سد النهضة والخيارات المتاحة

38
سد النهضة والخيارات المتاحة

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. ما زالت تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول قضية سد النهضة تتجه نحو التهدئة وعدم التصعيد، حيث أكد السيسي على ضرورة التحلي بالصبر في إيجاد حلول لتلك القضية، لتطرح العديد من التساؤلات حول الخيارات المتاحة خاصة وأن الموقف الأثيوبي مازال هو سيد السائد، و تستمر إثيوبيا في إنتهاج القرارات الأحادية مع البدء في المرحلة الثالثة من التشغيل، الأمر الذي سيتحدث عنه لـ”أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي نبيل نجم في الحوار الصحفي التالي:

نبيل نجم الدين، الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية

في تصريح جديد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، جدد تأكيده على إتباع سياسة الصبر وعدم التصعيد في أزمة سد النهضة فكيف تقرأ هذا التصريح؟
لا شك أن تأكيد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على إتباع مصر سياسة عدم التصعيد مع أثيوبيا فيما يخص ملف سد النهضة، هو تأكيد على صبر الإدارة المصرية، وعدم تخليها عن السبل والمسارات السلمية الدبلوماسية الهادئة، في إيجاد حل لهذا الملف، وأنا أرى أن هذا التصريح هو استمرار لسياسة مصر في حل مشاكلها وأزماتها مع جيرانها بالطرق الدبلوماسية، و بالوسائل السلمية، و هذا تأكيد من الرئيس عبد الفتاح السيسي على إستراتيجية مصر فيما يخص علاقاتها الخارجية.

هل تعتقد أن التحلي بالصبر كما جاء على لسان الرئيس السيسي سيجدي أمام اتخاذ إثيوبيا قرارات أحادية والاتجاه نحو الملء الثالث للسد؟
تصريح الرئيس السيسي واستمرار أو تكراره لهذه التصريحات هي تأتي من مصدر قوة وليس من مصدر ضعف، القوة في أنك تملك نفسك عند الغضب، والأمر هنا ليس مسألة شخصية، الأمر يخص قضية وجودية هي الماء اللازم للحياة في مصر، الماء اللازم للشرب واللازم للزراعة والحياة بشكل عام، الحقيقة أن الإدارة المصرية تتعامل مع هذا الملف بمبدأ كبح جماح الغضب، وفتح الباب دائما للحلول الدبلوماسية، وأعتقد أن القاهرة بهذه الطريقة و أتكلم كمحلل ومراقب سياسي هي في موقف قوة وليس موقف ضعف، لأن من السهل جدا أن تعلن الحرب، ولكن الحرب ليست هدفاً في حل القضايا الخلافية بين الدول، ولذلك إعادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتصريحاته الدبلوماسية الهادئة، تفتح الباب واسعا أمام الخيارات المصرية.

السيسي أكد خلال تصريحاته على التوجه نحو إعادة تدوير المياه و البحث عن مصادر مختلفة للمياه فهل تتوقع أن يكون ذلك حلا يعوض مصر من نسبة المياه التي قد تفقدها؟
الخيارات التي تكلم عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي فيما يخص إحتياجات مصر من المياه مثل تدوير المياه، والبحث عن مصادر أخرى هي تعبر عن قيام الإدارة المصرية بواجباتها نحو الشعب المصري ونحو القطر المصري، ونحن أمام مشروع سد النهضة، وهو مشروع في الأصل كما تقول الإدارة الإثيوبية أنه مشروع تنموي، أعلنت القيادة المصرية حينما وقعت إتفاق المبادئ، أن مصالح الشعب الإثيوبي هي مصالح الشعب السوداني وهي مصالح الشعب المصري، ولذلك فإننا كما قال الرئيس في ذلك الوقت 2015، ليس هناك مانع من هذا المشروع التنموي الأثيوبي، ولكن المانع كل المانع أن الحكومة الإثيوبية تنحى منحا فرديا في التعاون مع مشروع كبير له تداعياته على حصص الشركاء في مجرى وادي النيل في السودان ومصر، لذلك قيام الإدارة في مصر بالعمل على الإحتياطات الخاصة بتنمية موارد أخرى من المياه لا يعني أبدا التخلي عن حصة مصر من مياه نهر النيل، ولكن يؤكد على أن الإدارة المصرية تنحى منحا حكيما في تأمين الخيارات المختلفة نحو قضية وجودية للشعب المصري.

هل تتوقع التوجه نحو أوارق ضغط جديدة على إثيوبيا تجبرها على التراجع أم إننا نتعامل الآن مع أمر واقع لا يمكن تغييره؟
في الحقيقة لا أتفق مع فكرة التعامل مع أمر واقع لا يمكن تغييره، هذا أمر مستبعد تماما من الأجندة الرسمية المصرية، وأيضاً الرغبة الشعبية المصرية، نصيب مصر من نهر النيل ليس محلا للتفاوض، وحصة مصر من نهر النيل ليست قضية تترك لقرارات وأهواء وأجندات حكومة بمفردها، من أجل أي من حكومات وادي النيل، وهم أكثر من 11 دولة، القضية في الأول وفي الآخر أن مصر لا تريد أن تخسر علاقاتها التاريخية مع أثيوبيا و لا تريد أيضاً أن تعمل على هذا الأمر.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here