قالت المؤسسة العسكرية إن الجيش الوطني الشعبي قد أسس لممارسة تُعد الأولى من نوعها وسابقة على الأقل قاريا، من خلال التزامه بالشرعية الدستورية، وطريقة تعامله مع الأزمة التي تمر بها البلاد، التي أخذت شكل الاقتراح والمبادرة بعيدا عن التدخل في الشأن السياسي، بالإضافة الى تأييده لمطالب الشعب، واعتبرت أن هذا نهج الجيوش الاحترافية، وما تقتضيه الممارسة المهنية في إطار الدولة الوطنية.
قالت المؤسسة العسكرية إن الموقف الذي اتخذه الجيش الوطني الشعبي من الأزمة والوضع الحساس الذي تعيشه البلاد، ينم عن حس وطني رفيع، بعيدا عن كل الحسابات الضيقة والدوافع الشخصية، وهو من صميم أهدافه الدستورية، واعتبرت، في «تأمل» لقراءات ودلالات، موقف الجيش من الأزمة التي تمر بها البلاد، صدر في العدد الأخير من مجلته الشهرية، أن موقف القوات المسلحة أخذ أبعادا عدة وبأهداف استراتيجية وعملياتية بهدف ضمان استمرارية الدولة الجزائرية، وأضافت أن الجيش أكد بذلك سمو العلاقة والرابطة المتينة مع شعبه، وبالرغم من حجم التحديات والمخاطر التي برزت خلال الأزمة والتهديدات المتعارف عليها داخليا وخارجيا، أثبت الجيش الوطني الشعبي مدى التزامه بعهد وأمانة الشهداء واحترافيته العالية في أداء المهام المنوط به.
وشَرح الجيش الوطني الشعبي أبعاد موقفه من الأزمة التي تمر بها البلاد منذ حوالي الشهرين، من مختلف النواحي، فعن البعد القانوني اعتبر هذا الأخير أن الجيش الوطني الشعبي، جيش جمهوري واحترافي ملتزم بمهامه الدستورية، ومن حيث الشكل فقرار المؤسسة العسكرية جاء على شكل مقترح في إطار الشرعية الدستورية، وتأكيده أن السلطة للشعب وهو سيد قراره، أما من البعد الاقتصادي، فمعالجة قضايا الفساد وضرورة تحرك العدالة والأجهزة المختصة بهدف الحفاظ على المال العام والمقدرات الوطنية للشعب، وحماية الاقتصاد الوطني باعتباره جزء من الأمن الوطني. وبخصوص البعد الأمني فتداعيات الأزمة وأبعادها المختلفة، خاصة على الأمن الوطني، يتطلب الأخذ بعين الاعتبار الأمن بمفهومه الحديث (الأمن الكلي أو الأمن الشامل)، وتجاوز الأطروحة التقليدية، بالإضافة إلى التحديات المرتبطة بالأمن من المحيط الجغرافي، مشيرا إلى أنها كلها عوامل تستلزم موقفا حازما تجاه أي تهديد داخلي أو خارجي، وحول البعد الإعلامي في إطار أبعاد موقف الجيش من الأزمة، يضيف ذات المصدر، أن التنبيه من حملات التضليل، حيث كان لمديرية الاتصال والاعلام والتوجيه عبر مختلف أجهزتها على غرار المركز الوطني للمنشورات العسكرية الذي تصدر عنه مجلة الجيش، دورا فعالا في ضمان إعلام هادف ونزيه خدمة للمواطن وحمايته من عمليات التضليل الإعلامي.