أسامة عماني لـ”أفريقيا برس”: تبون الأوفر حظا في السباق الرئاسي لهذه الأسباب

106
أسامة عماني لـ
أسامة عماني لـ"أفريقيا برس": تبون الأوفر حظا في السباق الرئاسي لهذه الأسباب

آمنة جبران

أفريقيا برس – الجزائر. اعتبر القيادي بحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري أسامة عماني في حواره مع “أفريقيا برس” أن” الرئيس عبد المجيد تبون هو الأوفر حظا في السباق الرئاسي المرتقب نظرا لما حققته البلاد من قفزة نوعية خلال عهدته الأولى وأيضا بسبب غياب منافس حقيقي”، حسب تقديره.

ورغم أن حزب جبهة التحرير الوطني لم يحسم موقفه بعد من السباق الرئاسي المزمع إجراؤه في سبتمبر القادم، إلا أن عماني أكد “تقاطع برنامج الحزب مع برنامج الرئيس تبون ومساندته له، غير أن الكلمة الفصل ستبقى للجنة المركزية للحزب”، حسب توضحيه.

وأسامة عماني هو إطار بحزب جبهة التحرير الوطني ورئيس المنظمة الجزائرية للشباب.

مع بداية توضح معالم الانتخابات الرئاسية الجزائرية، من هو المرشح الأوفر حظا للفوز بالسباق؟

لا يمكن الجزم بفوز مترشح على حساب الآخرين لكن مع بداية توضح معالم الانتخابات الرئاسية وإعلان بعض المترشحين نيتهم في الترشح أظن أنه إذا تقدم السيد عبد المجيد تبون إلى الاستحقاق سيكون الناجح نظرا لما يحظى به من دعم شعبي كبير خصوصا من فئة العمال والطلبة والشباب والمرأة.

هل تعتقد أن بإمكان الرئيس الحالي عبد المجيد تبون الفوز بولاية جديدة خاصة أنه يحظى بدعم أحزاب بارزة؟

لحد الآن لم يعلن رئيس الجمهورية نيته الترشح للانتخابات الرئاسية لكن في اعتقادي في حال ترشحه سيحقق نتائج جيدة لأنه لا يوجد منافس حقيقي له نظرا لتزايد شعبيته نتيجة انجازاته في عهدته الأولى وما عرفته البلاد من قفزة نوعية معه.

هل سيدعم حزب جبهة التحرير الوطني الرئيس تبون في السباق الرئاسي المرتقب؟

أظن أن السؤال سابق لأوانه لأن الرئيس تبون لم يعلن نيته الترشح من عدمها ولكن الشيء الأكيد أن حزب جبهة التحرير يساند برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لأنه يتقاطع مع رؤية جبهة التحرير الوطني، لكن حزب جبهة التحرير الوطني هو حزب ديمقراطي ومؤسساتي وينتظر استدعاء الهيئة الانتخابية وإعلان قرار الترشح للاستحقاق الرئاسي لاتخاذ قرار المساندة الذي يعتبر اختصاصا حصريا للجنة المركزية للحزب التي تعتبر صاحبة سلطة الفصل في هذه المسائل.

هل مازال للحزب وزن وتأثير سياسي وشعبي في المشهد الجزائري؟

بالتأكيد حزب جبهة التحرير الوطني له تأثير سياسي وشعبي في المشهد السياسي الجزائري ويعتبر القوة السياسية الأولى في البلاد من خلال نتائج الانتخابات التشريعية والمحلية ويحوز على أكبر كتلة برلمانية في المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة وكذلك المجالس الولائية والبلدية دون أن ننسى أن هذه النتائج كانت بفضل الانتشار الكبير لمناضلي الحزب و تجذره في الأوساط الشعبية.

