هذه هي مزايا ومساوئ كأس العالم مرة كل سنتين!

8
هذه هي مزايا ومساوئ كأس العالم مرة كل سنتين!
هذه هي مزايا ومساوئ كأس العالم مرة كل سنتين!

افريقيا برسالجزائر. لا حديث في البيت الكروي العالمي في الفترة الأخيرة، سوى الاقتراح القنبلة الموضوع على طاولة النقاش، من خلال جعل كأس العالم لكرة القدم، مناسبة رياضية يتم فيها تجميع نخبة الكرة الأرضية في موعد عالمي مرة كل سنتين وليس كل أربع سنوات كما هو حاصل حاليا.

المدافعون عن الفكرة لهم مبررات مادية ورياضية، فهم يمنحون للاعب الكرة المحترف الذي عمره قصير جدا فرصة أن يشارك مع منتخب بلاده لمدة طويلة فيجني الأموال ويقدم لبلده الأم من جهده، حيث أن لاعبا مثل رونالدو شاهدناه مع فريقه السابق ريال دريد أكثر من منتخب بلاده البرتغال ونال رابطة الأبطال أكثر من الانتصارات المحققة مع منتخب بلاده، كما أن كأس العالم ستصب مزيدا من الأموال في خزينة الفيفا وأيضا في حسابات اللاعبين والمدربين والبلدان التي ستحتضن المونديال، وفي حالة تحويل المونديال مرة كل سنتين فسيصبح بمقدور كل البلدان المطالبة باحتضان المنافسة خاصة أن دولا جديدة صارت الآن متطوّرة ولها بنية تحتية لا بأس بها مثل تركيا والصين وبإمكانها احتضان المونديال وبسهولة ولن تنتظر عقودا طويلة، بل مجرد سنوات قليلة لاستضافة الحدث.

الرافضون للفكرة، يرون بأن الإكثار من أي منافسة سيفقدها فتنتها وحلاوتها، وكأس العالم هو مناسبة كبيرة لم ينعم بالمشاركة فيها عديد نجوم الكرة الأرضية، وسيكون من العبث ترك المشاركة في المونديال في متناول الجميع، وهو رأي سديد، حتى لا تضيع الكرة وذاكرة محبيها عندما تصبح المشاركة مرة كل سنتين كما هو الشأن مع عديد الرياضات الجماعية والفردية.

بالنسبة للجزائريين الذين لم ينعموا بالمشاركة في كأس العالم سوى أربع مرات على مدار قرابة القرن من الزمن منذ بداية أول نسخة سنة 1930، فإن ارتفاع رقم المشاركات سيكون مضمونا والمنتخب الذي يضيّع الفرصة يمكنه العودة في مناسبة قريبة، أي بعد سنتين للمحاولة، بينما أضاع أجيال من الكرة الجزائرية من أحسن اللاعبين مثل تاسفاوت وصايب المشاركة في المونديال لأن فرصة المشاركة في التصفيات لا تأتي سوى مرة كل أربع سنوات، أي نحو ثلاث مرات بالنسبة لحياة لاعب الكرة.

وفي حالة تحقق الفكرة، فإن أرقاما قياسية كثيرة ستتحطم مثل تتويج بيليه بكأس العالم ثلاث مرات من مشاركاته ما بين 1958 في السويد و1970 في المكسيك ويتحطم رقم الألماني كلاوس أحسن هداف من حيث مجموع ما سجله في المونديال وغيرها من الأرقام، وبدلا من أن يشهد العالم 25 “مونديالا” في قرن سيشهد خمسين “مونديالا” في قرن واحد.

أما عن البلدان الطامحة في استضافة “المونديال” وخاصة في قارة آسيا وإفريقيا، فستكون فرصتها سانحة، بالرغم من أن مونديال 2026 سينضم في ثلاثة بلدان وهي المكسيك وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، وستحلم هولندا والدنمارك والبرتغال وتركيا وبلجيكا باستضافة المونديال، وكانت هناك بلدانا صغيرة قد احتضنت المونديال في زمن 16 منتخبا وهي سويسرا وأوروغواي وشيلي.

بداية من مونديال 2026 سيرتفع عدد المشاركين إلى 48 منتخبا، وفي حالة تنظيم المنافسة مرة كل سنتين، فسيصبح من حق كل بلدان العالم المشاركة في كأس العالم بسبب كثرة الفرص وارتفاع عدد المشاركين، ولكن الذاكرة الكروية ستصبح في خطر النسيان، وسينسى الجزائريون في حال ارتفاع مشاركة منتخبهم أكثر من عشر سنوات مباريات خيخون وغوادالاخارا وغيرها من المباريات التاريخية التي لم يتعد عددها 13 في أربع “مونديالات” لعبت على مدار 32 سنة كاملة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here