم هو أحسن قلب هجوم عرفته الكرة الفرنسية على الإطلاق، بالرغم من أن فرنسا هي التي أنجبت فونتان صاحب الرقم القياسي في تسجيل الأهداف في دورة مونديال واحدة خلال كأس العالم التي لعبت في السويد في سنة 1958 واحتلت فيها فرنسا المركز الثالث، حيث سجل فونتان الذي مازال على قيد الحياة 13 هدفا ولم يحطم الرقم القياسي لحد الآن، ومع ذلك يرى زيدان بأن بن زيمة هو الأول في تاريخ الكرة الفرنسية التي عرفت نجوما آخرين من طينة جون بيار بابان.
السبت 19 ديسمبر صار عمر كريم بن زيمة 33 سنة، وفي رصيده من الأهداف في حياته الاحترافية التي اقتصرت على فريقين هما ليون الفرنسي وريال مدريد الإسباني، 218 هدف سجل منها ستة لحد الآن منذ بداية الموسم الجديد، ولم يتلق كريم من البطاقات على مدار كل هذه المواسم سوى ثماني بطاقات صفراء وهو رقم فريد من نوعه في العالم، كما أن كريم بن زيمة الذي تتهمه فرنسا بالتهور وعدم التحضر لم يتلق في حياته الكروية أي بطاقة حمراء سواء في ناديه أو في المنتخب الفرنسي، ويعتبر من القلائل في العالم من النجوم الذين لعبوا هذا الكم الكبير من المباريات ومنها المصيرية التي تتميز بالاندفاع البدني ولم يتلق أبدا البطاقة الحمراء، مع أنه كان دائما عرضة للعنف مما جعله يغيب لأشهر عن الميادين بسبب تلقيه لإصابات بعضها خطير.
منذ خريف 2009 وكريم بن زيمة بألوان ريال مدريد، حصل مع النادي الملكي على كل الألقاب الممكنة، ولكنه لم يحصل على الكرة الذهبية لأنه لعب لمدة تسعة مواسم كاملة تحت مظلة كريستيانو رونالدو الذي كان يتكفل بركلات الجزاء وبكل الأمور التهديفية تاركا كريم للعمل في الظل، مع استثناء واحد حصل في موسم 2015 / 2016 عندما سجل بن زيمة 24 هدفا في موسم كروي ابتعدت فيه الإصابات عن كريم ولو منحه النادي ركلات الجزاء بدلا عن كريستيانو لكان أحسن هداف في مدريد وفي الدوري الإسباني.
وكلما تألق الريال ولاعبه بن زيمة عاد طرح السؤال عن حكايته مع منتخب الديكة الذي سيلعب في الصائفة القادمة كأس أمم أوربا حيث سيعتمد على جيرو الذي يزيد سنه عن كريم وهو احتياطي في تشيلسي ولا يتم الاعتماد على كريم الذي يتألق مع أحسن فريق في العالم بألقابه، ويطرح البعض السؤال عن حال كريم بن زيمة لو اختار اللعب للخضر ولم يمش في شبابه نحو الألوان الفرنسية كما فعل مدربه زين الدين زيدان وصديقه سمير ناصري ومن تبعوه من أمثال حسام عوار ونبيل فقير.
مازال ريال مدريد عصيّا على اللاعبين الجزائريين أو الذين اختاروا اللعب للخضر، فمهندس نجاحاته حاليا وسابقا هو زين الدين زيدان كلاعب وكمدرب وهو من أصول جزائرية، والأوفى لألوانه والأكثر عطاء في تاريخ الفريق هو كريم بن يزمة الجزائري الأصل، وتبقى أبواب النادي مغلقة في وجه لاعبين جزائريين وحتى أسماء مثل محرز أو بن ناصر التي طُرحت سابقا بقيت خافتة ومرت الأسابيع والأشهر من دون أن نرى لاعبا جزائريا بقميص النادي الملكي، وأكيد لو كان كريم بن زيمة بألوان الخضر في سنة 2009 ما تم انتدابه من ليون، في نفس الأسبوع الذي ضم فيه ريال مدريد اللاعب رونالدو.
الشيء الجميل في حكاية كريم بن زيمة مع المنتخب الفرنسي أنها كانت درسا جيدا لكل الذين يبحثون عن المجد مع فرنسا على حساب الجزائر، فلحد الآن لا أحد يعرف ما فعل بن زيمة حتى يغلقون باب المنتخب الفرنسي في وجهه ويرمون المفتاح.
ب.ع