أهم ما يجب معرفته
اختتم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة لموريشيوس، حيث اتفق مع رئيس وزرائها على تعزيز التعاون الأمني. يتوجه ماكرون بعد ذلك إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، حيث يسعى لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الأفريقية. الزيارة تحمل رمزية تاريخية أيضًا من خلال تكريم ضحايا الفصل العنصري في بريتوريا.
أفريقيا برس. اختتم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة دولة إلى جزيرة موريشيوس، شكّلت محطة أولى في جولة أفريقية تهدف إلى تعزيز الحضور الفرنسي في المحيط الهندي والقارة الأفريقية، قبل أن يتوجه إلى جنوب أفريقيا حيث ينتظره جدول حافل بالرمزية السياسية والاقتصادية في قمة مجموعة العشرين.
وفي اليوم الأول من زيارته، اتفق ماكرون مع نافين رامغولام رئيس وزراء موريشيوس على تعزيز التعاون في مجال الأمن البحري، لمواجهة شبكات تهريب المخدرات وظاهرة الصيد غير المشروع.
وتسعى باريس إلى تكريس موقعها في جنوب غرب المحيط الهندي عبر وجود عسكري يضم نحو 1600 جندي في جزيرتي لا ريونيون ومايوت، المجاورتين لموريشيوس.
وتكتسب الجزيرة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 1.2 مليون نسمة، أهمية استراتيجية باعتبارها نقطة ارتكاز في ممرات بحرية غنية بالموارد وتتنافس عليها قوى كبرى مثل الصين والهند.
رمزية دبلوماسية
وأكد ماكرون، الذي يُعد أول رئيس فرنسي يزور موريشيوس منذ فرانسوا ميتران عام 1993، أن بلاده ستنشئ “أكاديمية المحيط الهندي” في لا ريونيون لتدريب الكوادر في مجالات الأمن، وستكون مفتوحة أمام الدول المجاورة.
كما افتتح موقع السفارة الفرنسية الجديدة في العاصمة بورت لويس، في خطوة تعكس رغبة باريس في إعادة إحياء العلاقات الثنائية التي وصفها رئيس وزراء موريشيوس بأنها “أُهملت” خلال العقد الماضي.
محطة جنوب أفريقيا: بين الاقتصاد والذاكرة
وتوجه ماكرون إلى بريتوريا للقاء نظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، الذي تربطه به، وفق الإليزيه، علاقة “صداقة وتقدير وثيقة”.
وسيشارك الرئيس الفرنسي في إطلاق مجلس أعمال مشترك بين باريس وبريتوريا، على غرار المجلس القائم مع نيجيريا، في إطار مساعيه لتعزيز الروابط الاقتصادية مع أفريقيا الناطقة بالإنجليزية.
كما تحمل الزيارة أيضًا بعدًا تاريخيًا، إذ سيضع ماكرون إكليلاً في النصب التذكاري لمكافحة الفصل العنصري في بريتوريا، حيث ستُضاف أسماء 15 شخصية فرنسية إلى “جدار الأبطال”.
وبعد بريتوريا، يتوجه ماكرون إلى جوهانسبرغ للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، قبل أن يواصل جولته الأفريقية بزيارات إلى الغابون وأنغولا، في مسعى لتوسيع النفوذ الفرنسي في القارة عبر مزيج من التعاون الأمني والاقتصادي والثقافي.
تعتبر موريشيوس نقطة استراتيجية في المحيط الهندي، حيث تسعى فرنسا لتعزيز وجودها العسكري هناك. تاريخيًا، كانت موريشيوس تحت الاستعمار البريطاني حتى استقلالها في 1968، مما جعلها مركزًا للتنافس بين القوى الكبرى. زيارة ماكرون تأتي في إطار جهود فرنسا لتجديد علاقاتها مع الدول الأفريقية وتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي.
جنوب أفريقيا، من جهتها، تلعب دورًا محوريًا في القارة الأفريقية، حيث تحتضن قمة مجموعة العشرين. تاريخيًا، شهدت البلاد نضالًا طويلًا ضد الفصل العنصري، مما يجعل الزيارة ذات دلالة خاصة. يسعى ماكرون من خلال هذه الزيارة إلى تعزيز الروابط مع جنوب أفريقيا ودول أخرى في القارة، في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية الراهنة.





