هل ينجح حريق مسرح ناصيبيان في جمع الوسط الفني المصري بشأن إعادة ترميمه؟

13
هل ينجح حريق مسرح ناصيبيان في جمع الوسط الفني المصري بشأن إعادة ترميمه؟
هل ينجح حريق مسرح ناصيبيان في جمع الوسط الفني المصري بشأن إعادة ترميمه؟

أفريقيا برس – مصر. خيمت صدمة كبيرة على الوسطين، الفني والثقافي، في مصر بعد الحريق الذي التهم مسرح ستوديو ناصيبيان التاريخي في حي الفجالة العتيق وسط القاهرة. القاهرة – سبوتنيك. وتحولت هذه الصدمة، سريعا، إلى جهود حاول من خلالها عشرات المثقفين والفنانين المصريين العمل على إعادة بناء المسرح وإعادته إلى العمل في أقرب وقت ممكن.

بشكل مفاجئ، احترق المسرح المصري، يوم الأحد الماضي، وما خفف من مفاجأة الحريق أنه شب يوم إجازة المسرح نفسه، فلم تقع أي ضحايا أو إصابات بسبب هذا الحريق، وإن خلَّف خسارة مادية تبلغ حوالي 4 ملايين جنيه ( 254 ألف دولار تقريبا)، فضلا عن خسارة ثقافية وتاريخية لا تقدر بثمن.

يذكر أن مسرح ستوديو ناصيبيان المصري يعود تاريخه إلى عام 1937، وفق ما أوضحه، محمد طلعت، مدير المسرح، إلى وكالة “سبوتنيك”، حيث يقول إن “هذا المسرح كان في البداية ستوديو أسسه رئيس الطائفة الأرمنية في مصر هرانت ناصيبيان، وكان هذا ثاني استوديو للسينما يتم بناؤه في مصر، وظل يشهد تصوير أفلام سينمائية حتى الثمانينيات، ومنها أفلام شهيرة للغاية مثل ليلة الدخلة، وفي بيتنا رجل، وأم العروسة، وباب الحديد وغيرها”.

ويضيف محمد طلعت “باعت عائلة ناصيبيان الاستوديو في الخمسينيات قبل مغادرتها لمصر، لكن المنتج رمسيس نجيب استأجره واستمر تصوير الأفلام في هذا الاستوديو حتى اشترته الرهبنة اليسوعية في نصف التسعينيات، وحولت جزءا منه كجراج لمدرسة العائلة المقدسة، وحولنا جزءا منه إلى مسرح للفن المستقل، وعلى مدار 20 عاما، بنينا هذا المسرح خطوة بخطوة”.

ويستطرد طلعت “عملنا مع كل فرق المسرح المستقلة في مصر، والعديد من الفرق الموسيقية، وصورنا بداخله أفلام إما من إنتاج جمعية النهضة أو من إنتاج خارجي، وقبل الحريق كنا نجهز 5 إنتاجات جديدة تخرج من هذا المسرح”، لكن الحريق لم يوقف الفن داخل هذا المسرح، حيث يقول طلعت إن هناك “المخرج إبراهيم عبد الفتاح، بدأ العمل على ورشة حكي عن استوديو ناصيبيان يشارك بها 40 شخصا، وسنعرض إنتاج هذه الورشة بمجرد انتهاء تحقيقات النيابة والسماح لنا بالدخول مرة ثانية إلى المسرح”.

وأردف محمد طلعت، مدير مسرح ناصيبيان “سننظف المسرح، ونعرض أعمال ورشة الحكي للجمهور حتى قبل إعادة بنائه”. ومن جانبه، قال سامح سامي، المدير التنفيذي لجمعية نهضة مصر (الجزويت) لوكالة “سبوتنيك” إن “هذا الحريق ألتهم المسرح بأكمله، لا نعرف بعد ماذا حدث النيابة مستمرة في التحقيقات حتى الآن”.

ويضيف سامي “بعد انتهاء تحقيقات النيابة سنبدأ مباشرة في العمل على إعادة بناء المسرح، لكن الموضوع سيحتاج إلى إمكانيات مادية وأموال، لكن هناك تفاعلات كبيرة جدا، حتى بعض الأشخاص الذين اعتادوا على حضور عروض المسرح جاءوا وتبرعوا بمبالغ لا تتجاوز 25 أو 50 جنيها للمشاركة في ترميم المسرح (1- 2 ونصف دولار)”.

وأشار إلى أن المسرح كان يستقبل نحو 6 آلاف زائر سنويا، ويعرض نحو 200 عرض مسرحي إلى جانب الفرق المستقلة التي كانت تعرض أعمالها عبره، وتدريبات ومشاريع طلاب مدارس المسرح والسينما.

نظمت مجموعة من الفنانين والمثقفين المصريين، عقب الحريق، زيارة إلى موقع المسرح، الأربعاء، لبحث جهود إعادة بناءه، حيث ناقشوا عددا من المقترحات لجذب الأموال لإعادة بناء المسرح، وشكل بعض منهم لجنة تطوعية تعمل إلى جانب الجهود الرسمية لجمعية النهضة في جمع التبرعات وتنفيذ الأفكار الخاصة بإعادة المسرح.

وخلال هذا الاجتماع، قال الأب ويليام سيدهم اليسوعي، رئيس مجلس إدارة جزويت القاهرة إن “الجميع صدم بهذا الحريق، والخسائر تقدر بنحو 3 ونصف مليون إلى 4 ملايين جنيه، لكن إذا أردنا إعادة بناء هذا المسرح وترميمه وتوسيعه سنحتاج إلى نحو 7 ملايين جنيه (نحو نصف مليون دولار)”.

وأضاف “هذا المسرح كان للمهمشين والفقراء الذين اعتبر نفسي واحدا منهم، المسرح احترق لكن الفن لم يحترق، كل ما أنتجه هذا المسرح موجود في قلوب كل واحد منا”.

وشهد المسرح تصوير وإنتاج نحو 150 فيلما، من بينها أفلام تعتبر من كلاسيكيات السينما المصرية، مثل أفلام “دعاء الكروان”، و”باب الحديد”، و”في بيتنا رجل”، و”المراهقات”، و”الخيط الرفيع”، و”شفيقة ومتولي” و”مولد يا دنيا”، وفيلم “إحنا بتوع الأوتوبيس”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here