إقالة رئيس هيئة الأنفاق المصرية جراء فضيحة جداريات المترو

14
إقالة رئيس هيئة الأنفاق المصرية جراء فضيحة جداريات المترو
إقالة رئيس هيئة الأنفاق المصرية جراء فضيحة جداريات المترو

أفريقيا برس – مصر. أصدر وزير النقل المصري كامل الوزير، قراراً بإقالة رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للأنفاق لواء الجيش السابق عصام عبد القادر والي، على خلفية تورطه في فضيحة السطو على لوحات فنان تشكيلي روسي، واستخدامها في تجميل محطة مترو أنفاق كلية البنات، شرقي العاصمة القاهرة، عن طريق التعاقد حصراً مع وكالة إعلانية مملوكة لمصممة الغرافيك الشابة غادة والي، مقابل مبلغ 8 ملايين جنيه.

ورغم شبهات الفساد التي أحاطت بالواقعة، وما تواتر بشأن تقاضي رئيس الهيئة المُقال “عمولة” من وكالة “استوديو والي” للدعاية المملوكة لمصممة الغرافيك، لتدشين تصميمات فنية خاصة بالمشروع الثقافي في محطات الخط الثالث للمترو، فإن الوزير قرر تعيينه مستشاراً له بديوان عام الوزارة، مقابل راتب لا يجاوز الحد الأقصى للأجور (42 ألف جنيه شهرياً).

وتكريم قيادات الجيش الذين أقيلوا من مناصبهم في الجهاز الإداري للدولة بسبب وقائع فساد مالي أو إداري، هو عرف معتاد منذ تولي الرئيس ذي الخلفية العسكرية عبد الفتاح السيسي الحكم عام 2014، بدلاً من خضوعهم للمساءلة القانونية كغيرهم من المسؤولين المدنيين.

وأصدر الوزير أيضاً قراراً بتكليف لواء الجيش السابق شريف حسن محمد ليل، للقيام بمهام رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للأنفاق، علماً أن وزير النقل هو الرئيس السابق للهيئة الهندسية للجيش، ويعمل جاهداً منذ توليه منصبه في مارس/ آذار 2019 على “عسكرة” المناصب القيادية في الوزارة.

وكانت الهيئة القومية للأنفاق التابعة لوزارة النقل قد أصدرت بياناً رسمياً، تعتذر فيه للفنان الروسي جورجي كوراسوف، بسبب تنفيذ بعض رسوماته على جدران محطة كلية البنات من دون أخذ موافقته، وادعاء شركة الدعاية المملوكة لوالي بأنها صاحبة التصميمات المنفذة على جداريات المترو (أزيلت لاحقاً)، مؤكدةً احترامها الكامل لحقوق الملكية الفكرية للجميع، سواء داخل مصر أو في خارجها.

واتهم كوراسوف المصممة المصرية بسرقة أربع لوحات من أعماله، واستخدامها في جداريات محطة مترو كلية البنات بمباركة من الحكومة، فيما التزمت هي الصمت تماماً، لا سيما بعد نشر العديد من التقارير الموثقة إزاء تورطها في سرقة تصاميم مشروع الهوية البصرية لمحافظة الأقصر (جنوب)، وغلاف فيلم “الأصليين” عام 2017 للمخرج مروان حامد.

ووالي من مواليد عام 1990، وتخرجت من الجامعة الألمانية في القاهرة عام 2011، ثم لمع نجمها فجأة عبر وسائل الإعلام والقنوات الموالية للنظام بعد انضمامها إلى “البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب”، وتحدثها أمام السيسي في “منتدى شباب العالم”، وإشادته برؤيتها في تصاميم الحياة الفرعونية القديمة، مطالباً مجلس الوزراء بـ”تبني فكرتها لتنشيط السياحة في مدينة الأقصر باستخدام رسوم من حضارة قدماء المصريين”.

وواقعة السرقة بدت محرجة للغاية للمهتمين بالملفين الشبابي والنسوي، بوصفهما ملفين يعول عليهما كثيراً النظام الحاكم في مصر، حيث ضربت سردية تمكين الشباب والنساء في عهد السيسي في مقتل، لا سيما أن والي هي أحد وجوه كثيرة صُنعت نتاجاً للمحسوبية وشبكات المصالح، من دون أن تملك شيئاً حقيقياً لتقدمه للمجتمع، وفق مراقبين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here