أفريقيا برس – مصر. استضاف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اليوم الجمعة في العاصمة الرياض، لقاء ضم قادة في دول مجلس التعاون الخليجي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وجاء اللقاء في ظل مسعى عربي لتقديم خطة مضادة لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاضي بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن أساساً. وسعت الرياض إلى خفض سقف التوقعات بتأكيدها أن الاجتماع هو “لقاء أخوي غير رسمي” بين قادة الدول الثماني، وأن قراراته ستكون ضمن جدول أعمال القمة العربية الطارئة التي ستُعقد في مصر في الرابع من مارس/ آذار المقبل. وضم اللقاء أيضاً أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح، وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
ورحب القادة المشاركون في اللقاء بعقد القمة العربية الطارئة المقررة في القاهرة يوم 4 مارس/ آذار المقبل، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس). وجرى خلال اللقاء، التشاور وتبادل وجهات النظر حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، خاصة الجهود المشتركة الداعمة للقضية الفلسطينية، وتطورات الأوضاع في قطاع غزة.
والثلاثاء الماضي، أعلنت مصر استضافة القمة العربية الطارئة يوم الرابع من مارس/آذار المقبل، حول تطورات القضية الفلسطينية. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان حينذاك “تم تحديد الموعد الجديد بعد التنسيق مع مملكة البحرين رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة وبالتشاور مع الدول العربية”.
وأشارت القناة “الإخبارية” السعودية، على حسابها بمنصة إكس، إلى “لقاء ودي أخوي في الرياض يجمع ولي العهد (محمد بن سلمان) وقادة دول الخليج وملك الأردن والرئيس المصري”. من جهته، أوضح المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية عبر حسابه على موقع فيسبوك، أن “الرئيس عبد الفتاح السيسي يغادر العاصمة السعودية الرياض عائداً إلى أرض الوطن بعد مشاركته في اجتماع غير رسمي حول القضية الفلسطينية، وذلك بمشاركة قادة كل من مصر، والسعودية، والإمارات، وقطر، والكويت، والبحرين والأردن”.
إلى ذلك، نشر الديوان الملكي الأردني على حسابه بمنصة إكس الصورة الجماعية للقادة، لافتاً إلى أن الملك عبد الله الثاني، وولي عهده الأمير الحسين، إلى جانب قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر، “في لقاء أخوي في الرياض، اليوم الجمعة، جرى بدعوة من سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية”.
واكتست القمة أهمية لكونها تعكس إجماعاً عربياً نادراً على رفض تهجير الفلسطينيين في لحظة يقدم فيها ترامب طروحات كفيلة بخلط الأوراق في المنطقة. ونقلت “فرانس برس” عن مصدر مقرب من الحكومة السعودية لم تكشف عن هويته قوله إنّ القادة سيناقشون “خطة إعادة إعمار مضادة لخطة ترامب بشأن غزة”، موضحاً أنه ستكون على الطاولة “نسخة من الخطة المصرية”.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي قد توجه أمس من إسبانيا إلى السعودية في ختام زيارة رسمية إلى مدريد. وفي الأسبوع الماضي، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لصحافيين في واشنطن إنّ مصر ستقدّم ردّا على خطة ترامب، مشيراً إلى أنّ الدول العربية ستناقشه بعد ذلك في محادثات في الرياض. ولم تعلن القاهرة بعد رسمياً تفاصيل خطتها. لكن مصادر دبلوماسية كشفت، عن ملامح الخطة المصرية.
وبحسب ما قال دبلوماسي مصري في واشنطن، فإن الخطة المصرية لغزة تتكوّن من مرحلتين، أولاهما تستغرق عشر سنوات، وهي غير قاصرة على عمليات إعادة الإعمار والإنشاءات السكنية والبنى التحتية، لافتاً إلى أن تلك المرحلة ستتضمن تنفيذ أعمال تهيئة للمرحلة الثانية من التصور الشامل لحل القضية برمتها، وكشف أن التصور المقترح يتضمن إعادة توزيع الكتل السكنية في القطاع، بحيث يجري تخفيف أعداد سكان شمال غزة وتوفير مساحات آمنة غير كثيفة السكان في المناطق المتاخمة لمستوطنات الغلاف.
ومن بين ما يُصنف ضمن أعمال التهيئة في المرحلة الأولى، أوضح الدبلوماسي المصري أن هناك ما يخص التعامل مع سلاح المقاومة وفق تصور يراعي مخاوف المانحين والممولين لعمليات إعادة الإعمار، ويحافظ على محاذير المقاومة بشأن تمسّكها بسلاحها إلى حين إقامة الدولة الفلسطينية، وأوضح أن التصور يتضمن وضع قيود ورقابة على سلاح المقاومة واستخدامه بدون نزعه، إذ يطرح تحديد أماكن محددة لمستودعات الأسلحة بحيث تخضع تلك المستودعات لرقابة أوروبية ومصرية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس