“القاهرة للكتاب”: نافذة للبيع فقط

4
"القاهرة للكتاب": نافذة للبيع فقط

أفريقيا برسمصر. مع افتتاح الدورة الثانية والخمسين من “معرض القاهرة الدولي للكتاب” عند العاشرة من صباح اليوم الأربعاء، سيكونو روّاد المعرض أمام مسارين؛ الأوّل يسمح لهم زيارته لشراء الكتب فقط ضمن حجوزات مسبقة، والثاني يتيح لهم التجوّل افتراضياً بتقنية ثلاثية الأبعاد عبر منصّة إلكترونية.

الذهاب نحو خيار إقامة الفعاليات الثقافية المرافقة للمعرض عن بعد، أتى بدعوى الحفاظ على التظاهرة بدلاً من إلغائها هذا العام كما حدث مع الدورة السابقة بسبب تفشّي فيروس كوفيد – 19، لكنها تصاحبت مع إلغاءات مماثلة لعدد من الأنشطة الأساسية شملت الندوات المزمع عقدها حول شخصيتيّ المعرض، وهما الروائي يحيى حقي (1905 – 1992) والكاتب والمترجم عبد التوّاب يوسف (1928 – 2015)، والمحور الفكري “هوية مصر: الثقافة وسؤال المستقبل”، وهي فعاليات جرى تأجيلُها إلى العام المقبل.

التظاهرة التي تتواصل حتى الخامس عشر من تموز/ يوليو المقبل في “مركز مصر المعارض والمؤتمرات الدولية”، ستقتصر على نافذة بيع للجمهور الذي يمكنه الاطلاع على مئات آلاف العناوين يعرضها حوالي ألف ومئتي دار نشر من سبعة بلدان أفريقية واثني عشر آسيوياً وخمسة أوروبية.

أزمة الكتاب تضاعفت مع جائحة كورونا إذ راكمت مزيداً من الخسائر في صناعة النشر مصرياً

كما أطلق المنظّمون مبادرة “ثقافتك كتابك”، والتي تهدف إلى تشجيع المواطنين على اقتناء الكتب وحثهم على القراءة حيث سيجري تخصيص قسم لا يتجاوز فيه سعرُ الكتاب العشرين جنيهاً، في ظلّ تدهوّر الأوضاع المعيشية للمواطنين المصريين مع انخفاض سعر الجنيه أمام الدولار، ما أدّى إلى ارتفاع أسعار معظم خامات التصنيع ومن ضمنها تكاليف الورق والأحبار والطباعة، وبالتالي تراجع توزيع الكتب لدى معظم الناشرين.

أزمة الكتاب تضاعفت أيضاً مع حلول جائحة كورونا، التي راكمت مزيداً من الخسائر في صناعة الكتاب مصرياً وعربياً، يمكن ملاحظتها في قلّة العناوين الصادرة خلال العامين الأخيرين قياساً بالسنوات السابقة، كما ألقت الجائحة بظلالها على معارض الكتب العربية التي تمّ تأجيل معظمها في العام الماضي، وهي تشكّل الفضاء الوحيد أمام القرّاء في كلّ بلد عربي لاقتناء إصدارات تأتي من خارج الحدود، مع غياب شبكة توزيع قادرة على تقديم أحدث العناوين من المحيط إلى الخليج.

اعتمد المعرض شعار “في القراءة حياة”، لكن تمّت ترجمته في الواقع من خلال إحالة جميع الفعاليات الثقافية والفنية إلى المنصة الإلكترونية دون حضور فعلي للضيوف المشاركين في سبعة مسارات تشكّل البرنامج الثقافي للمعرض، وهي: أنشطة وعروض الطفل، الثقافة التشكيلية، والقضايا الثقافية، والأقلام الإبداعية، والشعر والشعراء، واللقاءات الفكرية، والعروض المسرحية والسينما.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here