ما تقييمكم لحصيلة تبون على الصعيدين السياسي والإقتصادي، وهل تعتقد أنه نجح في تخفيف التوتر الاجتماعي مع تراجع الاحتجاجات الشعبية بشكل لافت؟

لا يخفى على أحد أن رئيس الجمهورية استلم دولة شبه منهارة اقتصاديا وتتخبط في مشاكل سياسية واحتقان اجتماعي ومظاهرات في شوارع العاصمة وبعد خمس سنوات أصبح الاقتصاد الوطني يتعافى تدريجيا وينمو بشكل متسارع وكذلك قام بمجموعة من الإصلاحات السياسية من خلال صياغة دستور جديد وتجديد البناء المؤسساتي وتغيير نمط الانتخاب إلى نظام القائمة المفتوحة التفاضلية التي أفضت إلى مؤسسات ديمقراطية أكثر تمثيلا وإجراءات اجتماعية من خلال الزيادات في معاشات التقاعد ومنح العاطلين من العمل وزيادات في الأجور للعمال مما خفض من وتيرة الغليان الاجتماعي.

هل بإمكان السلطة الجديدة تحقيق تطلعات الجزائريين التي تتعدى حدود الزيادة في الرواتب إلى تحقيق نهضة شاملة تضم كل القطاعات التعليمية والجامعية والصحية والخدماتية؟

أعتقد أن السلطة السياسية في الجزائر قد أكدت قدرتها على تحقيق بعض الانجازات وتحقيق نهضة شاملة في كل القطاعات لا تكون بعهدة رئاسية واحدة وفي ظروف اجتماعية غير مستقرة بل وفق رؤية شاملة ومتوسطة المدى ما يتطلب استقرارا اجتماعيا وتوافقا وطنيا حول مجموعة من الخيارات الاقتصادية والاجتماعية، والسلطة السياسية في البلاد وضعت الأساس المتين لهذه الرؤية في العهدة الرئاسية الحالية وإذا كان هناك استمرار للسلطة السياسية سنرى الجزائر 2029 مغايرة تماما لما كانت عليه في 2019 على جميع الأصعدة.

ماهي قراءتكم للموقف الجزائري من التحولات في منطقة الساحل، هل يتسق والتحولات الجيوسياسية؟

الموقف الجزائري يستند إلى مجموعة من المبادئ الثابتة في دبلوماسيتنا التي نستمدها من عمق تاريخنا الثوري وتجربتنا مع الاستعمار، مثلا في الملف الليبي، موقف الجزائر واضح وثابت، هو ضرورة نبذ العنف وإيقاف تدفق السلاح إلى أطراف الصراع وإيجاد حل سلمي ليبي- ليبي يفضي إلى انتخاب مؤسسات ديمقراطية تمثل إرادة الليبيين وإذا تلاحظين إن كل تقارير وتوصيات مبعوثي الأمم المتحدة إلى ليبيا كانت تصب في هذا السياق ما يعكس وضوح الرؤية لدى الدبلوماسية الجزائرية.

ربما هناك بعض الأصوات من وكلاء الصهاينة في المنطقة ممن باعوا القضية بأرخص الأثمان وأصبحوا الأداة التي يضرب بها وحدة الصف العربي، تلك الأطراف فقط من يزعجها موقف الجزائر وثباتها الدبلوماسي.

حسب تقديركم، كيف يمكن إذابة الجليد بين الجزائر والمغرب وتخفيف التوتر بين البلدين؟

العلاقات التاريخية بين الجزائر والمغرب هي علاقة أكبر من أن تعكرها ممارسات النخب الحاكمة منذ عقود في المغرب وأصبحت تتسبب في مشاكل سياسية باستمرار وتحولت إلى تهديد حقيقي على دول الجوار خصوصا تحالفها مع الكيان الصهيوني بل وصلت الأمور إلى استضافة مسؤولين صهاينة أطلقوا تهديدات ضد الجزائر من أرض المغرب وبحضور مسؤولين مغاربة وهي سابقة في تاريخ الدول العربية. هذا الأمر دفع الجزائر للتعامل مع النظام المغربي على أساس أنه وكيل الكيان الصهيوني في المنطقة. لكننا في المقابل نعتبر الشعب المغربي شعبا شقيقا نتقاسم معه اللغة والدين والانتماء الحضاري والثقافي ونتمنى أن يتخلص من هذا النظام ويؤسس نظام سياسي جمهوري ديمقراطي تعددي ينهي الملكية التي رهنت الشعب المغربي وجعلته أسيرا للصهيونية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here