مشروع شبكة المواصلات في سيناء.. هل من أبعاد إقليمية؟

10
مشروع شبكة المواصلات في سيناء.. هل من أبعاد إقليمية؟
مشروع شبكة المواصلات في سيناء.. هل من أبعاد إقليمية؟

أفريقيا برس – مصر. تسابق الدولة المصرية الوقت لإتمام مشاريع النقل والمواصلات في محافظة شمال سيناء، شرقي البلاد. وتتمثل هذه المشاريع في مد خطوط سكة الحديد، والتي من شأنها ربط غرب قناة السويس بشرقها، وكذلك ربط شمال سيناء بجنوبه، والعمل أيضاً على إتمام مشروع ميناء العريش، والذي سيكون مربوطاً بسكة الحديد، كما تشمل الأعمال تطوير مطار العريش ليكون جاهزاً العام المقبل للعمل.

اللافت في الأمر أن مصر تعمل على إنشاء ممر لوجيستي استراتيجي تحت مسمى ممر العريش- طابا، وهو يبدأ من ميناء العريش البحري وحتى منفذ طابا البري الرابط بين مصر والاحتلال الإسرائيلي. ويربط بينهما خط سكك حديد العريش- طابا، وهو امتداد لخط الفردان – بئر العبد – العريش، مروراً بمنطقة الصناعات الثقيلة في وسط سيناء.

تطوير ميناء العريش

والأسبوع الماضي، تفقد وزير النقل كامل الوزير، المرحلة الأولى من أعمال تطوير الميناء، والتي نشرت وسائل الإعلام المصرية عن الوزارة تأكيدها أنها تشمل إنشاء أرصفة بإجمالي أطوال 2250 متراً وحواجز أمواج بطول 2700 متر.

وقال مصدر محلي إنه سيتم البدء في المرحلة الثانية من تطوير الميناء خلال الشهرين المقبلين، بعد إتمام إزالة المنازل من حي الميناء، وإخلاء المنطقة من السكان بشكل كامل. وأشار إلى أن الوزير أكد خلال زيارته الميناء أنه يحمل توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة الإسراع في إتمام المشروع وفق المقاييس العالمية للموانئ التجارية ليتم العمل به بشكل رسمي العام المقبل.

وأوضح المصدر أنه يجري إنجاز مشروع إعادة تأهيل وتطوير وإنشاء خط سكة حديد الفردان – شرق بورسعيد باتجاه بئر العبد والعريش، ومنها إلى طابا البالغ إجمالي أطواله حوالي 500 كيلومتر. ويتضمن المشروع إعادة تأهيل وتطوير خط الفردان – بئر العبد بطول 100 كيلومتر، بالإضافة إلى تطوير الوصلة من بالوظة حتى ميناء شرق بورسعيد بطول 44 كيلومتراً، وإنشاء خط بئر العبد العريش بطول 80 كيلومتراً، وكذلك إنشاء خط العريش – النخل – التمد – طابا بطول 275 كيلومتراً. وأشار المصدر إلى أنه سيتم إنشاء محطة العريش للركاب لخدمة المطار، وستكون مرتبطة بوصلة سكك حديد للميناء لنقل البضائع.

وأكد وزير النقل خلال الجولة، أن هذا الخط سيربط أماكن التصنيع بسيناء كمصانع الإسمنت بالعريش ومصانع الرخام بالحسنة، بكل من ميناء طابا وميناء العريش وميناء بورسعيد. كما سيحقق الخط نقل البضائع من وإلى هذه الموانئ، وربط موانئ البحر الأحمر (طابا – نوبيع) بموانئ البحر المتوسط (العريش – شرق بورسعيد) مما يحقق التنمية الشاملة والمستدامة لمنطقة سيناء وربطها مع شبكة سكك حديد مصر.

ممر العريش- طابا

وكان وزير النقل قال خلال جولته في سيناء، “إننا نتابع اليوم أحد الممرات اللوجستية التي تم تدشينها، وهو ممر العريش – طابا اللوجيستي التنموي المتكامل، حيث يبدأ هذا الممر من ميناء العريش البحري وحتى منفذ طابا البري”.

ويربط بينهما، بحسب الوزير، “خط سكة حديد العريش – طابا وهو امتداد لخط الفردان بئر العبد – العريش مروراً بمنطقة الصناعات الثقيلة بسيناء، حيث ستساهم هذه الممرات في ربط مناطق الإنتاج (الصناعي والزراعي والتعديني والخدمي) بالموانئ البحرية عبر وسائل نقل سريعة ونظيفة وآمنة، مروراً بالموانئ الجافة والمناطق اللوجيستية”.

وأشار إلى أن هذا الممر اللوجيستي، العريش – طابا، سيمتد باتجاه الشرق إلى الأردن والعراق لأن هذا الممر جزء من طريق النقل العربي الذي سيخدم حركة التجارة إلى الأردن والعراق ودول الخليج وإلى الدول العربية الأفريقية.

علاقة مشاريع البنى التحتية في سيناء بـ”صفقة القرن”

ويربط البعض في مصر، بين هذا النوع من المشاريع الضخمة وبين أفكار “صفقة القرن” لتصفية القضية الفلسطينية، وفق المنظور الاقتصادي الخدماتي الذي قدمه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

كذلك يربط المقتنعون بهذا الربط، بين مشروع سيناء المذكور وما جاء في تقرير مركز أبحاث إسرائيلي يميني يتحدث عن معالجة “التحديات” التي يمثلها قطاع غزة لإسرائيل، من خلال تنفيذ خطة لتطوير شمال سيناء، عبر التوسع في بناء مشاريع بنى تحتية يمكن أن توظف في تحسين الأوضاع الاقتصادية في القطاع. ففي ورقة صادرة عنه، لفت “المركز الأورشليمي لشؤون المجتمع والدولة”، الذي يرأس مجلس إدارته وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلية السابق دوري غولد، إلى أن تدشين بناء مشاريع بنى تحتية وسياحية في شمال سيناء، سيوفر فرص عمل للغزيّين، إلى جانب مساهمته في معالجة مظاهر الحصار المفروض حالياً على القطاع.

وتقترح الخطة، التي أعدها العميد المتقاعد شمعون شابيرا، الباحث في المركز، والذي سبق أن عمل في السابق سكرتيراً عسكرياً لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أن تتولى كل من الولايات المتحدة والدول الخليجية مهمة التمويل. وتشمل الخطة تدشين ميناء بحري داخل ميناء العريش الحالي، ليُسمح برسو السفن الكبيرة التي ستستخدم في عمليات الاستيراد والتصدير لصالح قطاع غزة، وهذا ما تم فعلياً.

وتتضمن الخطة أيضاً بناء مطار “دولي” في محيط العريش، يسمح بحركة البضائع والمسافرين من غزة وإليها، وهذا ما تم فعلياً بتوسيع حرم مطار العريش بقرار مباشر من السيسي. وذكرت الخطة تدشين محطة لتوليد الكهرباء عبر استخدام الغاز الطبيعي، الذي يتم استخراجه من حقول الغاز المصرية في البحر الأبيض المتوسط، لتزويد غزة وشمال سيناء بالكهرباء، وهذا ما تم بإنشاء محطة كهرباء في مدينة الشيخ زويد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here